جدة التاريخية تستعيد ذكريات ساعي البريد
الترند العربي – متابعات
يجوب “ساعي البريد” أروقة وشوارع جدة التاريخية على دراجته الهوائية، الذي عرف بملابسه المميزة، متنقلا بين الأحياء، وذلك ضمن فعاليات موسم رمضان جدة التاريخية المقام حاليا، حيث كان صاحب المهنة موزعا للخطابات التي تحمل أحيانا أخبارا مفرحة ومهمة وكأنه تاجر سعادة، وأحيانا يحمل أخبارا محزنة. هكذا كان ساعي البريد، إحدى المهن التي عرفها الجميع منذ عشرات الأعوام، والتي اختفت الآن بفعل الزمن والتطورات التي شهدها البريد. و”ساعي البريد”، هو الشخص المكلف بإيصال الرسائل الواردة إلى مكتب البريد الذي يعمل فيه إلى أصحابها، وغالبا ما يرتدي زيا خاصا يدل على مهنته، وقد كان في السابق يستخدم الدراجة الهوائية للتنقل بين المناطق والشوارع، لتسليم الرسائل إلى أصحابها، ثم تطورت وسيلة انتقاله مع مرور الأيام إلى الدراجة النارية.
وقديما كان ساعي البريد يعرف جميع أهالي المنطقة، حيث ينادي عليهم بالاسم، لدرجة أن بعض الأهالي ممن لا يعرفون القراءة كانوا يثقون به ويطلبون منه قراءة الرسائل الواردة إليهم، حتى إنه كان يعلم كثيرا من الأسرار والخبايا، التي ربما لا يعرفها غيره. فيما رافق الرسائل البريدية هواية جمع الطوابع البريدية التي انتشرت في المنطقة ومختلف أنحاء العالم، ومنذ هذا الوقت انتشرت مهنة ساعي البريد، ونتيجة التطور التكنولوجي الكبير في وسائل الاتصالات بعد ظهور الإنترنت والبريد الإلكتروني والهواتف المحمولة، تحولت مهنة “ساعي البريد” تدريجيا لتصبح واحدة من المهن التراثية.