فاطمة العدلانيكُتاب الترند العربيمنوعات

في النفس القوة

فاطمة العدلاني

لا أتكلم عن الإصرار والعزيمة بالمعنى الدارج ولا أتشبث بهم لمجرد أنهم القوة والإيجابية… لن أُخبرك معنى أن الأشياء تتفلت من يدك في اللحظة التي كادت أن تُصبح مِلكك للأبد حين فقط فقدت شغفك بها وأطلقت عزيمتك وإصرارك عليها للفضاء.
لن أُحَدثَّك عن أضعف مركز نفسي تصل له النفس البشرية عند إفلات عُقدة إصرارها للوصول كمن أفرط إِحكام عُقدة حبل بيده كلحظة استسلام للعدو وأنت قادر على مواجهته ماديا ولكنك هُزمت معنويا فسبقت هزيمتك المادية عمليا.
لحظة النصر تقلب إلى هزيمة بلحظة يأس.
لحظة خوف… لحظة الوصول لذروة المعركة تحتاج سلاحا ماديا بعدها النصر ليس للأقوى ولكن الأصمد فقط الأصمد من يملك سلاحا معنويا!
سأحدِّثك عن العزيمة من وجهة نظري حيث أنني لا أحب أدوار الغلبة التي يغلب فيها المرء على أمره التي يستسلم فيها في نهاية السيناريو.
أدوار المغلوبين لا تهواني… حتى لو اضطررت الغلبة وأنت تنزف دما فقط يكفيك أن تموت واقفا..
أُدرك أن الحياة ليست وردية وأن الجانب المظلم من الحياة لا يسلم منه أحد وأنهُ شر لابُد منه!
لكن أؤمن أيضا أن الدنيا لا تؤخذ إلا غلابا وأنها تنتزع انتزاعا..
يروقني ذوي العزم الهمة الطائحين في الحياة ثابتين الخطي يعافرون ألفا وألفين وثلاثة لأجل أحلامهم وأمانيهم ولا يؤجلونها.. يُطلقون سراح خيالهم في الفضاء يصلون بذاتهم سابع سماوات ولا سلطان على خيالاتهم كما مقيدون بذاتهم الحقيقة في المكان.
كنت قد قرأت لإحسان عبد القدوس ومما راق لي وجذب انتباهي عن أرض المعركة مما قال أن أول ما يدرسه رجال الحرب هو أن الذي يبدأ بالهجوم يحتاج إلى قوة توازي ثلاثة أضعاف القوة التي يحتاج إليها الجيش الذي يقف موقف الدفاع.. وأنا أعتقد أن الحياة كلها معارك تعيشها وإن كنت لا تدري ولكنه حقا عليك أن تختار معاركك وبعد اختيارها عليك أن تدعم نفسك أنك القوة الهاجمة دائما فامنحها قوة توازي ثلاثة أضعاف القوة المضادة..
واعلم ان اللحظة التي تستسلم بها وتأسر بها نفسك لما يدور حولك فأنت من أضعت فرصة الحصول على ما ينتظر حدوثه لولا إفلات يدك في لحظة الحصول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى