“الهلال يواجه الغرافة في قمة الجولة الرابعة من نخبة آسيا.. هدف الزعيم الحفاظ على الصدارة رغم الغيابات”
الترند العربي – متابعات
يحل فريق الهلال السعودي ضيفًا ثقيلًا على نظيره الغرافة القطري مساء غدٍ الاثنين، في افتتاح منافسات الجولة الرابعة من دوري أبطال آسيا للنخبة 2025–2026، في مواجهةٍ ينتظرها جمهور القارة بفارغ الصبر، حيث يسعى الزعيم الأزرق إلى مواصلة الانتصارات وتثبيت أقدامه في صدارة مجموعة الغرب، بينما يبحث الغرافة عن تحسين موقعه وخطف فوز يعيد إليه الأمل في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل.
تُقام المباراة على ملعب ثاني بن جاسم في الريان، وسط أجواء جماهيرية متوقعة كبيرة، إذ يعوّل الغرافة على عاملي الأرض والجمهور للحدّ من خطورة متصدر القارة الآسيوية وأقوى فرق النسخة الحالية أداءً واستقرارًا فنيًا.

الهلال.. رحلة الحفاظ على القمة رغم الغيابات المؤثرة
يدخل الهلال اللقاء وهو في قمة ترتيب أندية منطقة الغرب برصيد 9 نقاط كاملة من ثلاث مباريات، بعد أداء متكامل هجومًا ودفاعًا وضعه في موقع المتصدر بلا منازع.
ويأمل الفريق بقيادة مدربه البرتغالي جورجي جيسوس أن يواصل عروضه القوية بعد سلسلة الانتصارات التي حققها على كلٍ من الشرطة العراقي، السد القطري، وشباب الأهلي الإماراتي، محافظًا على شباكه نظيفة في أغلب المباريات.
غير أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الزعيم في موقعة الغرافة يتمثل في الغيابات الجماعية المؤثرة التي ضربت صفوفه في الأيام الماضية، إذ أعلن النادي عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” أن حسان تمبكتي وعلي البليهي سيغيبان عن اللقاء بسبب إصابتهما بالإنفلونزا، بينما يواصل الثنائي الأجنبي سيرجي سافيتش وداروين نونيز برامجهم التأهيلية في مقر النادي.
غيابات بهذا الحجم تُربك بلا شك خيارات الجهاز الفني في الخط الخلفي وخط الوسط، لكنها في الوقت ذاته تختبر عمق دكة البدلاء الزرقاء التي طالما كانت إحدى نقاط القوة التاريخية للهلال في البطولات القارية.

الغرافة.. بين طموح التعويض وحسابات البقاء
على الجانب الآخر، يدخل الغرافة المباراة وهو في المركز الثامن برصيد 3 نقاط فقط، من فوزٍ وحيد وخسارتين، ما يجعله في موقف صعب أمام جماهيره التي تطالب بردٍّ قوي بعد البداية المتعثرة.
ويُدرك الفريق القطري أن مواجهة الهلال تختلف عن غيرها، ليس فقط لقوة المنافس الفنية، بل لما يملكه من تاريخٍ ثقيل في البطولة الآسيوية، بصفته أكثر الأندية تتويجًا في القارة.
ويعوّل الغرافة على تألق مهاجمه المغربي سفيان بوفال وصانع ألعابه البرازيلي جيدسون فيرنانديز لاستغلال أي ثغرة دفاعية قد تظهر نتيجة غيابات الهلال.
كما يراهن المدرب على التحفيز الجماهيري الكبير في ملعبه لتحقيق نتيجة إيجابية تعيده إلى مسار المنافسة قبل دخول الأدوار الحاسمة من البطولة.

تاريخ المواجهات.. تفوق هلالي واضح
عبر تاريخ مواجهاتهما في البطولات الآسيوية، التقيا الهلال والغرافة في 6 مباريات رسمية، حقق خلالها الهلال 4 انتصارات مقابل فوز وحيد للغرافة وتعادلٍ واحد.
وتُعد المباراة الأشهر بينهما تلك التي جمعت الفريقين في ربع نهائي نسخة 2010، حين فاز الهلال ذهابًا بثلاثية نظيفة في الرياض، قبل أن يخسر إيابًا بهدفين في الدوحة ويتأهل بفارق الأهداف، في لقاء ما زال حاضرًا في ذاكرة جماهير الفريقين.
ويأمل الغرافة في كسر هذا التفوق التاريخي، فيما يسعى الهلال إلى تأكيد زعامته المعتادة وفرض هيمنته على المجموعة منذ جولاتها الأولى.

