واتسآب يعيد تصميم “الملاحظات”.. تحديث شامل لتحسين الظهور والتفاعل داخل التطبيق
الترند العربي – متابعات
تواصل منصة “واتسآب” تطوير أدواتها الأساسية بهدف تحسين طريقة تواصل المستخدمين، وهذه المرة عبر إعادة تقديم ميزة “الملاحظات” (About) في صورة جديدة تعتمد على أسلوب أكثر وضوحًا وتفاعلية، يختلف بشكل كبير عن الصيغة التقليدية التي كانت تُستخدم منذ ظهور التطبيق لأول مرة. التحديث الجديد يضع الملاحظات في موقع بارز أعلى المحادثات، ويمنحها وظائف إضافية تجعلها أداة للتعبير الفوري عن الحالة المزاجية أو الأنشطة اليومية، وليس مجرد سطر نصي ثابت داخل الملف الشخصي.
وخلال السنوات الماضية، اتجه واتسآب إلى إعادة تعريف تجربته عبر دمج أدوات مرئية وصوتية وتفاعلية، إلا أن قسم “حول” ظل لفترة طويلة دون تغيير مؤثر. أما اليوم، فيبدو أن الشركة تحاول تحويل هذا القسم إلى مساحة تُشبه “الهوية السريعة” للمستخدم، بحيث يَسهُل على الآخرين فهم حالته أو توفّره أو انشغاله في لحظة معينة، دون الحاجة للدخول في محادثة مباشرة.
وبحسب ما أعلنته “ميتا”، فإن إطلاق الميزة سيتم تدريجيًا للمستخدمين حول العالم، ليكون جزءًا من سلسلة تحديثات تستهدف تحسين التفاعل داخل التطبيق وإعادة ترتيب عناصر الواجهة لتكون أكثر وضوحًا وسهولة في الاستخدام.

عودة الملاحظات بصيغة جديدة
أبرز ما يميز التحديث الجديد هو إعادة تعريف الملاحظات بوصفها أداة تظهر أعلى المحادثات، وليس داخل الملف الشخصي فقط. هذه الخطوة تعكس رغبة الشركة في تعزيز التواصل غير المباشر، بحيث يستطيع المستخدمون إعطاء مؤشرات صغيرة عن مزاجهم، توافرهم، أو نشاطهم الحالي، دون إرسال رسالة أو منشور.
الميزة الجديدة تجمع بين النصوص القصيرة والرموز التعبيرية، مع إمكانية تخصيص مدة ظهور الملاحظة، سواء ليوم واحد أو لفترات أقصر وأطول بحسب ما يفضّله المستخدم. ويعني هذا أن الملاحظات تتحول إلى جزء ديناميكي من تجربة واتسآب، وليس مجرد معلومة ثابتة.

تحسينات في تصميم الواجهة
التحديث يُعيد تصميم القسم بالكامل، مع تغييرات واضحة في طريقة العرض والتنقل. فعوضًا عن التصميم التقليدي الذي كان يضع الملاحظات في صفحة “الملف الشخصي”، أصبحت الآن تظهر في مكان واضح داخل المحادثات الفردية وملفات التعريف. هذا يسهّل ملاحظتها ويُقلل من الحاجة لفتح صفحة أخرى لمعرفة حالة المستخدم، ويهدف التحديث إلى تقديم تجربة مشابهة لتطبيقات اجتماعية أخرى تعتمد على الحالة المختصرة، ولكن بأسلوب يناسب بيئة واتسآب المحافظة على الخصوصية.

تفاعل مباشر مع الملاحظات
من بين التحديثات المهمة إضافة خيار “الرد المباشر” على الملاحظة. وهذا يعني أن الملاحظة لم تعد مجرد توصيف للحالة، بل أصبحت نقطة تواصل تُشبه المنشورات الصغيرة. يمكن للمستخدم كتابة ملاحظة، ويستطيع الآخرون الرد عليها بطريقة مشابهة للقصص أو المنشورات الخفيفة، وبذلك يصبح واتسآب أقرب إلى منصة تفاعلية جزئية، دون الدخول في مستوى الانفتاح الكامل الخاص بالمنصات الاجتماعية التقليدية.

إدارة مدة الملاحظات وتوقيتها
يوفر التحديث مرونة أكبر في مدة ظهور الملاحظة، حيث يمكن للمستخدم اختيار انتهاء صلاحيتها بعد يوم واحد افتراضيًا، أو تخصيص توقيت أقصر أو أطول حسب تفضيله. وتمثل هذه الخاصية نموذجًا لإدارة الحالة بشكل ذكي، بحيث يعكس التطبيق التغيرات اليومية دون تدخل يدوي مستمر. الهدف من هذه الفكرة هو جعل الملاحظة مرتبطة بإيقاع الحياة، لا مجرد نص ثابت لسنوات طويلة كما كان يحدث سابقًا.

مقارنة بين “الحالة” و”الملاحظات”
منذ إطلاق ميزة “الحالة” عام 2017، اتجه واتسآب نحو تعزيز المحتوى العابر (Stories)، لكن ظل الكثير من المستخدمين يعتبرون قسم “حول” جزءًا أساسيًا من الهوية داخل التطبيق. التحديث الجديد يعيد للبند الذي سبَق ميزة الحالة مكانته، ولكن بصيغة عصرية تتماشى مع الاستخدام اليومي. بينما تعرض الحالة صورًا وفيديوهات تختفي بعد 24 ساعة، تأتي الملاحظات لتقدم طريقة أسرع وأقل تعقيدًا للتعبير، مع مساحة أصغر وأكثر واقعية في التواصل. إنها ليست منشورًا كاملًا، لكنها أيضًا ليست رسالة مباشرة، بل شكلًا جديدًا من “الإشارة الاجتماعية” لتوضيح الوضع الحالي.

تحسين تجربة الاستخدام وسهولة الاكتشاف
إحدى نقاط القوة في التحديث الجديد هي سهولة رؤية الملاحظات. فقد كان المستخدمون سابقًا يضطرون للدخول إلى صفحة الملف الشخصي للاطلاع على حالة الشخص، أما الآن، فإن ظهور الملاحظات أعلى المحادثات يجعلها جزءًا من الواجهة الرئيسية، ما يسهم في وضوحها وسهولة الوصول إليها. وهذه الخطوة تعكس سياسة واتسآب الحالية في تقليل الخطوات وتبسيط التنقل، خاصة مع تزايد عدد المستخدمين الذين يعتمدون على التطبيق في التواصل المهني والعائلي اليومي.

أهمية التحديث لمستخدمي الأعمال
يُعد واتسآب أحد أهم أدوات التواصل في قطاع الأعمال، خصوصًا في الدول العربية. ومع التحديث الجديد، يصبح بإمكان مستخدمي الأعمال توضيح أوقات التوفر والانشغال، إرسال إشارات قصيرة للعملاء بشأن أوقات الدعم، الإعلان عن توقف مؤقت أو تغيير في جدول العمل، وإظهار النشاط الحالي دون الحاجة لرسائل مكررة. هذه المرونة تجعل الملاحظات أشبه ببطاقة “الحالة المهنية السريعة”، خاصة للمؤسسات التي تستخدم واتسآب كقناة اتصال رئيسية.
البعد النفسي والاجتماعي للتحديث
من منظور اجتماعي، يعكس التحديث رغبة واتسآب في تقديم مساحة صغيرة يُظهر فيها المستخدم جزءًا من حياته دون أن يشارك محتوى كاملًا. وقد أظهرت الدراسات أن المستخدمين يتفاعلون أكثر مع المحتوى المختصر الذي يمنح معلومة سريعة بدون إزعاج. وتلبيةً لهذا التوجه، تقدم واتسآب طريقة غير مباشرة للتعبير، دون الحاجة لكتابة منشور أو إرسال رسائل للجميع.
انعكاسات التحديث على خصوصية المستخدم
الخصوصية عنصر جوهري في واتسآب، ولذلك تُحافظ الملاحظات على نظام الخصوصية نفسه المستخدم في بقية الوظائف. إذ يمكن تحديد من يرى الملاحظة، التحكم في توقيتها وظهورها، اختيار إخفائها عن جهات اتصال معينة. وتخضع الملاحظات لنفس أنظمة التشفير، ما يجعلها امتدادًا طبيعيًا للبيئة الآمنة التي يوفرها واتسآب.
كيف يتماشى التحديث مع تطوير واجهة واتسآب؟
شهد واتسآب سلسلة تحديثات في الشهور الأخيرة، مثل تحسين المكالمات، إعادة تنظيم تبويب الملفات الشخصية، تطوير ميزة القنوات، وإضافة اختصارات تفاعلية جديدة. إعادة إطلاق الملاحظات جزء من هذه العملية التي تستهدف جعل الواجهة أكثر حداثة، تقليل ازدحام الخصائص، رفع جودة استخدام التطبيق، وتعزيز التفاعل بين المستخدمين دون المساس بالخصوصية.
توقعات مستقبلية للميزة
يتوقع خبراء التقنية أن تستمر واتسآب في تطوير الملاحظات، وقد تضيف لاحقًا قوالب جاهزة للحالات المزاجية، ملاحظات صوتية قصيرة، ظهورًا مؤقتًا للملاحظات في القنوات، وأدوات تحليلية لحسابات الأعمال. كما يرجح أن يتوسع دور الملاحظات داخل التفاعل بين المجموعات، خاصة إذا تم ربطها بالأنشطة الجماعية أو الفعاليات.
ما الفرق بين “الملاحظات” و”الحالة”؟
الملاحظات نصوص قصيرة تظهر أعلى المحادثات وتُعبّر عن نشاط أو حالة مزاجية، بينما الحالة محتوى مرئي يختفي خلال 24 ساعة.
هل تظهر الملاحظات للجميع؟
يستطيع المستخدم التحكم بمن يشاهد ملاحظاته، تمامًا مثل الخصوصية في الحالة والصورة الشخصية.
هل يمكن الرد على الملاحظة؟
نعم، يقدم التحديث إمكانية الرد على الملاحظة مباشرة، مما يجعلها وسيلة تواصل سريعة.
هل التحديث متاح للجميع الآن؟
يتم إطلاقه تدريجيًا حول العالم بدءًا من الأسبوع الحالي.
خاتمة
يمثل تحديث “الملاحظات” خطوة جديدة ضمن مساعي واتسآب لتطوير أدوات التواصل القصير الذكي، بوصفها امتدادًا طبيعيًا لمنصة تجمع بين الخصوصية والبساطة والتفاعل الفوري. ومع دمجها في قلب الواجهة، يبدو أن الشركة تتجه لجعل التطبيق أكثر قدرة على التعبير السريع عن الحالة وتسهيل الفهم بين المستخدمين دون الحاجة لرسائل مطوّلة، في نموذج تواصل عصري يواكب إيقاع الحياة الرقمية.
اقرأ أيضًا: “نسك عمرة”.. منصة رقمية تعيد بناء رحلة المعتمر وتوحّد خدمات المناسك تحت تجربة ميسّرة


