فيلم المتحولون: انبعاث الوحوش.. سلاسل الأفلام وصناعة السينما في الغرب
يوسف أبا
آخر أفلام المتحولون Transformers: Rise of The Beasts، هو صورة للترند، أو الصيحة التي تغلف صناعة السينما الحديثة، هو جزء من سلسلة أفلام، (تتمة) أو إعادة شحن والأقل ربحًا في هذه السلسلة. “انبعاث الوحوش” ليس فيلمًا سيئًا. في الحقيقة يمكن القول إنه فيلم جيد يحقق هدفه كفيلم حركة عائلي مسلٍّ، لكن المسألة أن صناعة السينما في الغرب أصبحت مستهلكة بهذا النوع من الأفلام. “انبعاث الوحوش” و”النحلة الطنانة”، الفيلمان الأخيران لسلسلة المتحولون جاءا بعد عدد من أفلام المتحولون التي نجحت ماديًا. هذان الفيلمان على الرغم من نجاحهما في تحقيق مبيعات جيدة، واجها انتقادات عنيفة وانخفاضًا واضحًا في إيرادات شباك التذاكر.
أنثوني راموس قام بأداء جيد في تجسيد شخصية البطل سيئ الحظ، وجعل من نواه داياز شخصية مصدقة وساحرة. الممثلة دومينيك فيشباك أيضًا كانت ملائمة لدور عالمة الآثار المبتدئة الشغوفة ذات النظرة الثاقبة، التي بالرغم من ذلك كان يتم تجاهلها. بيتر كلن يعيد تقديم شخصية أوبتيمس برايم في نسخة جديدة تظهر ارتيابًا واضحًا في البشر. تحول كبير عن صورته المعتادة، تحول يمنحه مسارًا يستطيع أن يتطور فيه.
الممثلون يؤدون أدوارهم بشكل جيد، ولقطات الحركة المهمة ممتعة للمشاهد، لكن أداء الفيلم في شباك التذاكر يطرح السؤال: هل ذلك كافٍ للجمهور؟
“انبعاث الوحوش” قد لا يكون فيلمًا عن بطل خارق مثل: “الخنفس الأزرق” أو “الرجل النملة”، لكنه يظل فيلم حركة طويلًا ينتمي لسلسلة أفلام تسوق للأطفال. يبدو الآن أن تصريحات سكورسيزي بخصوص أفلام مارفل على وجه الخصوص قد امتد صداها عبر الإنترنت، وأن تعليقات من نوع وهن البطل الخارق غدت أعلى وأعلى. بالرغم من ذلك، فإن أداء هذه الأفلام، يقود إلى استنتاج مختلف، وهو ماذا لو أن السبب ليس أفلام البطل الخارق بالذات، ولكن الاتجاه الأكبر نحو صناعة الأفلام المسلسلة، أن الجمهور قد مل منها.
كان قد تم وصف هوليوود بالإفلاس منذ وقت طويل جدًا، لكن الجديد الذي لاحظته هو الزيادة في الحماس وعدد الذين يكررون ذلك الآن. عالميًا، أعلى إيرادات شباك تذاكر هذا العام كانت لفيلم باربي. فيلم كنت قد انتقدته بحدة في مرة سابقة، لا أنكر أنه عن لعبة أطفال، لكنه يفصل نفسه عن كونه فيلمًا عائليًا، حيث يتم تصنيفه لعمر 13 عامًا؛ مما يعني أنه فيلم مراهقين وليس فيلم أطفال، وأيضًا وبشكل حاسم ليس فيلم حركة.
“انبعاث الوحوش” ليس فيلمًا سيئًا بحد ذاته، لكن كجزء من صيحة أكبر، لا يستطيع التفوق على أفلام من نفس فصيلته. ويبدو أن هوليوود عالقة في أخدود حتى قبل أن تبدأ قرقعة الإضرابات واعتقاد أن الإضرابات هي التي كان لها هذا الأثر الرجعي. سنرى الآن أثر هذه الإضرابات الذي يلوح في الأفق ويلقي بظلاله على أفلام 2024.