منوعات

أمطار قياسية تضرب الرياض خلال 24 ساعة.. شقراء تسجل الأعلى بـ47 ملم

الترند العربي – متابعات

سجّلت منطقة الرياض أعلى كمية هطول أمطار على مستوى المملكة العربية السعودية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بعد أن بلغت كمية الأمطار المسجلة في محافظة شقراء 47 ملم، وفقًا للتقرير اليومي الصادر عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، في حدث مناخي لافت يعكس حدة التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد خلال الموسم الشتوي الحالي.

وجاءت هذه الكميات المرتفعة نتيجة حالة عدم استقرار جوي واسعة النطاق أثرت على 11 منطقة مختلفة، وسط تزايد ملحوظ في شدة الهطولات وتفاوتها الجغرافي، ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات مرتبطة بالبنية التحتية المائية، والجاهزية الحضرية، وتأثيرات التغير المناخي على أنماط الأمطار في المملكة.

أمطار قياسية تضرب الرياض خلال 24 ساعة.. شقراء تسجل الأعلى بـ47 ملم
أمطار قياسية تضرب الرياض خلال 24 ساعة.. شقراء تسجل الأعلى بـ47 ملم

أمطار شقراء تتصدر المشهد المناخي

بحسب البيانات الرسمية، تصدرت محافظة شقراء في منطقة الرياض قائمة أعلى كميات الأمطار المسجلة، حيث رُصدت 47.0 ملم في منطقة الحُريِّق، وهي أعلى كمية أمطار تُسجّل في المملكة خلال الفترة الزمنية المحددة، تلتها مواقع أخرى داخل المحافظة ذاتها مثل مزارع خروب وحي الأندلس بالغاط التي سجلت 34.0 ملم، ثم شقراء بـ28.0 ملم.

وتشير هذه الأرقام إلى أن المحافظة شهدت حالة مطرية مركزة نسبيًا مقارنة بمناطق أخرى، ما يعكس طبيعة السحب الرعدية المحلية التي تسببت في هطولات كثيفة خلال فترة زمنية قصيرة.

أمطار قياسية تضرب الرياض خلال 24 ساعة.. شقراء تسجل الأعلى بـ47 ملم
أمطار قياسية تضرب الرياض خلال 24 ساعة.. شقراء تسجل الأعلى بـ47 ملم

شبكة رصد واسعة تغطي 11 منطقة

أوضحت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن الأمطار التي هطلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تم تسجيلها عبر 150 محطة رصد هيدرولوجي ومناخي منتشرة في مناطق الرياض، مكة المكرمة، القصيم، المنطقة الشرقية، عسير، تبوك، حائل، الحدود الشمالية، جازان، الباحة، والجوف.

وتعكس هذه الشبكة الواسعة من محطات الرصد مستوى التطور في منظومة المراقبة المناخية بالمملكة، وقدرتها على تتبع التغيرات الجوية بدقة عالية، بما يدعم خطط الاستجابة السريعة والتحذيرات المبكرة.

أمطار قياسية تضرب الرياض خلال 24 ساعة.. شقراء تسجل الأعلى بـ47 ملم
أمطار قياسية تضرب الرياض خلال 24 ساعة.. شقراء تسجل الأعلى بـ47 ملم

منطقة الرياض.. نطاق جغرافي واسع من الهطولات

إلى جانب شقراء، سجلت مواقع متعددة داخل منطقة الرياض كميات متفاوتة من الأمطار، حيث بلغت الكمية في محمية الملك خالد 24.2 ملم، وتمير بمحافظة المجمعة 23.9 ملم، والجبيلة بالدرعية 22.2 ملم، فيما سجلت محمية الإمام عبدالعزيز 22.0 ملم، والخطامة بالمجمعة 20.3 ملم، وأشيقر بشقراء 20.1 ملم.

وتُظهر هذه الأرقام أن الحالة المطرية لم تكن محصورة في نطاق ضيق، بل شملت امتدادًا جغرافيًا واسعًا داخل المنطقة، مع تفاوت في كثافة الهطول يعكس اختلافات التضاريس والظروف المحلية.

أمطار قياسية تضرب الرياض خلال 24 ساعة.. شقراء تسجل الأعلى بـ47 ملم
أمطار قياسية تضرب الرياض خلال 24 ساعة.. شقراء تسجل الأعلى بـ47 ملم

عسير.. أمطار غزيرة تعزز الطبيعة الجبلية

في منطقة عسير، شهدت عدة محافظات هطولات مطرية غزيرة، حيث سجلت رجال ألمع 41.0 ملم، وبلسمر في أبها 32.2 ملم، وحسوة برجال ألمع 26.9 ملم، وتنومة 26.4 ملم، وحي الزهراء بأبها 24.8 ملم.

وتُعد منطقة عسير من أكثر مناطق المملكة استقبالًا للأمطار الموسمية، نظرًا لطبيعتها الجبلية التي تساعد على تكاثف السحب، ما يجعلها عنصرًا مهمًا في المخزون المائي الطبيعي، ويُسهم في تغذية الغطاء النباتي والموارد الجوفية.

المنطقة الشرقية.. أمطار مؤثرة على المدن الساحلية

سجّلت المنطقة الشرقية بدورها كميات أمطار لافتة، حيث بلغت في حي القادسية بالدمام 33.4 ملم، وسجل حي الضباب والجبيل 28.5 ملم لكل منهما، فيما بلغت الكمية في مطار الملك فهد الدولي 26.8 ملم، وجزيرة جنة 25.4 ملم.

وتكتسب هذه الهطولات أهمية خاصة في المدن الساحلية، نظرًا لتأثيرها المباشر على شبكات التصريف، وحركة المرور، والمناطق الصناعية، ما يتطلب جاهزية عالية من الجهات المعنية.

