دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي يصعق الغرافة برباعية ويصعد لقمة المسابقة
دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي يصعق الغرافة برباعية ويصعد لقمة المسابقة
الترند العربي – متابعات
بداية مثالية تؤكد عودة “أهلي آسيا”
أثبت الأهلي السعودي مجددًا أنه أحد كبار القارة الآسيوية، بعد أن قدّم عرضًا هجوميًا مذهلًا أمام الغرافة القطري انتهى بفوزه بأربعة أهداف نظيفة في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، ليؤكد أنه قادم بقوة لاستعادة هيبته القارية وتاريخه العريق في البطولات الآسيوية.
المباراة التي أقيمت على ملعب الإنماء بمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، شهدت حضورًا جماهيريًا استثنائيًا ملأ المدرجات عن آخرها، وسط أجواء مفعمة بالحماس وهتافات جماهيرية رددت شعار “أهلي آسيا غير”.
شوط أول ناري.. هيمنة خضراء منذ البداية
منذ الدقائق الأولى، أظهر الأهلي رغبته الواضحة في السيطرة على مجريات اللقاء، حيث بدأ بضغط عالٍ من منتصف الملعب، معتمداً على مهارة فرانك كيسيه وسرعة ميلوت وتحركات رونالدو في العمق.
وجاء الهدف الأول في الدقيقة 32 بعد تبادل تمريرات بين ميلوت ورونالدو انتهت بتسديدة صاروخية من ميلوت سكنت الزاوية العليا لمرمى الغرافة، معلنة بداية الانفجار الهجومي.
ولم تمر سوى دقائق حتى استغل كيسيه كرة عرضية متقنة من الجناح الأيسر ليحولها برأسه إلى الشباك في الدقيقة 38، قبل أن يعود اللاعب ذاته ليضيف الهدف الثالث بعد خطأ دفاعي قاتل في الدقيقة 41، لينتهي الشوط الأول بتقدم الأهلي بثلاثية نظيفة وسط تصفيق الجماهير.
سيطرة مطلقة في الشوط الثاني
دخل الأهلي الشوط الثاني بثقة كبيرة، دون أن يركن للنتيجة، حيث واصل مدربه الدفع بنفس الإيقاع الهجومي مع الاعتماد على التمريرات القصيرة والتحرك السريع خلف خطوط الخصم.
وحاول الغرافة العودة للمباراة بتسديدات من خارج المنطقة، إلا أن الدفاع الأهلاوي بقيادة عبدالإله العمري وحارس المرمى إدوارد ميندي تعامل بثبات مع كل المحاولات.
وفي الدقيقة 76، ترجم صالح أبو الشامات سيطرة فريقه بهدف رابع رائع، بعد تسديدة أرضية من داخل المنطقة عجز الحارس عن صدّها، ليؤكد الأهلي تفوقه المطلق حتى صافرة النهاية.
بصمة تكتيكية واضحة من جيسوس
لم تكن رباعية الأهلي وليدة الصدفة، بل نتاج عمل تكتيكي متقن من المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، الذي أظهر مرونة كبيرة في التحول بين الخطط، حيث بدأ اللقاء بطريقة (4-2-3-1) ثم تحوّل في الشوط الثاني إلى (4-3-3) لتأمين الأطراف واستغلال المساحات.
هذا التنوّع التكتيكي منح الأهلي قدرة هائلة على مفاجأة خصمه في كل هجمة، خصوصًا من الأطراف التي شهدت تألق ميلوت وصالح العمري في التقدم والتمرير العرضي.
تألق فردي وجماعي في آنٍ واحد
أجمع المراقبون على أن الأداء الجماعي كان السمة الأبرز في اللقاء، لكنّ اللمسات الفردية صنعت الفارق. فرانك كيسيه استحق لقب نجم المباراة بعدما سجّل هدفين وشارك في صناعة الثالث، بينما أثبت ميلوت أنه أحد أهم صفقات الموسم، أما رونالدو فقدّم أداءً قياديًا رغم عدم تسجيله، إذ صنع فرصتين خطيرتين وساهم في تنظيم الهجمات الأمامية.
في المقابل، بدا الغرافة عاجزًا عن مجاراة سرعة التحول الأهلاوي، مكتفيًا بمحاولات باهتة على مرمى ميندي لم تُشكل أي خطر حقيقي.
جماهير تكتب فصلاً جديدًا من الوفاء
أجواء المدرجات كانت حديث الصحف الآسيوية بعد اللقاء. الآلاف من مشجعي الأهلي رفعوا اللافتات الخضراء وصدحوا بالأهازيج طوال 90 دقيقة، لتتحوّل المباراة إلى مهرجان جماهيري.
أحد المشجعين صرّح لوسائل الإعلام قائلًا: “اليوم تذكّرنا أهلي آسيا الحقيقي.. الفريق الذي يلعب بالروح قبل المهارة.”
أما الصحافة اليابانية فقد وصفت ما جرى في جدة بـ“ليلة العاصفة الخضراء”، في إشارة إلى الأداء الكاسح الذي قدّمه لاعبو الأهلي.
ترتيب المجموعة بعد نهاية الجولة
بهذا الفوز رفع الأهلي رصيده إلى 7 نقاط متصدرًا مجموعته مؤقتًا، متقدمًا على الهلال (6 نقاط)، والسد القطري (نقطتان فقط). أما الغرافة فتوقف رصيده عند 4 نقاط، لتتعقد حساباته في التأهل للدور المقبل.
وتنتظره مواجهة مصيرية أمام السد في الجولة الرابعة، فيما سيواجه الأهلي منافسه الهلال في قمة سعودية خالصة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لزعامته الآسيوية.
ردود فعل محلية وآسيوية
تصدّر اسم الأهلي مواقع التواصل الاجتماعي عقب المباراة، إذ احتل وسم #أهلي_آسيا_غير قائمة الترند في السعودية وقطر والإمارات خلال أقل من ساعة.
كما تناقلت الصحف الرياضية العالمية مشاهد الأهداف الأربعة، مشيدة بانضباط الفريق الفني واللياقة البدنية العالية للاعبين.
الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نشر تغريدة قال فيها: “الأهلي السعودي يقدّم عرضًا استثنائيًا ويعتلي القمة بجدارة.”
جيسوس: نلعب بعقلية الأبطال
في المؤتمر الصحفي، عبّر المدرب جيسوس عن سعادته بالأداء قائلاً:
“لم يكن الفوز هو الأهم، بل الطريقة التي فزنا بها. اللاعبون التزموا بالخطة، لعبوا بعقلية الأبطال، وأنا فخور بهم جميعًا.”
وأضاف أن الأهلي لا ينظر إلى خصومه، بل يركز على تطوير نفسه من مباراة لأخرى، مشيرًا إلى أن الفريق يمتلك عناصر قادرة على الذهاب بعيدًا في البطولة.
تحليلات فنية
من الناحية الفنية، أظهر الأهلي تنوعًا كبيرًا في أساليب اللعب؛ فقد استخدم الضغط العالي لإجبار الغرافة على التمرير الخاطئ، مع استغلال المساحات خلف المدافعين. كما ساهمت الانطلاقات السريعة من الأطراف في إرباك الدفاع القطري.
تحركات كيسيه وعمق الهجوم الذي صنعه ميلوت جعلا من الأهلي فريقًا يصعب إيقافه في الثلث الأخير من الملعب، وهو ما يفسّر غزارة الأهداف التي يسجلها الفريق منذ بداية الموسم.
الجانب الإنساني والروح الرياضية
على الرغم من النتيجة الكبيرة، حرص لاعبو الأهلي على مصافحة خصومهم عقب اللقاء، في مشهد عكس الروح الرياضية العالية التي يتمتع بها النادي. كما شوهد رونالدو وهو يتبادل القمصان مع أحد لاعبي الغرافة، في لقطة حظيت بإعجاب الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي.
س: كم انتهت مباراة الأهلي والغرافة؟
ج: انتهت بفوز الأهلي السعودي بنتيجة 4 – 0 ضمن الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة.
س: من سجّل أهداف الأهلي؟
ج: أحرز الأهداف كلٌّ من إنزو ميلوت (هدف)، فرانك كيسيه (هدفان)، وصالح أبو الشامات (هدف).
س: أين أقيمت المباراة؟
ج: على ملعب الإنماء في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة.
س: ما ترتيب الأهلي بعد هذا الفوز؟
ج: تصدّر الأهلي مجموعته برصيد 7 نقاط متفوقًا على الهلال والسد.
س: ما أبرز تصريحات جيسوس بعد المباراة؟
ج: قال إن “الأهلي يلعب بعقلية الأبطال، والهدف هو الاستمرار على هذا النسق حتى التتويج باللقب”.
الختام
يواصل الأهلي السعودي كتابة فصل جديد في تاريخه الآسيوي العريق، مؤكّدًا أن مشروعه الرياضي بات أكثر نضجًا واستقرارًا. فبعد سلسلة من المواسم الصعبة، عاد الفريق ليقدّم كرة حديثة تجمع بين القوة والتكتيك والجمال، مستفيدًا من الدعم الجماهيري الضخم والإدارة الفنية الواعية.
ومع استمرار منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة، يبرز الأهلي كأحد أبرز المرشحين للقب، ليس فقط بنتائجه، بل أيضًا بما يعكسه من روح جماعية وثقة متزايدة في قدراته.
الآمال اليوم كبيرة بأن يستمر “الراقي” في هذا المسار التصاعدي، وأن يكون عام 2025 هو عام العودة الكاملة لأهلي آسيا إلى الواجهة القارية بكل فخرٍ واقتدار.
