شيكابالا ليس شيطاناً .. وهم ليسوا ملائكة
محمد القاعود
منذ حوالي خمس سنوات، سافرت مع الزمالك لتغطية مباراة الذهاب في نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز كان بطل جنوب أفريقيا “فريق صعب المراس” ، يضم لاعبين مميزين جدًا منهم خاما بيليات (الذي كان هدفًا لقطبي الكرة المصرية أنذاك) .
كان وقتها بيتسو موسيماني المدير الفني الحالي للأهلي هو مدرب صن داونز، للأمانة الرجل عاملنا باحترام فائق كبعثة إعلامية في مقر ناديه، ورحب بنا قبل ساعات من المباراة المرتقبة وكان ودوداً للغاية ، أجاب على جميع أسئلتنا بكل ترحاب، وود غير مصطنع، سمح لنا بحضور المران الأخير (صحيح أنه كان مرانًا بدنيا فقط بعيداً عن النواحي الخططية لكنه سمح بعكس مدرب الزمالك مؤمن سليمان وقتها والذي رفض حضور البعثة المسافرة من مصر لمتابعة المران الأخير بداعي الحفاظ على السرّية !.. ما علينا)، فوجئت بموسيماني يعرف لاعبي الزمالك بالاسم، الزملاء سألوه عن المباراة والاستعداد لها ، سألته بشكل شخصي، سؤالاً خارج السياق (وربما المنطق) ورغم حساسية الموقف : سيد بيتسو بما أنك تعرف لاعبي الرمالك جيدًا ، من هو اللاعب الذي إذا سمحت لك الظروف لضمه من الزمالك ستفعل ؟ فأجاب بدون تردد : شيكابالا بالتأكيد، فهو من أمهر لاعبي أفريقيا ، ولو كان عمره أصغر بخمس سنوات (كنا وقتها عام 2016) كنت سأطالب إدارة النادي (صن داونز) بالتعاقد معه على الفور ودون تردد ، وموسيماني حيٌ يرزق لمن أراد أن يسأله ، وربما هذا يفسر مداعبته لشيكا قبل مباراة القمة والتي قال فيها بيتسو لشيكا (لن تسجل في مرمانا اليوم) رغم الأجواء المشحونة غالباً قبل مباريات القمة .
موسيماني وقتها أتذكر حينما أردت التقاط صورة تذكارية معه رحب بشدة ، لكني فوجئت أنه (بقوة ملاحظته) طلب أن نعيد اللقطة ، لأن الأولى لم تكن واضحة، لكني شعرت بالحرج أن أطلب منه إعادتها ، ولم ينصرف إلا بعد أن شاهدها بنفسه !
شيكالا ليس شيطاناً ، ومن يهاجموه ليسوا ملائكة ، اللاعب أخطأ مرارًا صحيح ، لكن الطرف الآخر لم ينل الجزاء الرادع والذي مارس العنصرية في أقبح صورها غير ذات مرة ، وهو ما تحدث عنه شيكا النادر الظهور في الإعلام ، وأدى إلى بكاءه مع “المحنك” عمرو أديب، والذي انتزع منه دون ضغط كل الاعترافات التي يرغب الجمهور في سماعها ، الأهلاوية قبل الزملكاوية .
شيكابالا لمن يعرفه ، انطوائي خجول يضحك أحيانا يغضب كثيرًا مثل الطفل ، يتحدث في أضيق الحدود ، تحتويه بكلمة ، تخسره بتصرف غير محسوب يعتبره تقليلًا من شأنه ، ينفلت في بعض المواقف ، لا يجيد التحكم في أعصابه في تعامله مع الرموز (الواقعة الشهيرة مع حسن شحاتة ده أنت زهقتني ياراجل مشيني) ، فاحتار كثيرون في رسم ملامح شخصيته المتشابكة الخيوط والمنحنيات بسبب الغموض الذي فرضه على نفسه ، والعزلة الإعلامية “الاختيارية” ، لكنه قرر مؤخرا أن يعمل بمبدأ “تحدث حتى أراك” ، هكذا عبّر شيكابالا عن نفسه جيدًا، فجاء كلامه مرتباً دقيقًا ومحددًا ، يعرف ماذا يريد بالضبط ، ومتى يوصل الرسالة ، بشكل فاجئ الجميع ممن لم يتعاملوا معه ، أو يسمعوه من قبل .
اللاعب أكد احترامه لجمهور الأهلي ، وشدد على أن أزمته مع “العنصريين” وما أكثرهم ، معترفًا بصداقته لعديد من نجوم الأهلي ، وأعتقد أن هذا كفيل بوأد العنصرية التي طفحت على الوسط الرياضي ، ومحاولة التقليل من شأن الآخر ، منتصرًا كان أو حتى مهزومًا ، ففي المدارس كانوا يكتبون على الحوائط عبارة “ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند الفوز” لكن يبدو أنها مكتوبة للحوائط “البشرية” .
البعض ومنهم من يفترض أنهم نقاد وصحفيون تعاملوا معه بسن السكاكين لذبحه وليس تقويمه إرضاءا لفئة أو أخرى ، خاصة في ظل التلون والكيل بأكثر من مكيال و حسب الموقف والمنبر الذي يتم الحديث منه ، فطغت لغة المشجع المتعصب على الناقد واللافت أن الجمهور بات واع جدًا ويلفظ هؤلاء رغم طلّتهم غير البهية عبر منصات التواصل والحذلقة المرئية والمسموعة والمكتوبة ، وبعضهم لا يعرف الأثاث من الأساس ، لكن مبدأ “أكل العيش يحب الخفية” جعل البعض يتلون حسب الموقف ، ولكسب مزيد من الشعبية الزائلة والزائفة بحثًا عن ال”شير واللايك والسبسكريب” .
#شيكابالا #موسيماني #الزمالك #الأهلي #عمرو_أديب #لا_للتعصب