سيناريو المباراة المحتمل.. بين السيطرة والواقعية
من المنتظر أن يدخل الهلال اللقاء بأسلوب متوازن بين الضغط والسيطرة، معتمداً على مرونة جيسوس التكتيكية في تغيير الرسم بين 4-2-3-1 و3-4-2-1 بحسب ظروف اللقاء.
وقد يدفع المدرب بأسماء بديلة لتعويض الغيابات، مثل عبدالله الحافظ في قلب الدفاع وناصر الدوسري في خط الوسط إلى جانب روبن نيفيز وسالم الدوسري الذي يُنتظر أن يُشكّل ركيزة هجومية رئيسية.
أما الغرافة، فسيحاول استغلال سرعة الارتداد عبر الأطراف والاعتماد على التمريرات العمودية خلف دفاع الهلال، في حين سيراهن على الكرات الثابتة كأحد مفاتيح التسجيل في ظل التفوق البدني لمهاجميه.
المباراة مرشحة لأن تكون مفتوحة هجوميًا، خاصة في الشوط الثاني، مع سعي الفريقين لتحقيق نتيجة إيجابية تعزز موقفهما في الترتيب العام.
جدول الترتيب يرفع حرارة المنافسة
تتقدّم أندية الغرب الآسيوي في جدول البطولة على النحو التالي:
- الهلال السعودي في الصدارة بـ9 نقاط،
- يليه الأهلي السعودي وشباب الأهلي الإماراتي والوحدة الإماراتي بـ7 نقاط لكلٍ منهم،
- ثم تراكتور الإيراني بـ5 نقاط،
- الشارقة الإماراتي بـ4 نقاط،
- الاتحاد السعودي والغرافة القطري بـ3 نقاط لكلٍ منهما،
- السد القطري بنقطتين،
- الدحيل القطري والشرطة العراقي بنقطة واحدة،
- وأخيرًا ناساف الأوزبكي دون أي نقطة.
تُظهر الأرقام أن أي تعثر للهلال قد يفتح الباب أمام مطارديه المباشرين، خصوصًا الأهلي والوحدة، ما يجعل لقاء الغرافة مفصليًا في سباق الصدارة.
الهلال.. منظومة لا تتأثر بالغياب
على الرغم من الغيابات المؤثرة، يثق أنصار الهلال في قدرة فريقهم على الاستمرار في تقديم الأداء الثابت، مستندين إلى عمق التشكيلة وجودة العناصر البديلة.
فمنذ بداية الموسم، نجح جيسوس في خلق توازن بين الدفاع والهجوم، وبلغ معدل استحواذ الفريق في المباريات السابقة 65%، مع معدل تهديفي تجاوز هدفين في المباراة الواحدة.
كما يُعتبر الهلال الأقوى دفاعيًا في البطولة حتى الآن، إذ لم تستقبل شباكه سوى هدف واحد فقط في ثلاث مباريات، بفضل انسجام خط الدفاع بقيادة كوليبالي وتغطية الوسط التي يقدّمها نيفيز وسالم الدوسري.
أصداء الجماهير.. ثقة الزعيم لا تهتز
على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر آلاف الجماهير الهلالية عن تفاؤلهم بقدرة الفريق على تجاوز الغرافة رغم الظروف الصحية والإصابات.
وتداولت الحسابات الزرقاء وسم #الهلال_الغرافة بكثافة، مؤكدين أن “الهلال بمن حضر”، وأن الفريق قادر على الدفاع عن الصدارة بثبات كما فعل في النسخ السابقة.
كما أشادت جماهير الكرة القطرية بالمواجهة المرتقبة التي تجمع فريقين من العيار الثقيل، مشيرة إلى أن مثل هذه اللقاءات تُثري البطولة وترفع من مستوى المنافسة في غرب القارة.
التوقعات والتحليل الفني
من الناحية الفنية، يتوقع المراقبون أن يعتمد الهلال على تمرير الكرة السريع والتحكم في الرتم، بينما سيلعب الغرافة بخطة دفاعية مضادة تهدف لاستغلال المساحات خلف الأظهرة.
وسيكون الهجوم الجانبي نقطة قوة الهلال عبر انطلاقات ميشايل ديلغادو ومالكوم، في حين يمثل أندريه كاريلو الورقة الرابحة في حال مشاركته بديلًا في الشوط الثاني.
ومن المرجح أن يبدأ اللقاء بوتيرة حذرة من الطرفين، قبل أن تزداد الإثارة في النصف الثاني مع محاولات الغرافة لاستغلال عاملي الأرض والجمهور، ومهارة الهلال في فرض السيطرة والاستحواذ التكتيكي.
متى تُقام مباراة الهلال والغرافة؟
تُقام مساء الاثنين على ملعب ثاني بن جاسم في مدينة الريان القطرية ضمن الجولة الرابعة من دوري أبطال آسيا للنخبة.
ما موقف الهلال في جدول المجموعة؟
يتصدر الهلال مجموعة الغرب بـ9 نقاط كاملة، متقدمًا بفارق نقطتين عن أقرب ملاحقيه الأهلي وشباب الأهلي والوحدة.
من أبرز الغائبين عن الهلال في المباراة؟
يغيب كل من حسان تمبكتي، علي البليهي، سيرجي سافيتش، وداروين نونيز بداعي المرض والإصابة.
هل تؤثر الغيابات على أداء الهلال؟
رغم تأثيرها، يملك الفريق البدائل الكفيلة بتعويض الغيابات، بفضل وفرة العناصر وخبرة المدرب جيسوس في إدارة المباريات الحاسمة.
خاتمة
تترقب الجماهير العربية والآسيوية مواجهة الغرافة والهلال باعتبارها إحدى أقوى مباريات الجولة الرابعة في نخبة آسيا، لما تحمله من معطيات فنية وتنافسية عالية.
ويدخل الزعيم السعودي اللقاء باحثًا عن تأكيد زعامته للقارة، فيما يسعى الغرافة إلى إعادة إحياء حظوظه في البطولة.
وبين طموح الصدارة ورغبة التعويض، تتجه الأنظار إلى الريان حيث يتجدد الموعد مع المتعة الكروية الآسيوية على إيقاع الهلال والغرافة.
اقرأ أيضًا: اختراق حساب نجم الهلال السعودي يشعل الجدل.. هل كانت رسالة الاعتزال حقيقية؟



