خطأ في نظام الوقود وراء كارثة طائرة الهند ومصرع 260 شخصًا

خطأ في نظام الوقود وراء كارثة طائرة الهند ومصرع 260 شخصًا
الترند العربي – متابعات
كشف تقرير أولي صادر عن “مكتب التحقيق في حوادث الطائرات” في الهند أن مفاتيح التحكم في ضخ الوقود لمحركي الطائرة التابعة للخطوط الجوية الهندية، والتي تحطمت منتصف يونيو 2025، قد انتقلت فجأة من وضع التشغيل إلى الإيقاف قبل لحظات من وقوع الكارثة التي أودت بحياة 260 شخصًا.
وبحسب التقرير الفني، فإن طائرة بوينغ 787-8 دريملاينر كانت قد أقلعت من مطار مدينة أحمد آباد غربي الهند باتجاه لندن، قبل أن تسقط بعد ثوانٍ من الإقلاع، متسببة بمقتل جميع الركاب البالغ عددهم 242 شخصًا، باستثناء راكب واحد نجا بأعجوبة، بالإضافة إلى 19 شخصًا على الأرض، معظمهم من سكان مبانٍ سكنية تضررت بشكل مباشر من الحادث.
تفاصيل فنية صادمة من قمرة القيادة
وأوضح التقرير المؤلف من 15 صفحة، أن الطائرة وصلت إلى أقصى سرعة مسجلة لها، قبل أن تُغلق مفاتيح الوقود لمحركيها بشكل متتابع، بفارق ثانية واحدة فقط. ونقل التقرير عن التسجيل الصوتي لقمرة القيادة أن أحد الطيارين تساءل عن سبب توقف الوقود، ليرد عليه زميله بأنه لم يفعل ذلك، مما يشير إلى حدوث خطأ غير مفسّر في أنظمة التحكم أو التشغيل.
وبعد لحظات من فقدان الدفع، هبطت الطائرة بسرعة كبيرة، قبل أن تعود مفاتيح الوقود لوضع التشغيل. وبدأ المحركان استعادة طاقتهما تدريجيًا، لكن الوقت لم يسعف الطاقم لإنقاذ الطائرة، رغم إرسال نداء استغاثة عاجل إلى برج المراقبة.
تحطّم في منطقة سكنية مكتظة
سقطت الطائرة على مبنى سكني تابع لكلية طبية، مما أدى إلى تدمير خمسة مبانٍ على الأقل في منطقة مكتظة بالسكان، واندلاع كرة نار هائلة عند الارتطام. وأكد التقرير أن أحد المحركين عاد إلى وضعه الطبيعي، بينما لم يستجب المحرك الآخر بشكل كافٍ، مما أسهم في فقدان السيطرة الكاملة على الطائرة.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة لحظة الإقلاع، ثم الانحدار الحاد للطائرة قبل ارتطامها بالأرض، وسط ذهول وشهادات حية من سكان المنطقة.
هوية الضحايا والناجي الوحيد
كانت الطائرة تقل 230 راكبًا، من بينهم 169 هنديًا، 53 بريطانيًا، 7 برتغاليين، وكندي واحد، إلى جانب 12 فردًا من طاقم الطائرة. ونجا راكب بريطاني واحد فقط من الكارثة، حيث شوهد وهو يخرج من بين الحطام لتلقي العلاج في المستشفى، ثم غادر بعد استقرار حالته الصحية.
التحقيق لا يزال جاريًا
لم يتضمن التقرير الأولي توصيات فنية أو تحميلًا للمسؤولية، لكنه أكد أن التحقيق ما يزال مستمرًا، مع طلب معلومات وأدلة إضافية من الشركة المشغلة، ومصنّع الطائرة والمحرك، من أجل التوصل إلى نتائج نهائية.
يُشار إلى أن “الخطوط الجوية الهندية” تُشغّل أسطولًا من أكثر من 190 طائرة، بينها 58 طائرة من طراز بوينغ. ولم تُسجَّل في التقرير أي ملاحظات بشأن عيوب فنية سابقة معروفة في هذا الطراز من الطائرات، الذي دخل الخدمة منذ عام 2011.
رغم أن نتائج التحقيق لا تزال غير مكتملة، فإن ما كشفه التقرير الأولي يثير تساؤلات حرجة حول الأنظمة الإلكترونية للطائرة أو إمكانية حدوث خطأ بشري غير مقصود. ويبقى الناجون وعائلات الضحايا في انتظار الكشف الكامل عن ملابسات الحادث، والأهم، الإجراءات التي سيتم اتخاذها لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة.