نبروه.. عاصمة الفسيخ في مصر
الترند العربي – خاص
تعتبر مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية في جمهورية مصر العربية مركزًا معروفًا لصناعة الفسيخ، وهو طبق تقليدي مصري يتكون من سمك مملح ومجفف.
وتعد صناعة الفسيخ في مصر رمزًا للتراث الثقافي والتاريخي للبلاد. وتتميز هذه المدينة الصغيرة بتاريخها العريق وموقعها الاستراتيجي، مما يجعلها وجهة مثلى لمحبي الفسيخ والسياحة الثقافية. يتطلع سكان نبروه لتعزيز صناعة الفسيخ والحفاظ عليها كجزء لا يتجزأ من هويتهم وثقافتهم.
تاريخ نبروه وصناعة الفسيخ
يعود تاريخ نبروه إلى العصر الفاطمي، ويشير بعض المؤرخين إلى أن تكوينها كان له علاقة بالتجارة والصناعة، خاصة في مجال الفخار والنسيج. اكتسبت نبروه شهرتها في صناعة الفسيخ بفضل موقعها الاستراتيجي بالقرب من بحيرة المنزلة والدلتا، مما يوفر إمكانية الحصول على مواد خام ممتازة لإنتاج الفسيخ.
عملية إنتاج الفسيخ
تبدأ عملية إنتاج الفسيخ بصيد السمك، ويعتبر البوري الأكثر شهرة في صناعة الفسيخ. يتم نقع السمك في الماء للتخلص من الطين والأوساخ، ثم يتم تنظيفه وفصل الرأس والأحشاء. بعد ذلك، يتم تمليح السمك وتركه لمدة تتراوح بين 15-20 يومًا. أخيرًا، يتم تعليق السمك للتجفيف ويتم تعريضه لأشعة الشمس لفترة تتراوح بين 3-4 أسابيع.
شم النسيم وتقاليد الفسيخ
يعتبر شم النسيم أحد الأعياد الوطنية في مصر ويتزامن مع بداية الربيع. يتميز هذا العيد بتناول الفسيخ والرنجة بين الأسر المصرية. يرتبط الفسيخ بالتقاليد القديمة والعادات المصرية، ويعتقد البعض أنه كان يتم تناوله في العصور القديمة كأحد الأطباق المقدسة أثناء الاحتفالات.
تجارة الفسيخ وأهمية نبروه
يعتبر الفسيخ مصدرًا هامًا للدخل بالنسبة لسكان نبروه، حيث يعمل العديد منهم في مجال صيد السمك وتصنيع وتسويق الفسيخ. يتم تصدير الفسيخ إلى مختلف المحافظات المصرية والدول العربية، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي والوطني. كما يجذب عاصمة الفسيخ السياح المحليين والأجانب للاستمتاع بتذوق هذا الطبق التقليدي والتعرف على طرق إعداده.
التحديات والمستقبل
رغم نجاح نبروه في الحفاظ على هويتها كعاصمة للفسيخ، إلا أن الصعوبات لا تزال قائمة. تتعرض صناعة الفسيخ للمنافسة من المنتجات الأخرى المماثلة والبديلة، بالإضافة إلى تغير ظروف البيئة وتأثيرها على مصادر السمك وجودته.
يتطلع أصحاب المصانع والعاملون في صناعة الفسيخ في نبروه إلى تطوير وتحسين عمليات الإنتاج والتسويق، من خلال استثمار الدعم الحكومي والتعاون مع الجهات ذات العلاقة. يأملون أيضًا في تنظيم مهرجانات وفعاليات ثقافية تسلط الضوء على تقاليد الفسيخ وترويجه كمنتج مميز يحمل هوية مصرية أصيلة.