3.8 مليون ريال خلال ساعات… مبادرة جامع أبو مرداع تسجل تفاعلًا مجتمعيًا لافتًا
الترند العربي – متابعات
في مشهد يعكس عمق التلاحم المجتمعي وروح البذل المتجذرة في المجتمع السعودي، حققت مبادرة بناء جامع الراحل عبدالله بن مرداع آل عاطف «أبو مرداع» – رحمه الله – نجاحًا لافتًا خلال فترة زمنية وجيزة، بعدما تجاوزت حصيلة التبرعات حاجز 3.8 مليون ريال، بمشاركة أكثر من 110 آلاف متبرع، في واحدة من أكثر المبادرات الوقفية تفاعلًا خلال الفترة الأخيرة.
المبادرة، التي أشرفت عليها جمعية العناية بمساجد الطرق، جاءت لتؤكد أن المشاريع ذات البعد الديني والإنساني لا تزال تحتفظ بمكانتها الراسخة في وجدان المجتمع، خاصة عندما ترتبط بأثر مستدام يخدم شريحة واسعة من الناس، وعلى رأسهم مرتادو الطرق والمسافرون.
أرقام تعكس حجم التفاعل المجتمعي
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن المبادرة، فقد بلغت حصيلة التبرعات 3,876,430 ريالًا، عبر 117,450 عملية تبرع، شارك فيها 110,984 متبرعًا، ما يعكس تنوع المساهمات واتساع قاعدة المشاركين من مختلف فئات المجتمع.
وانطلقت الحملة مساء يوم الأربعاء عند الساعة 21:59، واستمرت حتى مساء الخميس عند الساعة 17:00، أي لمدة تقارب 19 ساعة فقط، وهي مدة زمنية قصيرة نسبيًا مقارنة بحجم المبلغ الذي جرى جمعه، الأمر الذي يعكس سرعة التفاعل والثقة المجتمعية العالية بالمبادرة والجهة المشرفة عليها.
تنوع المساهمات… من الريال الواحد إلى 20 ألفًا
وأظهرت الإحصاءات تفاوتًا لافتًا في قيمة التبرعات، حيث تراوحت بين ريال واحد كحد أدنى و20 ألف ريال كأعلى عملية تبرع، في مؤشر واضح على شمولية المبادرة وقدرتها على استقطاب مختلف شرائح المجتمع، بغض النظر عن القدرة المادية.
هذا التنوع يعكس فلسفة العمل الوقفي الحديثة، التي تقوم على مبدأ أن المساهمة ليست مرتبطة بقيمتها المادية فقط، بل بروح المشاركة والشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه المشاريع الخيرية ذات الأثر العام.
جمعية العناية بمساجد الطرق… خبرة وقفية ممتدة
تُعد جمعية العناية بمساجد الطرق من الجهات الوقفية المتخصصة في إنشاء وصيانة المساجد الواقعة على الطرق السريعة ومواقع عبور المسافرين، بما يضمن توفير بيئة مناسبة لأداء الشعائر الدينية، ويعزز من جودة الخدمات المقدمة لمرتادي الطرق داخل المملكة.
وتندرج مبادرة بناء جامع أبو مرداع ضمن سلسلة من المشاريع الوقفية التي تنفذها الجمعية، مستندة إلى خبرة تنظيمية وإدارية مكّنتها من إدارة الحملات التبرعية بكفاءة عالية، وتحقيق نتائج ملموسة خلال فترات زمنية قياسية.
الأثر الديني والاجتماعي للمبادرة
لا تقتصر أهمية بناء المساجد على الجانب الديني فحسب، بل تمتد لتشمل أبعادًا اجتماعية وإنسانية متعددة، إذ تمثل المساجد الواقعة على الطرق محطات راحة روحية للمسافرين، ومراكز تجمع تسهم في تعزيز قيم التكافل والتواصل.
كما أن ربط المشروع باسم الراحل عبدالله بن مرداع آل عاطف يضفي بعدًا إنسانيًا ووجدانيًا على المبادرة، ويجعل من الجامع صدقة جارية تحمل أثرًا ممتدًا، يستفيد منه المصلون والمسافرون على مدار السنوات المقبلة.
نموذج يعكس حيوية العمل الخيري في المملكة
تعكس هذه المبادرة نموذجًا حيًا لتطور العمل الخيري والوقفي في المملكة، حيث باتت الحملات تُدار وفق معايير تنظيمية دقيقة، وتستفيد من المنصات الرقمية في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المتبرعين خلال وقت قياسي.
كما تؤكد الأرقام المسجلة أن المجتمع السعودي لا يزال حاضرًا بقوة في دعم المبادرات الخيرية، خصوصًا تلك التي تتسم بالوضوح والشفافية وتستهدف مشاريع ذات أثر مباشر ومستدام.
دلالات النجاح السريع للمبادرة
يرى متابعون أن النجاح السريع للمبادرة يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها وضوح الهدف، وموثوقية الجهة المشرفة، إضافة إلى البعد الديني والإنساني للمشروع، فضلًا عن سهولة التبرع عبر القنوات الرقمية، ما ساعد في تسريع وتيرة المشاركة.
كما أسهمت سرعة انتشار المبادرة عبر منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز التفاعل، وتحفيز شرائح واسعة على المساهمة، ولو بمبالغ رمزية، في مشهد يعكس ثقافة العطاء الجماعي.
ما هي مبادرة بناء جامع أبو مرداع؟
هي مبادرة وقفية تهدف إلى بناء جامع يحمل اسم الراحل عبدالله بن مرداع آل عاطف، لخدمة المصلين ومرتادي الطرق، بإشراف جمعية العناية بمساجد الطرق.
كم بلغت حصيلة التبرعات؟
بلغت حصيلة التبرعات أكثر من 3.8 مليون ريال خلال أقل من 24 ساعة.
كم عدد المشاركين في التبرع؟
شارك في المبادرة أكثر من 110 آلاف متبرع عبر أكثر من 117 ألف عملية تبرع.
ما الجهة المشرفة على المبادرة؟
تشرف على المبادرة جمعية العناية بمساجد الطرق، وهي جهة متخصصة في المشاريع الوقفية المتعلقة بالمساجد.
ما الهدف من بناء مساجد الطرق؟
تهدف إلى توفير بيئة مناسبة لأداء الصلاة للمسافرين، وتعزيز الخدمات الدينية على الطرق السريعة.
فقرة ختامية
تعكس مبادرة بناء جامع أبو مرداع صورة مشرقة للتكافل المجتمعي في المملكة، حيث تتلاقى القيم الدينية مع العمل المؤسسي المنظم، لتقديم نموذج وقفي مستدام يخدم الإنسان ويترك أثرًا ممتدًا.
هذا التفاعل اللافت يؤكد أن العطاء لا يزال ركيزة أساسية في المجتمع، وأن المبادرات ذات الرسالة الواضحة قادرة على حشد الدعم خلال وقت قياسي، في مشهد يجسد روح المسؤولية الجماعية والعمل الخيري المؤثر.
اقرأ أيضًا: كأس العرب 2025 تكسر الحاجز الجماهيري… أكثر من مليون مشجع يشعلون مدرجات قطر
