علماء يكشفون عن تقنية جديدة للتحكم في العواطف والشهية

الترند العربي – متابعات

اكتشف العلماء أنهم قادرون على استخدام الجسيمات النانوية للتحكم في عقول الفئران في دراسة جديدة رائدة.

وبعيدا عن أي خطط مستوحاة من الخيال العلمي لهذه التكنولوجيا، التي لا تزال في مراحلها الأولى من التطوير، يعتقد العلماء أنه يمكن استخدامها لعلاج الاضطرابات العصبية مثل الاكتئاب.

اكتشف علماء من معهد العلوم الأساسية في كوريا الجنوبية أنهم قادرون على التلاعب بالمفاتيح المنشطة بالجسيمات النانوية داخل أدمغة الفئران، وذلك باستخدام مجال مغناطيسي خارجي.

وتسمح هذه التقنية، التي أطلق عليها اسم «Nano-MIND»، أي الواجهة المغناطيسية الوراثية لديناميكيات الأعصاب، للباحثين بالتحكم في عواطف وشهية الفئران من بعيد.

يحتوي الدماغ البشري على شبكة معقدة مكونة من أكثر من 100 مليار خلية عصبية، والتي إذا تم التحكم فيها، ستكون ضرورية لفهم الإدراك والعاطفة والسلوك الاجتماعي.

قام العلماء بالتلاعب بهذه الخلايا العصبية عن طريق تحريك محرك صغير مغناطيسيًا لسحب أو دفع الجسيمات النانوية المزروعة في أدمغة الفئران.

لقد أجريت العديد من تجارب التحكم في عقول الحيوانات على مر السنين، ولكن هذا هو الأول الذي لا يتضمن جراحة غازية، وأنظمة خارجية ضخمة، مما يسمح للفئران بدلاً من ذلك بحرية الحركة.

وقال جينوو تشيون، مدير مركز آي بي إس للطب النانوي، في بيان: «هذه هي أول تقنية في العالم للتحكم بحرية في مناطق محددة من الدماغ باستخدام المجالات المغناطيسية».

وأضاف تشيون، أحد كبار مؤلفي الدراسة التي نُشرت في مجلة «Nature Nanotechnology»: «نتوقع أن يتم استخدامها على نطاق واسع في الأبحاث لفهم وظائف المخ، والشبكات العصبية الاصطناعية المتطورة، وتقنيات واجهة الدماغ والحاسوب ثنائية الاتجاه، والعلاجات الجديدة للاضطرابات العصبية».

وفي عدة جولات من التجارب، قام الباحثون بتنشيط الخلايا العصبية المثبطة داخل الدماغ لزيادة الشهية وسلوكيات التغذية بنسبة 100%. وبدوره، قد يتمكن الفريق من كبح شهيته.

واستخدم العلماء أيضًا نظام «Nano-MIND» لتنشيط مستقبلات الدماغ المسؤولة عن السلوكيات الأمومية لدى الفئران الإناث التي لم تتكاثر بعد.

وأظهرت الفئران الإناث بعد ذلك زيادة كبيرة في سلوكيات الرعاية، مثل إحضار الصغار إلى عشها، على غرار الفئران الأمومية، وفقًا لبيان صحفي.

وفي تجربة ثالثة، قام الباحثون بتنشيط الخلايا العصبية المسؤولة عن السلوكيات الودية لتشجيع الفئران على التفاعل اجتماعيا مع فئران أخرى لم يلتقوها من قبل في غرفة صغيرة.