ضعف قبضة اليد ينذر بخطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة
الترند العربي – متابعات
أكد عدد من خبراء الصحة أن قوة قبضة اليد لها علاقة قوية بصحتنا العامة، مشيرين إلى أن هناك مجموعة من الدراسات التي ربطت ضعف القبضة بالضعف العام والوظيفة الإدراكية وهشاشة العظام والسمنة وخطر السقوط والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض السكري وفقًا لما نشرته صحيفة “المصري اليوم”.
قبضة اليد وعلاقتها بالرياضة:
وحسب ما نقل عن مجلة وموقع( The Guardian)، يقول جاريث كول، رئيس قسم الأداء في Coach London، إن قبضة اليد الجيدة تعتبر جزءًا لا يتجزأ من العديد من الرياضات، كلما احتجت إلى التمسك بشيء ما، أو استخدام القوة على شيء ما، أو سحب نفسك نحو شيء ما أو سحب شيء ما تجاه نفسك، فأنت تقوم بتجنيد عضلات الساعد واليد التي تسهل الإمساك بها، ويمكن أن يكون ضعف الإمساك أيضًا هو الحلقة الأضعف عند رفع الأوزان الثقيلة.
قبضة اليد وعلاقتها بالصحة العامة:
لقد ثبت أن قوة اليد لها علاقة قوية بصحتنا العامة، وذلك بعيدا عن الرياضة وقوة العضلات، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2015، والتى رصدت ما يقرب من 140 ألف من كبار السن على مدى أربع سنوات، أن ضعف القبضة مرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الموت، كما تنبأت بخطر الموت المبكر بشكل أكثر فعالية من ضغط الدم، وهو مؤشر مهم آخر للصحة.
ويقول ريتشارد بوهانون، معالج فيزيائي الذي بحث عن قوة القبضة، أن «قوة قبضة اليد تعمل كمؤشر حيوي للصحة العامة بسبب علاقتها بالعديد من المتغيرات الأخرى المتعلقة بالصحة، بما في ذلك كثافة العظام والمعادن،والتغذية والضعف الإدراكي، ومشاكل النوم، ونوعية الحياة»وقد «تمت الإشارة إليه بمقياس الحيوية».
وتشير القبضة الضعيفة إلى ضعف وظيفة العضلات والعظام في جميع أنحاء الجسم، وهي علامة على أن الشخص من المحتمل أن يكون قليل الحركة أغلب الوقت ولا يقوم بنشاط بدني كافٍ، وهو رابع أكبر عامل خطر للوفاة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
قوة القبضة تنخفض مع تقدمنا في السن:
يقول البروفيسور أندريه روداكي، من قسم التربية البدنية بالجامعة الفيدرالية بارانا، البرازيل، أن مثل معظم جوانب السعة البدنية، تنخفض قوة القبضة مع تقدمنا في السن. ولكن حتى الشباب يجب ألا يشعر بالرضا عن نفسه.
ووجدت دراسة أجريت عام 2021 أن ستة من كل 10 مراهقين برازيليين يعانون من ضعف قوة قبضة اليد، وأن قضاء وقتًا أطول أمام الشاشات كان مرتبطًا بانخفاض درجات القبضة بين المراهقين، إذا كانت قوة قبضتك مفقودة بالفعل في شبابك، كما يقول Bohannon، فمن المرجح أن تواجه مشاكل في وقت لاحق في الحياة.
وأوضح «روداكي»، أن قوة قبضة اليد محدودة جدًا بعدد صغير من العضلات لتمثيل حالة جسدية عامة»، مشيرا إلى إنها مشكلة خاصة مع كبار السن لأن إنتاج القوة بواسطة عضلات الجزء العلوي والسفلي من الجسم يتأثر بشكل مختلف بعملية الشيخوخة، وانخفاض قوة العضلات يكون أكبر بشكل ملحوظ لعضلات الأطراف السفلية».
تقييم قوة قبضة اليد:
يتم تقييم قوة قبضة اليد باستخدام مقياس ديناميكي، وهو جهاز تمسكه في راحة يدك وتضغط بأصابعك بأقصى ما تستطيع، وأثناء الضغط، يعرض القرص مقدار القوة التي تبذلها (تقاس بالكيلوجرامات)،و يتم تسجيل قوة قبضتك على أنها أعلى قوة يتم الوصول إليها في ضغطة واحدة.
وإذا لم تستطيع الحصول على مقياس قوة؟ لا تقلق: بعض الباحثين يشككون في أهمية قياس أقصى قوة للقبضة، أو بعبارة أخرى، أقصى قوة يمكنك بذلها.
ما الذي يجب أن نفعله لتحسين القبضة؟
لقد أوصي Chueh-Ho Lin الأستاذ المشارك في علم الشيخوخة والرعاية طويلة الأمد في جامعة تايبيه الطبية، بالضغط المتكرر على جسم بنسبة 80٪ أو أعلى من قدرتك القصوى، وإطلاق كل انقباض مع التحكم».
ونصح Chueh-Ho Lin، بالإمساك بلوحة وزن 10 كجم في كل يد لمدة دقيقة، أو عصر منشفة مبللة، مع الاستمرار في وضع «الضغط» لمدة 30 ثانية تقريبًا، ويقول: «لا تتفاجأ إذا وجدت اختلافات بين يديك اليمنى واليسرى- فاليد المسيطرة عادة ما تكون أقوى بنسبة 10٪».
دراسة توضح أن قبضة اليد مشر على صحة الإنسان:
ووفقا لما ورد عن (رويترز) في عام 2018، أشارت دراسة بريطانية كبيرة إلى أن قوة قبضة اليد قد تكون مؤشرا أفضل على الصحة في المستقبل من بعض القياسات التي يستخدمها الأطباء في الوقت الراهن لتقييم المخاطر الصحية.
وكتب الباحثون في تقريرهم الذي نشر على الإنترنت في دورية (بي.إم.جي) أنه على الرغم من أن قوة القبضة كانت دوما مؤشرا جيدا للضعف أو الصحة لدى كبار السن، إلا أنها يمكن أن تساعد الأطباء على فهم المخاطر الصحية التي قد تواجه البالغين في جميع الأعمار، بما في ذلك احتمالات الإصابة بأمراض القلب والرئتين والسرطان.
وقال كبير الباحثين ستيوارت جراي من جامعة جلاسجو “من السهل قياس قوة القبضة وقد تكون مفيدة في المساعدة على التنبؤ بالأمراض في المستقبل”.