تأملات في الحياة والموت
عمر غازي
الحياة والموت، زوج من الألغاز التي طالما حيرت العقلاء، وألقت بظلالها على تفكير ووجدان كل ذي لب.
ومهما وجدت إجابات مقنعة لحين، يبقى السؤال: هل يمكن للإنسان أن يجد معنى لحياته في هذا الكون الفسيح وهو المغادر له؟ هل من جدوى لسعيه الدؤوب وراء السعادة والنجاح، عندما يعلم أنه سيواجه في النهاية الموت والنسيان؟
الموت حقيقة لا مفر منها، ورغم هذا بدلًا من أن تزهد أنفسنا في الحياة، نجدنا نتصارع عليها، فما الذي يبرر كل هذا الإصرار؟
قد يجد البعض متعة في الحياة ويرى فيها مغامرة تستحق التجربة، لا أخفيكم سرًا أنني حاولت ذلك، ولكن يبدو أن الموت يعكس واقعًا مريرًا، فأنا أخشى السقوط في فخ العدم والنسيان؟ ولا أحب ان تمضي الحياة سعيدة إلى حال سبيلها دوني!
يمكن القول إن هذه التساؤلات وإن كانت تبدو تعيسة أو متشائمة إلا أنها في رأيي تعكس جانبًا مهمًا من الواقع الإنساني لن تنتهي سوى بانتهاء آخر إنسان من الوجود.
وعلى الرغم من أن هذا النهج قد يبدو محبطًا ومحزنًا، إلا أنه يضع الإنسان أمام مرآة الواقع، ليتأمل فيها وجهه الحقيقي ويواجه مخاوفه وقلقه.
في ظل هذه الرؤية المظلمة إن جاز التعبير، يبقى السؤال المحير قائمًا: هل من طريق للخروج من هذا الكابوس؟ هل يمكن للإنسان أن يجد معنى لحياته ويتعايش مع حقيقة الموت والنسيان؟ ربما لا يوجد إجابة قاطعة لهذه التساؤلات، لكن البحث عنها ومواجهتها يمثل تحديًا جوهريًا يستحق العيش من أجله، ولذا ستجدني أكتب حول هذا الموضوع من جديد إلى أن يشاء الله.
تعليق واحد