منوعات

كيف تستعد الهند لتصبح قوة سياحية جامحة؟

الترند العربي – متابعات
بعد أن أصبحت الهند من بين أكثر دول العالم كثافة بالسكان مؤخرًا، أثارت الكثير من التكهنات حول ما إذا كانت ستستمر في تجاوز الصين في مجالات أخرى وفقُأ لما ذكرته شبكة “CNN”

والآن تتجه كل الأنظار نحو التأثير المتزايد للقوة الجنوب آسيوية العظمى على المسرح العالمي، وقطاع السياحة ليس مستثنى من ذلك.

ووفقًا لما ذكرته التقارير الأخيرة، من المتوقع أن ينفق الهنود أكثر من 42 مليار دولار سنويًا على السفر للخارج.

وتشهد الهند بحسب ما يسميه أومري مورغنشتيرن، وهو الرئيس التنفيذي للموقع الإلكتروني للسفر والحجوزات “Agoda” “انتعاشًا” في قطاع السياحة، وتُعد حاليًا “الوجهة الخارجية الأكثر نموًا”.

وفي حين أن إجمالي عدد المسافرين القادمين من بعض الدول الأخرى يُعد أعلى، فإن قطاع السياحة في أي دولة لا ينمو بالسرعة ذاتها التي ينمو بها قطاع السياحة في الهند.

والأمر لا يتعلق فقط بعدد المسافرين، إذ أن البلاد تستمر في ضخ آلاف المليارات من الدولارات في تطوير صناعة الطيران، وتعزيز مكانتها كمركز للسفر.

الهند

وأشار الخبراء إلى أن الكثير من نمو الهند الخارجي يتحقق بفضل التحسينات في البنية التحتية والتوسّع الذي يشهده قطاع الطيران.

وأعلنت الحكومة الهندية هذا العام أنها تخطط لإنفاق 980 مليار روبية، أي ما يعادل 11.9 مليار دولار، بحلول عام 2025 على بناء وتحديث المطارات داخل البلاد، حسبما ذكرته وكالة الأنباء “رويترز”.

ومن المقرّر أن يقتتح مطار “نويدا” الدولي، الذي يقع في بلدة جيوار بولاية أتر برديش الهندية، في عام 2024، ويستعد ليكون أكبر مطار في آسيا، ويعزز الاتصال من وإلى منطقة العاصمة الوطنية دلهي وغرب أتر برديش، وفقًا لما ذكرته صحيفة “Times of India”.

ومن جانبه، يقول جاري بورمان، وهو مؤسس “Check-in Asia”، وهي شركة أبحاث وتسويق تركز على السياحة، إن “العمل الذي تقوم به (الهند) بدأ يؤتي ثماره الآن، إذ لديها المزيد من المطارات ومباني الركاب، وبنية تحتية أكبر”.

ومنذ عام 2017، تم تشغيل 73 مطارًا على الأقل بموجب مخطط الاتصال الإقليمي في الهند. وفي الوقت ذاته، تصدّر مطار “أنديرا غاندي” الدولي في مدينة دلهي قائمة أكثر 10 مطارات دولية ازدحامًا في العالم للمرة الأولى على الإطلاق هذا العام، حيث مرّ 59.5 مليون مسافر عبر بواباته في عام 2022.

ويُعزي مورغنشتيرن ارتفاع السياحة الخارجية بالهند إلى الاستثمار ليس فقط من قبل الحكومة، بل من قبل شركات الطيران الخاصة أيضًا.

ويقول مورغنشتيرن لـ CNN: “أعتقد أن هناك مزيجًا من الاستثمار الحكومي في المطارات، وتتخذ شركات الطيران بحد ذاتها خطوات جريئة جدًا لزيادة السعة”.

وتشعر بعض شركات الطيران بعواقب تلك التحركات الجريئة، مثل “غو إير”، وهي شركة طيران هندية منخفضة التكلفة أعلنت إفلاسها في مايو/ أيار الماضي.

ويعتقد باورمان أن الشركات الناقلة منخفضة التكلفة مثل “غو إير” كانت “ضرورية للنمو” في “السوق شديد الحساسية للسعر” في الهند.

ورغم الصعوبات، تواصل شركات الطيران الأخرى تقديم خيارات منخفضة التكلفة.

