آراء

“بنات ألفة”.. مليء بالفرح والضحك والدموع

طارق البحار

من أهم الأفلام العربية المميزة في الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الفيلم الوثائقي الروائي «بنات ألفة» المشارك ضمن قسم روائع عربية.

حضر العرض كل من مخرجة الفيلم كوثر بن هنية، ونجوم العمل نور فروي، وإشراق مطر، ومجد مستورة، بالإضافة إلى ألفة وبناتها آية الشيخاوي وتيسير الشيخاوي.

إن قيام ممثلات بدور اثنين من أطفال ألفة الحمروني الأربعة في الفيلم الوثائقي، هو معلومة كبيرة بأن شيئًا ما قد حدث بشكل خاطئ للغاية داخل هذه الأسرة التونسية.

القصة المفجعة وراء هذا الصدع والطريقة الفريدة التي ترويها المخرجة المرشحة لجائزة الأوسكار، كوثر بن هنية، رائعة ومدمرة جدًّا. الأصوات العربية في السينما نادرة جدًّا، وفيلم “بنات ألفة” هو واحد من أفضل أفلام المهرجان هذا العام، وبالفعل حركت القلوب والعقول ومشاعر الحضور.

«بنات ألفة» مستوحى من قصة حقيقية لسيدة تونسية اسمها ألفة لديها 4 بنات، تعاني الفقر وتشهد وقوع بناتها في مستنقع الإرهاب والتطرف، فتحاول مساعدتهن بعدما انتهى بهن المطاف في السجن بسبب هروبهن إلى ليبيا وانضمامهن إلى تنظيم داعش الإرهابي.

وفي التفاصيل أنجبت ألفة وزوجها أربعة أطفال: رحمة الشيخاوي من مواليد 1998، وغفران الشيخاوي من مواليد 1999، وآية الشيخاوي من مواليد 2003، وتيسير الشيخاوي من مواليد 2005. تقع الأحداث المصورة بعد الثورة التونسية في يناير 2011، وفي نهاية المطاف، بينما لا تزالان مراهقتين، تتخذ رحمة وغفران قرارًا يمزّق الأسرة.

مخرجة العمل المذهلة بن هنية، التي قدمت لنا فيلم الأوسكار “الرجل الذي باع جلده” في 2020، تقرّر إعادة الأحداث الرئيسية مع الممثلين، بما في ذلك الممثلة “هند صبري” للعب دور ألفة كامرأة أصغر سنًّا.

شارك في بطولة الفيلم هند صبري بدور ألفة، ونور فروي، وإشراق مطر، ومجد مستورة. وشاركت كوثر بن هنية في كتابة السيناريو وتولت عملية المونتاج بنفسها، والفيلم من إنتاج تونسي فرنسي ألماني سعودي مشترك.

وبالرغم من موضوعه، فإن الفيلم الدرامي الذي لاقى استحسان الحضور في جدة، ليس محبطًا أبدًا، بل إنه مليء بالفرح والضحك وكذلك الدموع في نفس الوقت، ويتعلق الأمر بأشياء كثيرة، من بينها الأخوة، وصعوبات الأبوة والأمومة، ومعالجة الصدمات في مجتمع أبوي، والتطرف الديني. لكن أهم من ذلك كله، أنها مليئة بالحياة، وكل الانتصارات والمتعة والألم وخيبات الأمل التي تصاحبها.

حقق الفيلم التونسي «بنات ألفة» إنجازًا عالميًّا جديدًا بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل جوائز جوثام، وهي واحدة من أكبر الجوائز التي تكرم السينما المستقلة.

تغلب فيلم «بنات ألفة» على عدد من الأعمال العالمية في الحفل مثل: Our Body للمخرجة كلير سيمون، وAgainst The Tide للمخرجة سارفينك كاور، وApolonia, Apolonia للمخرجة ليا جلوب، و20 Days in Mariupol من إخراج مستيسلاف تشرينوف.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى