النكد.. هرمونات أنثوية أم إشكالية اجتماعية؟
عمر غازي
أدرك تمام الإدراك جدلية هذا الموضوع؛ والقوالب النمطية الجاهزة سلفًا حياله من النقيضين، ؤأعي أيضا أنه قبل أن أكتب وبعد إن أكتب لن يحدث المعجز ويتغير شيئ، ولكن عليك عزيزي القارئ أيضا أن تدرك أن الهدف مما أكتب، تفكيك هذا الجدل إن جاز التعبير، أو دعنا نقول محاولة ولو يسيرة لتفكيك الإشكال لعلنا نخرج بإجابة أو نفهم بعضًا من جوانبه.
▪️ الهرمونات
لا يمكن أن ننكر دور الهرمونات في تأثيرها على المزاج والسلوك. يعتقد البعض أن نكد المرأة يرجع إلى تأثير الهرمونات الجنسية، مثل الاستروجين. من المعروف أن هذه الهرمونات تتأثر بالتغيرات الدورية في دورة الحيض، وهي قد تؤدي إلى تقلبات مزاجية وتوتر عصبي، ولكن يجب أن ننوه على أنه ليس لهذه الهرمونات تأثير مباشر على نكد المرأة بشكل عام.
▪️ تأجيل أحلام الأنثى
برأيي الشخصي، يزداد النكد في مجتمعاتنا العربية أَو بعضًا منها نتيجة لرفع سقف التوقعات الاجتماعية لدى الأنثى منذ نشأتها المبكرة، وتربيتها تربية القائمة على تأجيل أحلامها لمرحلة الزواج. ويؤدي ذلك إلى بناء صورة ذهنية متخيلة للزواج كهدف عظيم ونهائي يجب تحقيقه.
هذا النوع من التربية قد يؤدي إلى شعور بالإحباط وبالتالي أنواع لا تنتهي من النكد والتذمر عندما تكتشف المرأة أن الزواج ليس بالضرورة تحقيقاً لجميع أحلامها وأنه يحمل معه تحديات جديدة ومسؤوليات كبيرة. إذاً، يمكن أن يكون النكد نتيجة لهذه التوقعات الاجتماعية المفروضة على المرأة وأثرها على نظرتها للحياة والزواج.
▪️ محاولة بائسة للتمرد
في المجتمعات المنغلقة، قد يكون النكد نتيجة لظروف الحياة الصعبة والقيود الاجتماعية والتفشي للأفكار المحدودة المتعلقة بالأدوار الاجتماعية. مع صعوبة التمرد على القيود والعادات والتقاليد فيولد هذا الكبت انفجارًا مكبوتًا يظهر في صور غير واعية من التذمر غير الصريح والتمرد غير المعلن.
وأخيرًا؛ قد ننتظر مني عزيزي القارئ في نهاية هذا المقال أن أقول: ينبغي أن نتعامل مع النكد بوصفها مشكلة اجتماعية قائمة على الفرد وليس صفة أنثوية حصرية.
عذرًا.. فالموضوع أكبر مني ومنك وليس بالسهولة اختزاله فيما ذكرت أعلاه، ربما كنت بحاجة إلى هذه الخربشة الآن، وغالبا لن تكون نهاية أسطري في هذا الموضوع!