مكة المكرمة وجازان والباحة.. أمطار متفاوتة

في منطقة مكة المكرمة، سجلت سبت الجارة 11.6 ملم، والعرضيات الجنوبية 3.6 ملم، وأحد بني زيد 3.2 ملم، بينما سجلت جازان 20.4 ملم في قيادة حرس الحدود، و8.8 ملم في الروضة.

أما منطقة الباحة، فسجلت الجوة 9.7 ملم، والباهر 5.8 ملم، وبلجرشي 4.4 ملم، وبطاط 3.7 ملم، وهي كميات تُعد جيدة مقارنة بالمعدلات الموسمية المعتادة.

المناطق الشمالية.. هطولات خفيفة إلى متوسطة

شهدت مناطق الحدود الشمالية والجوف وحائل وتبوك هطولات أقل نسبيًا، حيث سجل مطار رفحاء 5.3 ملم، ومطار طريف 5.1 ملم، فيما سجل مطار القريات بالجوف 3.6 ملم، والروضة بحائل 2.6 ملم، ومحمية الملك سلمان بتبوك 1.2 ملم.

ورغم محدودية الكميات، إلا أن هذه الأمطار تسهم في تحسين الظروف البيئية وتلطيف الأجواء، خاصة في المناطق الصحراوية.

قراءة مناخية أوسع للمشهد المطري

يرى مختصون أن تكرار تسجيل كميات مرتفعة من الأمطار خلال فترات زمنية قصيرة يعكس تحولات واضحة في أنماط الطقس، ترتبط بشكل مباشر بالتغيرات المناخية العالمية، وزيادة عدم الاستقرار الجوي في شبه الجزيرة العربية.

وتشير دراسات حديثة إلى أن المملكة باتت تشهد أمطارًا أكثر كثافة لكنها أقل انتظامًا، ما يفرض تحديات جديدة تتعلق بإدارة السيول، واستدامة الموارد المائية، والتخطيط الحضري المرن.

الأمطار والسيول.. بين الفائدة والمخاطر

رغم الفوائد البيئية الكبيرة للأمطار، إلا أن غزارتها المفاجئة قد تؤدي إلى تشكل سيول جارفة، خاصة في الأودية والمناطق المنخفضة، ما يستدعي رفع مستوى الوعي المجتمعي، والالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن الجهات المختصة.

وتؤكد الجهات المعنية أن تطوير شبكات تصريف مياه الأمطار، ومشاريع حصاد المياه، يُعد من الأولويات الاستراتيجية لمواجهة هذه التحديات المستقبلية.

أثر الأمطار على المخزون المائي والزراعة

تُسهم هذه الهطولات في تغذية الخزانات الجوفية، وتحسين رطوبة التربة، ودعم الأنشطة الزراعية، خاصة في المناطق التي تعتمد على الأمطار الموسمية كمصدر رئيس للمياه.

كما تُعد هذه الأمطار عنصرًا مهمًا في تعزيز الأمن المائي، وتقليل الاعتماد على المياه المحلاة في بعض الاستخدامات غير المباشرة.

دور التقنيات الحديثة في الرصد والتحذير

تلعب التقنيات الحديثة، مثل الأقمار الصناعية، ونماذج التنبؤ العددي، ومحطات الرصد الذكية، دورًا محوريًا في تحسين دقة التوقعات الجوية، وإصدار التنبيهات المبكرة، ما يُسهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية.

وتعمل المملكة على تطوير هذه المنظومة ضمن إطار التحول الرقمي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في تعزيز الاستدامة البيئية.

التغير المناخي والسيناريوهات المستقبلية

يتوقع خبراء المناخ أن تشهد المنطقة مزيدًا من الظواهر الجوية المتطرفة خلال السنوات المقبلة، سواء من حيث شدة الأمطار أو موجات الجفاف، ما يفرض الحاجة إلى سياسات تكيف طويلة الأمد، واستثمارات مستمرة في البنية التحتية الخضراء.

وتُعد البيانات المناخية الدقيقة أساسًا لصنع القرار، سواء على مستوى التخطيط الحضري أو إدارة الموارد الطبيعية.

خلاصة المشهد المطري

تعكس الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة الرياض وبقية المناطق خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية واقعًا مناخيًا متغيرًا، يحمل في طياته فرصًا بيئية كبيرة، وتحديات تشغيلية وتنظيمية تتطلب تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والمجتمع.

ما أعلى كمية أمطار سُجّلت خلال 24 ساعة؟
أعلى كمية أمطار سُجّلت بلغت 47 ملم في محافظة شقراء بمنطقة الرياض.

كم عدد المناطق التي شهدت هطول أمطار؟
شهدت 11 منطقة في المملكة هطول أمطار خلال الفترة المحددة.

هل تُعد هذه الكميات مرتفعة مقارنة بالمعدل الطبيعي؟
نعم، تُعد بعض الكميات، خصوصًا في شقراء وعسير، أعلى من المعدلات الموسمية المعتادة.

ما أبرز المخاطر المصاحبة لهذه الأمطار؟
تشكل السيول المفاجئة، وتأثيرها على الطرق والبنية التحتية، خاصة في المناطق المنخفضة.

كيف تسهم هذه الأمطار في دعم الموارد المائية؟
تُسهم في تغذية الخزانات الجوفية، وتحسين رطوبة التربة، ودعم الغطاء النباتي.

هل هذه الظواهر مرتبطة بالتغير المناخي؟
يرجّح الخبراء وجود ارتباط وثيق بين زيادة حدة الأمطار والتغيرات المناخية العالمية.

اقرأ أيضًا: صفقة تصدير سعودية لافتة… «فيجو» تدخل السوق السورية بـ1000 دباب كهربائي بقيمة 5 ملايين ريال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى