تقنيةصحة

“FDA” توافق على أول أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بخطر الإصابة بـ”سرطان الثدي”

“FDA” توافق على أول أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بخطر الإصابة بـ”سرطان الثدي”

الترند العربي – متابعات

في خطوة غير مسبوقة تمثل نقلة نوعية في عالم الرعاية الصحية والوقاية من السرطان، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) رسميًا موافقتها على أول أداة ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بخطر الإصابة بسرطان الثدي بدقة تمتد لخمس سنوات، ما يفتح آفاقًا جديدة للكشف المبكر والوقاية المستهدفة.

وجاءت هذه الموافقة عقب تجارب ودراسات دقيقة أجرتها شركة “كليريتي” المطوّرة للتقنية، والتي أعلنت في بيان صحفي خططها لتوسيع استخدام هذه الأداة المتقدمة في أنظمة الرعاية الصحية حول العالم، ابتداءً من العام 2025.

كشف لا تراه العين البشرية
على عكس النماذج التقليدية التي تعتمد بشكل رئيسي على العمر والتاريخ العائلي، تعتمد أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة على تحليل صور الثدي بالأشعة السينية بدقة عالية، لرصد مؤشرات خفية لا يمكن للعين البشرية ملاحظتها. وتقوم الأداة بتوليد “درجة خطر معتمدة” صالحة لمدة خمس سنوات، يتم تسليمها مباشرة لمقدمي الرعاية الصحية لتوجيه الإجراءات الوقائية المناسبة.

وقد أكدت الدكتورة كوني ليمان، أخصائية تصوير الثدي في مستشفى ماساتشوستس العام بريجهام ومؤسسة شركة “كليريتي”، أن هذا التقدم في الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة كبيرة في الكشف المبكر. وقالت في بيانها:
“الآن، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكشف أدلة غير مرئية تساعد في التنبؤ بالخطر المستقبلي، مما يتيح تقديم رعاية منصفة ومنقذة للحياة للنساء في كل مكان.”

تجاوز للتمييز العرقي وتوسيع لفهم المخاطر
أحد أبرز العيوب في نماذج تقييم المخاطر التقليدية هو اعتمادها على بيانات تعود في أغلبها إلى نساء قوقازيات من أصول أوروبية، ما حدّ من دقتها وتطبيقها على خلفيات سكانية أكثر تنوعًا. أداة “كليريتي” تسعى إلى كسر هذا القيد، إذ تم تصميمها لتكون أكثر شمولًا وإنصافًا لجميع النساء، بغض النظر عن خلفياتهن العرقية أو الجينية.

من جانب آخر، أوضح الدكتور لاري نورتون، المدير العلمي المؤسس لمؤسسة أبحاث سرطان الثدي، أن هذه الموافقة تمثل لحظة فارقة في طريق الوصول إلى رعاية وقائية دقيقة وشاملة. وأضاف:
“ترخيص FDA يشكّل نقطة تحوّل لتمكين النساء من الوصول إلى التقدّم العلمي في التنبؤ بالمخاطر، خاصة في ظل تزايد الإصابات بين الشابات.”

نحو رعاية وقائية أكثر ذكاءً ودقة
تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن نحو 85% من النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن تاريخ عائلي مع المرض، ما يعكس أهمية التوجه نحو نماذج تنبؤية أكثر تطورًا تتجاوز المحددات التقليدية.

كما أظهرت الدراسات ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الإصابة بين النساء دون سن الخمسين، وهي الفئة التي غالبًا ما يتم تجاهلها في التقييمات التقليدية. وبتكامل الذكاء الاصطناعي مع التصوير الإشعاعي، تفتح هذه الأداة بابًا جديدًا لمزيد من الدقة في استهداف الرعاية الوقائية وتوجيهها للنساء المعرضات فعلًا للخطر، في توقيت حاسم.

بهذا التطور، يخطو العالم خطوة كبيرة نحو طب وقائي أكثر ذكاءً وشمولية، يجعل من الذكاء الاصطناعي حليفًا حقيقيًا في معركة الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى