“إيلي كوهين”.. “جاسوس إسرائيلي” الذي غيّر مجرى العالم العربي

“إيلي كوهين”.. “جاسوس إسرائيلي” الذي غيّر مجرى العالم العربي
الترند العربي – متابعات
لا يزال اسم إيلي كوهين يتردد في الأوساط السياسية والاستخباراتية في الشرق الأوسط، رغم مرور أكثر من 60 عامًا على إعدامه في دمشق عام 1965. هو رمز للذكاء والمكر، وقد شكل مادة للجدل بين من يعتبره بطلًا قوميًّا ومن يراه خائنًا.
من الإسكندرية إلى دمشق: البداية
وُلد إيلي كوهين في 6 ديسمبر 1924 بالإسكندرية المصرية، لعائلة يهودية من أصول سورية. هاجرت عائلته إلى إسرائيل عام 1949، حيث انضم كوهين إلى الحركة الصهيونية وبدأ العمل الاستخباراتي. في عام 1957، تم تجنيده رسميًا في جهاز الموساد الإسرائيلي.
التسلل إلى دمشق: الهوية المزيفة
في عام 1961، أنشأ كوهين هويته الجديدة تحت اسم كامل أمين ثابت، تاجر سوري مقيم في الأرجنتين. بنى علاقات وثيقة مع شخصيات سياسية واقتصادية بارزة، مما سهّل له الانتقال إلى سوريا عام 1962. في دمشق، أصبح جزءًا من النخبة الحاكمة، مستضيفًا حفلات ومجمعًا معلومات حساسة استخدمها الموساد.
كشف الهوية: النهاية المأساوية
في يناير 1965، بدأت السلطات السورية تشك في أمره بعد العثور على جهاز إرسال لاسلكي في شقته. تم اعتقاله في 24 يناير، وأدين بالتجسس. في 18 مايو 1965، نُفذت بحقه عقوبة الإعدام شنقًا في ساحة المرجة بدمشق وسط حضور شعبي كبير.
الوثائق والوصية الأخيرة
كتب إيلي كوهين رسالة مؤثرة لزوجته نادية قبل إعدامه، يطلب فيها منها ألا تحزن وأن تواصل الحياة. في السنوات الأخيرة، كشفت إسرائيل عن استعادتها لما يزيد على 2500 وثيقة وصورة من أرشيفه السوري في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، وفتح باب التكهنات حول وجود صفقات سرية أو تعاون مع جهات أخرى.
الإرث والجدل المستمر
تبقى قضية إيلي كوهين رمزًا للتجسس والسياسة في الشرق الأوسط، محاطة بالغموض والأسئلة الأخلاقية. في عام 2025، أثارت استعادة إسرائيل لأرشيفه تساؤلات كبيرة حول تأثير هذه الوثائق على العلاقات الإقليمية ومستقبل الملفات الأمنية.
الخلاصة
لم يكن إيلي كوهين جاسوسًا عاديًا، بل شخصية استثنائية تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ الصراعات الإقليمية. يظل اسمه حاضرًا في الذاكرة الجماعية، شاهداً على مزيج معقد من الذكاء، الشجاعة، والجدل.
للمزيد من المعلومات حول إيلي كوهين، يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي:


