«إرواء» تدشّن محطة تحلية أحد ثربان لخدمة 15 ألف مستفيد في عسير
الترند العربي – متابعات
في خطوة تنموية نوعية تعكس تصاعد دور القطاع غير الربحي في المملكة، دشّنت جمعية «إرواء» محطة تحلية مياه أحد ثربان بمحافظة المجاردة في منطقة عسير، ضمن مشروع حيوي يستهدف تأمين المياه الصالحة للشرب لأكثر من 15 ألف مستفيد، ويغطي احتياجات 77 قرية مجاورة، بطاقة إنتاجية تبلغ 200 متر مكعب يوميًا، في واحدة من أبرز مبادرات الاستدامة المائية خلال عام 2025.
المشروع الذي جرى تدشينه بحضور المدير التنفيذي لجمعية إرواء الدكتور علي العبيدي، جاء ثمرة شراكة استراتيجية مع جمعية «سقاية»، وبدعم مباشر من منصة «إحسان»، في نموذج يعكس تكامل الجهود بين الجهات الخيرية والمنصات الوطنية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، خصوصًا في ما يتعلق بجودة الحياة، والأمن المائي، وتمكين المجتمعات المحلية.
محطة أحد ثربان.. مشروع مائي يخدم الإنسان أولًا
محطة تحلية مياه أحد ثربان تُعد من المشاريع المائية الحيوية في جنوب المملكة، نظرًا لموقعها الجغرافي الذي يخدم مركز أحد ثربان بمحافظة المجاردة، إضافة إلى عشرات القرى المحيطة التي عانت لسنوات من محدودية مصادر المياه الصالحة للشرب، والاعتماد على حلول مؤقتة أو مكلفة.
الطاقة الإنتاجية للمحطة، والبالغة 200 متر مكعب يوميًا، تُمكّن المشروع من توفير كميات مستقرة من المياه النقية، بما يضمن استدامة الإمداد، وتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية على السكان، خصوصًا في القرى البعيدة عن الشبكات الرئيسية.

شراكات غير ربحية تُترجم رؤية 2030 على الأرض
جاء تنفيذ المشروع بالشراكة مع جمعية البر الخيرية بأحد ثربان، في تأكيد عملي على أهمية التعاون بين الجهات غير الربحية، وتكامل أدوارها في تنفيذ مشاريع خدمية ذات أثر مباشر ومستدام.
هذه الشراكة لم تكن شكلية، بل امتدت إلى مراحل التخطيط، والتنفيذ، والتشغيل، بما يضمن كفاءة الأداء واستمرارية الخدمة، ويعزز من ثقة المجتمع المحلي في المبادرات التنموية طويلة المدى.
«إحسان» و«سقاية».. دعم استراتيجي للمشاريع المستدامة
الدعم الذي قدّمته منصة «إحسان» للمشروع يعكس الدور المتنامي للمنصة كرافعة وطنية لتمويل المبادرات الخيرية ذات الأثر العميق، خصوصًا في القطاعات الحيوية مثل المياه، والصحة، والإسكان.
في المقابل، أسهمت جمعية «سقاية» بخبراتها الفنية والتنظيمية في مشاريع المياه، ما أضاف بُعدًا مهنيًا للمشروع، وساعد على تطبيق أفضل الممارسات في تشغيل محطات التحلية وفق معايير الجودة والسلامة.
أثر اجتماعي يتجاوز الأرقام
رغم أن الأرقام تشير إلى 15 ألف مستفيد مباشر، إلا أن الأثر الحقيقي للمشروع يتجاوز ذلك بكثير، إذ ينعكس على تحسين الصحة العامة، وتقليل الأمراض المرتبطة بالمياه غير الآمنة، وتخفيف الأعباء المالية على الأسر، إضافة إلى دعم الاستقرار السكاني في القرى النائية.
كما يسهم المشروع في تمكين المرأة والطفل بشكل غير مباشر، عبر تقليل الوقت والجهد المبذول في جلب المياه، وتحسين مستوى المعيشة اليومي.
المياه والأمن التنموي في عسير
تُعد منطقة عسير من المناطق ذات الطبيعة الجغرافية المتنوعة، ما يجعل إدارة الموارد المائية فيها تحديًا مستمرًا، خصوصًا في القرى الجبلية والمراكز البعيدة عن المدن الكبرى.
ومن هذا المنطلق، يأتي مشروع محطة أحد ثربان ليعزز مفهوم الأمن المائي كأحد ركائز الأمن التنموي، ويؤكد أن الاستثمار في البنية التحتية للمياه هو استثمار مباشر في الإنسان.
جمعية إرواء.. مسار متصاعد في خدمة المجتمعات
تواصل جمعية إرواء تنفيذ مشاريع نوعية في مجال المياه، ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى توسيع نطاق خدماتها، وتقديم حلول مستدامة تلبي احتياجات المستفيدين في مختلف مناطق المملكة.
وتعتمد الجمعية في مشاريعها على مزيج من الشراكات المؤسسية، والدعم المجتمعي، والتقنيات الحديثة، بما يضمن تحقيق أعلى درجات الكفاءة والاستدامة.
رؤية 2030 وتمكين القطاع غير الربحي
يأتي هذا المشروع متناغمًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى رفع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي، وتعزيز دوره في التنمية الاجتماعية، وتحقيق الاستدامة في الخدمات الأساسية.
كما يعكس المشروع التحول النوعي في العمل الخيري، من مبادرات إغاثية قصيرة الأمد إلى مشاريع تنموية طويلة الأثر.
نموذج يُحتذى في العمل الخيري التنموي
محطة أحد ثربان ليست مجرد مشروع تحلية مياه، بل نموذج عملي لكيفية توظيف العمل الخيري في معالجة تحديات حقيقية، عبر حلول مدروسة، وشراكات فعالة، ورؤية طويلة المدى.
هذا النموذج يعزز من ثقة المجتمع في القطاع غير الربحي، ويفتح الباب أمام مبادرات مماثلة في مناطق أخرى تعاني من تحديات مائية مشابهة.
نظرة مستقبلية للمشروع
من المتوقع أن يشكّل المشروع قاعدة لتوسعات مستقبلية، سواء عبر زيادة الطاقة الإنتاجية، أو ربط قرى إضافية بالشبكة، أو إدخال تقنيات أكثر تطورًا في معالجة وتحلية المياه.
كما يُنتظر أن يسهم المشروع في رفع الوعي المجتمعي بأهمية ترشيد استهلاك المياه، والحفاظ على الموارد الطبيعية.
ما هي الطاقة الإنتاجية لمحطة أحد ثربان؟
تبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة 200 متر مكعب من المياه يوميًا.
كم عدد المستفيدين من المشروع؟
يخدم المشروع أكثر من 15 ألف مستفيد في مركز أحد ثربان و77 قرية مجاورة.
من الجهات المشرفة والداعمة للمشروع؟
تشرف على المشروع جمعية إرواء، بالشراكة مع جمعية سقاية، وبدعم من منصة إحسان، وبالتعاون مع جمعية البر الخيرية بأحد ثربان.
أين تقع محطة التحلية؟
تقع محطة تحلية المياه في مركز أحد ثربان بمحافظة المجاردة في منطقة عسير.
ما الهدف الأساسي من المشروع؟
يهدف المشروع إلى توفير مياه صالحة للشرب بشكل مستدام، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الأمن المائي للمجتمعات المحلية.
اقرأ أيضًا: روضة الرضفين غرب حائل تتزيّن بالنفل… مشهد طبيعي يعيد الروح للبرّ السعودي
