الموسيقى التي تموت من أجلها
نرمين يُسر
قد تكون الموسيقى في بعض الأحيان أكثر رعبًا من أصوات الصراخ أو النحيب أو قل مساويًا له كنتيجة خارقة للطبيعة، «تشيللو»، فيلم رعب وإثارة يستطيع سرقة قلوب الجمهور بسلاسة.
يدور الفيلم حول قصة ناصر “سامر إسماعيل” عازف تشيللو طموح يتفاجأ بأن شراءه آلة موسيقية جديدة له عواقب وخيمة، وكان من الأفضل عدم شرائها من ذلك المتجر الغامض ومالكه الذي لا يقل عنه غموضًا.
بداية أحداث قوية في الفقرة الافتتاحية التي تستغل قوة الإيحاء الموسيقي من خلال تسليط الضوء بشكل رائع على قدرة الموسيقى في استحضار مجموعة من المشاعر وإثارة الذكريات؛ مما يصنع التناغم بين القصة والموسيقى لفترة قصيرة قبل بدء الأحداث المرعبة وتحول التوقعات التي بدأت بشراء آلة تشيللو إلى نغمة مظلمة وخارقة للطبيعة.
مثل العديد من الموسيقيين، يتطلع ناصر عازف التشيللو السعودي البارع والطموح إلى الوصول إلى أعلى قمم التمكن من النجاح في استخدام آلته، تلك الآلة التي باعه إياها التاجر الذي قام بدوره في معظم أدوار الشر الأميركية، وليس ذلك فقط هو بطل سلسلة الرعب في دور البطل الشرير «جيسوس» أو توبين، بل في الفيلم الأميركي saw، وإلى جانب دور البطولة في سلسلة هذه الأفلام لعب توبين عدة أدوار شرفية في مسلسلات تلفزيونية مشهورة مثل: إكس فايلز، وجوال تكساس.
رغم شعوره بأن الآلة الجديدة أو الأثرية تعوقه، فإنك تشعر بأنه قد تم إجباره بالعزف عليها وكأن شيئًا ما يجذبه أو يجبره على أن يتخذ مكانه في اللعنة أو الصفقة الفاوستية في بيع النفس للشيطان، فقد ألف يوهان جورج فاوست حكاية ألمانية شعبية شهيرة عن الكيميائي الألماني الدكتور يوهان جورج فاوست، الذي يحقق نجاحًا كبيرًا لكنه غير راضٍ عن مسار حياته، فيبرم عقدًا مع الشيطان مقابل الحصول على المعرفة المطلقة، وأصبحت هذه المسرحية أساسًا في العديد من الأعمال الأدبية والسينمائية رغم كتابتها بقلم ليوهان جوته بأجزائها الثلاثة خلال 30 عامًا منذ 1806 حتى عام 1832.
هذا العقد يبدو من الماضي السحيق في أثناء استعداد ناصر لتجربة أداء مهمة مع أوركسترا بارزة، فيظهر هذا الماضي في شكل قائد قديم أو جيرمي أيرونز ومعاناته من موت المقربين منه. يجب الآن على ناصر أن يقرر ما إذا كان تحقيق أحلامه الموسيقية يستحق كل هذا الرعب والمعاناة التي تصاحب العزف على هذه الآلة.
وفي منشور للمستشار تركي آل الشيخ، كاتب السيناريو والحوار للفيلم عن رواية من تأليفه بنفس الاسم على منصة «X»، أعلن أن الفيلم حقّق أكبر افتتاحية في تاريخ السينما السعودية بإجمالي تذاكر فاق 53.103، مُشيرًا إلى أن أبطال الفيلم هم ممثلون سعوديون وخليجيون وعرب وعالميون، مؤكدًا أن 60% من أبطال الفيلم من المملكة، بهدف دعم صناعة السينما السعودية.