الإبداع في تطوير الموظفين
حسن آل عمير
تتفاوت المنظمات في درجة اهتمامها بتطوير أداء الموظفين، وتختلف في الأساليب المستخدمة لتحقيق هذا الأمر المهم للغاية.
المنظمات التي جعلت إحدى أولوياتها تطوير الموظفين، وفرضت هذه الاستراتيجية، وتابعت تطبيق ذلك، استطاعت أن تصل لمستويات متقدمة في الإنجاز والاستقرار والرضا الوظيفي.
يبدأ تطوير الموظف من قبل التحاقه بالوظيفة، وذلك عندما يكون هناك محترفون في قسم الاستقطاب والاختيار داخل مجموعة الموارد البشرية، عندما يضعون الموظف في القطاع الذي يتلاءم مع إمكانياته وقدراته وموهبته؛ فإن ذلك الأمر يجعل رغبته عالية، وتكون وجهته واضحة، ويسعى ذاتيًّا للتطوير واكتساب المزيد من المعارف والمهارات في مجاله الوظيفي.
تعريف الموظف بتاريخ المنظمة التي يعمل فيها، وتوثيق علاقته بزملائه، ودمجه معهم، وصناعة الألفة فيما بينهم من خلال قيام أحد منسوبي الموارد البشرية بهذه المهمة، يزيد من رغبة الموظف في الأداء، ويشعره بأهميته وتقدير الجميع له.. وهذا عنصر مهم في تطوير الموظف؛ إذ لا يمكن أن يحرص موظف على تطوير نفسه والبقاء في منظمة لا يشعر فيها بالراحة والأمان.
يعاني بعض الموظفين الجدد في الشركات والجهات غير الاحترافية من الإهمال في البدايات؛ فلا ترحيب، ولا تعارف، ولا فترة تمهيدية تعريفية لائقة.. مجرد توقيعه العقد الوظيفي، وبعدها يُترك للبحث بنفسه عن قسمه الذي سيعمل فيه، وعن الوصف الوظيفي؛ فيبدأ يشعر بأنه تائه، ولا وجود لبيئة وظيفية مطمئنة، ولا قيادة مؤسسية حكيمة.. وهذا يقود إلى إنتاج موظف غير مستقر، ويبحث عن مكان آخر يتناسب معه.
تطوير الموظفين لا يقتصر على الدورات والقاعات التدريبية؛ فهناك وسائل مختلفة، وفي متناول الجميع، يمكن أن تسهم في تطوير أداء الموظفين، ومن أهمها التطوير بالتلمذة والمرافقة المستمرة؛ إذ يطلب من الموظف الجديد الوجود المستمر مع الموظف الخبير للتعلم منه، واكتساب المعرفة والمهارة من خلال ملاحظته ومتابعته، ومشاهدة مواقفه الوظيفية، وتطبيقها تحت إشراف الموظف الخبير.
الاجتماعات بين الموظفين بشكل مستمر، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، له دور في تطوير قدرات الموظفين، من خلال النقاشات والحوارات التي يتم فيها تناقُل المعرفة فيما بينهم بشكل تلقائي.
المقاطع التدريبية الموجَّهة من قِبل المدير أو المشرف على مجموعة الواتس آب للموظفين لها دور في تطويرهم إذا تم ذلك بشكل مدروس وانتقائي، وتنبيه الموظفين بأن المقطع مهم، وسيتم مناقشتهم فيه خلال موعد محدد سلفًا.
حضور الندوات والمؤتمرات المتخصصة له دور إيجابي كبير في تطوير الموظفين، وزيادة كمية المعارف والمهارات لديهم، وخصوصًا إذا طُلب من الموظف كتابة تقرير يلخص فيه ما استفاد منه خلال مشاركته في تلك الندوة أو ذلك المؤتمر.
يجب أن يتابع المسؤولون عن المنظمات برامج التطوير وآلياتها داخل منظماتهم، ودعمها، وتحفيز الجميع على الاستفادة منها، وتذكيرهم بأن استدامة المنظمة ونموها وتطورها مرتبطٌ بحرص أفراد تلك المنظمة على التطوير المستمر.