ولجذب المزيد من المسافرين الهنود، يقترح مورغنشتيرن أن البلدان بحاجة الآن إلى تخفيف قيود التأشيرات وزيادة عدد الرحلات الجوية من الهند، مضيفًا أنه “عندما يتحقق ذلك، سيحدث السحر في سوق متنامٍ مثل الهند”.

واستنادًا إلى البيانات التي جمعها الموقع الإلكتروني للسفر والحجوزات “Agoda”، يسافر الهنود الآن إلى مجموعة أكثر تنوعًا من البلدان.

ويُوضح مورغنشتيرن: “إذا نظرنا إلى وجهة مثل أوروبا، سنجد المزيد من المسافرين يتجهون إلى فرنسا أو سويسرا، وهما ليس من أفضل 10 وجهات للهنود قبل جائحة كورونا”.

وفي عام 2019، كانت الوجهات الثلاث الأكثر شعبية بالنسبة للهنود هي تايلاند، وماليزيا، وإندونيسيا.

وعندما يتعلق الأمر بجنوب شرق آسيا، فإن الدول التي يرتادها الهنود الآن هي ذاتها تقريبًا قبل خمس سنوات، إلا أن عدد المسافرين قد زاد.

ويضيف مورغنشتيرن: “نرى الكثير من الهنود يسافرون إلى فيتنام، وسنغافورة، وإندونيسيا، وماليزيا، لقد استقبلوا جميعًا مسافرين هنود من قبل، ولكن ليس بالقدر الذي نراه الآن”.

ومن المتوقع أن يزداد سفر الركاب الهنود إلى فيتنام، على سبيل المثال، بنسبة 1000% على الأقل عن مستويات ما قبل الجائحة، وفقًا لما ذكره مورغنشتيرن.

ومن الواضح أن وجهة جنوب شرق آسيا بشكل عام، تُعد الأولى للمسافرين الهنود، ومن بينها سنغافورة، وتايلاند، وإندونيسيا.

وفي المقابل، استنادًا إلى بيانات “Agoda”، لا يسافر العديد من الهنود إلى اليابان، أو كوريا، أو تايوان، وهو ما يردّه الرئيس التنفيذي جزئيًا إلى بعد تلك الوجهات عن الهند، ونقص الوعي حولها.

وبينما أن سوق السفر إلى الخارج في الصين قد ارتفع بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، فقد جاء ازدهار الهند بعد ذلك بقليل، إذ يقول بورمان إنه يعود جزئيًا إلى مدى اختلاف قطاعات الطيران لديها.

وفي الهند، يتكون قطاع الطيران اليوم بشكل أساسي من شركات الطيران الخاصة، والتي غالبًا ما تتنافس مع بعضها البعض.

ومن ناحية أخرى، يوجد في الصين ثلاث مجموعات خطوط جوية رئيسية تم تطويرها وتوحيدها من قبل الحكومة، تعمل كل منها في مناطق محددة.

ونتيجة لذلك، “كانت حكومة الصين قادرة على التحكم في حجم وتكرار المسارات، لا سيما في جنوب شرق آسيا وشمال شرق آسيا، إذ أن لديها هذه المجموعات الثلاث التي لا تتنافس مع بعضها البعض”، وفقا لما أشار إليه بورمان.

ويصعب على الوجهات تطوير المزيد من الرحلات الجوية في الهند، إذ يتعين عليها التعامل مع العديد من شركات الطيران.

ويشرح بورمان أن ذلك يُعد العامل الرئيسي الذي أدى إلى تباطؤ نمو الهند على مدى العقد الماضي، عندما يتعلق الأمر بالسفر إلى الخارج.

وقبل جائحة “كوفيد-19″، كانت الصين أكبر سوق مصدر للسياح في جنوب شرق آسيا. وفي عام 2019، استقبلت دول جنوب شرق آسيا 32.3 مليون زائر من الصين، مقابل 5.3 مليون زائر من الهند.

ومع ذلك، إذا كانت الهند تأمل في تجاوز الصين عندما يتعلق الأمر بالسياحة الخارجية، فإن بورمان يعتقد أن الأمر قد يستغرق “عقدين من الزمن على الأرجح”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى