حكيمي يكتب التاريخ.. نجم المغرب يتوّج أفضل لاعب أفريقي 2025 ويتجاوز صلاح وأوسيمين في سباق العرش القاري
الترند العربي – متابعات
في ليلة كروية استثنائية تحمل ملامح المجد القاري، توّج النجم المغربي أشرف حكيمي بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2025، المقدمة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، خلال حفل “الأفضل في إفريقيا” الذي أُقيم وسط حضور نخبة من أبرز رموز كرة القدم العالمية، يتقدمهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الإفريقي باتريس موتسيبي.
التتويج الذي انتظره الجمهور المغربي لسنوات أعاد أسود الأطلس إلى منصات التتويج الفردي في القارة السمراء بعد أكثر من عقدين من الغياب، حيث كان آخر تتويج مغربي بالجائزة في عام 1998 حين فاز بها النجم مصطفى حجي. وبذلك يصبح حكيمي خامس لاعب مغربي يتصدر القارة كرويًا، بعد أحمد فراس (1975)، محمد التيمومي (1985)، بادو الزاكي (1986)، بالإضافة إلى مصطفى حجي.

تفوق على صلاح وأوسيمين.. صراع القمة ينتهي بمفاجأة مدوية
شهدت قائمة المرشحين للجائزة منافسة ثلاثية نارية بين حكيمي، والنجم المصري محمد صلاح لاعب ليفربول، والنيجيري فيكتور أوسيمين مهاجم جالطة سراي. ورغم ثقل الإنجازات الفردية لكل منافس، حسم حكيمي السباق بفضل موسمه المتكامل الذي جمع خلاله الأداء الفني الاستثنائي، والثبات التكتيكي، والدور المحوري مع ناديه ومنتخب بلاده.
صلاح وأوسيمين تغيبًا عن حضور الحفل، لكن إعلان المنصة كان واضحًا: حكيمي هو نجم القارة بلا منازع في النسخة الحالية من الجائزة.

مسيرة موسمية استثنائية.. دفاع وهجوم في آن واحد
تتويج حكيمي لا يمثل نجاحًا فرديًا فحسب، بل يعكس تطورًا نوعيًا في دور الظهير العصري في كرة القدم. نجح لاعب باريس سان جيرمان في تقديم نموذج شامل للاعب الجناح الدفاعي الهجومي، مسهمًا في بناء الهجمات، وصناعة اللعب، وتقديم دعم هجومي مستمر، إلى جانب مهارات دفاعية متقدمة.
تُظهر تحركات حكيمي داخل الملعب قدرته على التحول من لاعب خط خلفي إلى لاعب طرف هجومي قادر على صناعة الفارق في الثلث الأخير، ما جعله أحد القطع التكتيكية الأهم في النادي الباريسي.

دور المنتخب المغربي.. عامل حاسم في التصويت
رغم أن غالبية اللاعبين يعتمدون في سباق الجوائز الفردية على إنجازات الأندية، إلا أن حضور المنتخب المغربي كان عنصرًا مؤثرًا في ترجيح كفة حكيمي. الأداء الثابت لأسود الأطلس في المنافسات القارية بتشكيلة تعتمد على الانسجام والاستقرار، منح اللاعب دفعة إضافية في سباق التصويت.
كما يستفيد حكيمي من الشعبية الجارفة التي يحظى بها منتخب المغرب في القارة، بعد الإنجازات التاريخية في بطولة كأس العالم 2022، والتي رسّخت صورة المنتخب كقوة كروية وليست ظاهرة عابرة.

تاريخ مغربي جديد في الجائزة
يحمل هذا التتويج قيمة رمزية كبيرة للكرة المغربية. إذ يعيد البلاد إلى مكانة تاريخية في جوائز أفضل لاعب أفريقي، وهي جائزة لطالما سيطر عليها لاعبو غرب إفريقيا وشمالها خلال العقود الماضية.
اللاعبون المغاربة الذين سبقوا حكيمي إلى منصة التتويج هم:
أحمد فراس – 1975
محمد التيمومي – 1985
بادو الزاكي – 1986
مصطفى حجي – 1998
الآن، يأتي حكيمي ليكتب الفصل الخامس من تاريخ المغرب مع الجائزة.

سر التفوق: احترافية وثبات بعيدًا عن الضجيج
رصد محللون أن ما يميز حكيمي هو الثبات، إذ يحافظ على مستوى عالٍ مواسم متعددة، إلى جانب صلابته الذهنية، وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، فضلًا عن تطوره التكتيكي الكبير تحت إدارات فنية مختلفة في باريس سان جيرمان.
اللاعب يمتلك خصائص لا تأتي عادة في لاعب طرف:
- تسارع متفجر
- وعي دفاعي قوي
- دقة في إنهاء الهجمات
- قدرة على بناء اللعب من العمق
- انضباط ذهني داخل المباريات الكبيرة

أهمية التتويج للقارة وليس للمغرب فقط
يرى مختصون أن تتويج حكيمي يمثل نجاحًا مختلفًا للقارة الأفريقية، لأنه يعكس صعود نماذج لاعبينا في مراكز جديدة بعد عقود من هيمنة المهاجمين ولاعبي الوسط الهجوميين على الجوائز.
الجائزة قد تفتح الباب أمام تقييم جديد للأدوار التكتيكية في القارة، وتعزز قيمة اللاعبين الذين يقدمون حلولًا دفاعية وهجومية في آن واحد.

ماذا يعني اللقب لباريس سان جيرمان؟
المستفيد الأول بعد اللاعب نفسه هو ناديه. فحصول لاعبه على الجائزة يضع باريس سان جيرمان في واجهة التقييم القاري، ويوسع القيمة التسويقية للنادي في أسواق شمال إفريقيا والعالم العربي، حيث تتنامى متابعة الدوري الفرنسي لارتباطه بنجوم عرب في السنوات الأخيرة.
ردود فعل جماهيرية واسعة
انتشر خبر التتويج بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر الجمهور المغربي عن فرحته بالإنجاز، فيما شارك الجمهور العربي تهاني حارة تعكس قيمة اللاعب في الوجدان الرياضي العربي كأحد أبرز ممثلي القارة في أوروبا حاليًا.
في المقابل، انقسم جمهور صلاح بين من يرى الجائزة مستحقة لحكيمي، ومن اعتبر أن صلاح لا يزال الأحق بفضل سجله التهديفي وتأثيره التاريخي في الكرة الأوروبية.
تأثير التتويج على المنافسة القادمة
الجائزة قد تعزز مكانة حكيمي في الترشيحات المستقبلية، لا سيما في السباق نحو الكرة الذهبية الأفريقية أو حتى الترشيحات العالمية في حال مواصلة الأداء المميز مع النادي والمنتخب.
ما سبب اختيار حكيمي للفوز بالجائزة؟
لثبات أدائه، وتفوقه التكتيكي، ونجاحه مع ناديه ومنتخب بلاده خلال الموسم.
من كان منافسوه المباشرون؟
محمد صلاح لاعب ليفربول، و فيكتور أوسيمين مهاجم جالطة سراي.
هل سبق لمغاربة الفوز بالجائزة؟
نعم، خمسة لاعبين آخرهم مصطفى حجي عام 1998.
ما البرامج التي ساعدت على صعود نجوم المغرب؟
الاستثمار في مراكز التكوين والاحتراف الخارجي المبكر ودعم الاتحاد للمنتخب.
هل غاب المنافسون عن الحفل؟
نعم، محمد صلاح وأوسيمين لم يحضرا الحفل رغم ترشيحهما.

