موسم حج ناجح
خالد الربيش
كما كان متوقعًا، قادت المملكة موسم الحج للعام 2023م / 1444هـ، إلى نجاح فاق كل التوقعات، وحققت فيه الكثير من التفاصيل التي أكدت -مرة أخرى- أن قادة هذه البلاد لا يدخرون جهداً في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن حجاجاً ومعتمرين، وأن هذا الجهد الذي بدأ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، وحافظ عليه ملوك البلاد -رحمهم الله-، وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولم يكن لهذا النجاح أن يتحقق بهذا الشكل المشرف لولا الجهود المبكرة التي بدأتها الجهات المعنية في المملكة استعداداً لموسم الحج، هذه الجهود أقل ما تُوصف به أنها كبيرة وضخمة واستثنائية، حظيت بدعم ولاة الأمر، وسخرت خلالها البلاد -كعادتها- كل الإمكانات البشرية والفنية، لإدارة أعمال الحج والعمل على تأمين كل سبل الراحة والأمان لأكثر من 1.8 مليون حاج من داخل المملكة وخارجها.
النجاح الذي تحقق في موسم الحج لم يكن على مستوى بعينه وإنما شمل المستويات كافة، من حيث تكامل الخدمات، والتعاون بين الأجهزة الحكومية والقطاعين العام والخاص، وهذا النجاح يعد ثمرة للتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمتابعة وإشراف مباشر من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اللذين سخّرا كل الجهود والإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، وأدائهم شعيرتهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة.
ولعل وقوف ولي العهد -شخصياً- على تنفيذ الخطط والبرامج المعدة لتسيير أعمال الحج كان له التأثير الأكبر في نجاح الموسم، كما أن استقباله -نيابة عن خادم الحرمين الشريفين- مفتي المملكة والمسؤولين والقادة العسكريين وكبار المدعوين من دول مجلس التعاون وقادة القطاعات العسكرية، له دور كبير في تحفيز القائمين على تسيير خطط الحج، وكانت كلمات سموه بمثابة إعلان رسمي بنجاح الموسم، عطفاً على حجم الجهود المبذولة من الدولة، ممثلة في الوزارات والجهات المعنية، فضلاً عن الجهود التي بذلها القطاع الخاص أيضاً.