عمر غازيكُتاب الترند العربي

كن فضوليًا

عمر غازي

من الأمور المميزة للإنسان هو فضوله الدائم، فضوله لاكتشاف ما هو جديد ومجهول، وهذا الفضول في الوقت ذاته سلاح ذو حدين، فإذا كان جانب مشرق للفضول يدفعنا بقوة نحو التعلم والإدراك، فهناك أيضًا جانبٌ مظلم يدفعنا نحو الكثير من الأمور السلبية، وفي مقدمتها انتهاك خصوصية الناس وحرماتهم.

دعنا نشاهد الجانب الإيجابي للفضول، فهو الذي يدفع العلماء في مختلف المجالات لطرح الأسئلة والبحث عن الإجابات؛ كما حدث مع العالِم إسحاق نيوتن عندما أثار فضوله سقوط التفاحة، مما أدى إلى اكتشاف قوانين الجاذبية، أو مثل الفضول الذي كان لدي العالم إليكسندر غراهام بيل الذي أدى إلى اختراع الهاتف.
يحث الفضول الأطفال على التعلم والاستكشاف، وهو أيضًا الذي يمكننا من الانفتاح على ثقافات وأفكار جديدة.. في هذا السياق، يمكننا القول بأن الفضول هو محرك رئيسي للتقدم والابتكار.

لكن الفضول ليس دائمًا مفيدًا، ففي العالم الرقمي الذي نعيش فيه، يدفع الفضول البعض منا إلى الانخراط في الترندات الهابطة، ومتابعة التافهين، ومنحهك الشهرة والتأثير، هذا الفضول غير المنضبط يجعلنا نحوّل هذا السلاح من أداة للتعلم والاكتشاف إلى وسيلة للانحطاط الثقافي والفكري.

بطبيعة الحال؛ الحل ليس في قمع الفضول، بل في توجيهه بحكمة، بحيث نتعلم كيفية اختيار ما يستحق الفضول من ما لا يستحق.. أن نملأ فضولنا بما ينفعنا، سواء كان ذلك في مجال العمل أو العلم أو الفن أو أي مجال آخر يثير اهتمامنا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى