آراء

احتلال العالم بضغطة زر!!

رفعت رشاد
لا تحتاج الدول الاستعمارية فى زمننا الحالى جيوشًا وعتادًا وعُدة لكى تحتل دولة ما. شكل الاستعمار القديم الذى يحشد مئات الآلاف من الجنود تصحبهم سفن وعربات وأحصنة وسيوف، لم يعد بنفس صورة الاستعمار الحالى، وحتى ضرب الدول وتدميرها لم يعد يحتاج إلى طائرات وصواريخ فتاكة، على الأقل فى زمننا المعاصر. فى المستقبل القريب يمكن احتلال العالم بضغطة زر. الإجابة على السؤال: «كيف؟» هى موضوع المقال، أما السؤال: «من القادر على ذلك؟» فالإجابة ببساطة: القادر على التلاعب بعقولنا وأفكارنا، ولديهم الإمكانات العلمية والمالية والبشرية التى تساعدهم على تحقيق ما يفكرون فيه، احتلال العالم وتشكيله حسبما يريدون.الاستعماريون القدامى كانوا يطبقون مبدأ «فى البداية نحتل أجسادهم وبعد ترويض الأجساد يسهل ترويض العقول»، وما زال هذا المبدأ يطبق حتى الآن بصورة أخرى. كان احتلال الدول والأجساد قديماً يتم من خلال الجيوش والقوة العسكرية، الآن لا حاجة بهم لذلك، فيمكن احتلال الأجساد بوضع شريحة صغيرة داخل عقول الناس تُغنى عن أعتى الجيوش، وقتها ستقوم بكل ما يرغب فيه الاستعماريون برغبتك وقرارك. هذا ما تخطط له الدول الكبيرة التى تملك من العلم الكثير وتملك من الرؤية والخيال والأحلام الكثير وتسعى لاستعمار واستعباد الآخرين.منذ فترة تنشر وسائل الإعلام عن شريحة إيلون ماسك، مالك تويتر والسيارة تسلا وأغنى رجل فى العالم. شريحة تم تجريبها على القرود بزراعتها فى أمخاخها فتطور تفكير القرود وصار بعضهم يلعب ألعاباً معقدة تحتاج إلى تفكير بشرى متقدم. وافقت السلطات الأمريكية على تجريب الشريحة على الإنسان، وهذه كلها خطوات فقط لحبك المسألة، فالإعلام يهتم بشدة بهذه المسألة التى ستغير الحياة على وجه الأرض وبالتالى يتم التمهيد لقبول زرع الشريحة. هذه الخطة تطوير محسَّن لخطة بيل جيتس بشأن كورونا، ففى البداية أثاروا فزع العالم بوجود المرض الذى سيقضى على البشرية!! وحبسوا العالم شهوراً وأعلنوا أنه لن يكون هناك لقاح أو مصل قبل سنتين، وهذا قمة التشويق للناس لكى يتلهفوا انتظاراً للإنقاذ، وبالفعل بعدما أُعلن عن إتاحة اللقاح تهافت عليه الناس فى كل مكان وأجبرت الحكومات من لم يتهافت على اللقاح ريبة وشكاً فى أغراضه على الخضوع للقاح، وحقق المستعمرون والرأسماليون المتوحشون أهدافهم بكل دقة، وصار ثلاثة أرباع العالم مهدَّدين بالموت بعدما تم تحطيم أجهزة المناعة ولن يعيش إلا القوى جداً، ولننظر حولنا فى حجم الوفيات اليومى وهل كان هو نفسه المعدل فى السنوات السابقة؟!مسألة الشريحة قدمتها أفلام سينمائية من قبل باعتبارها خيالاً علمياً، وفى أحدها تمكّن صاحب الشركة التى تسيطر على الشريحة من أن يجعل الناس فى كنيسة يقتلون بعضهم جميعاً دون أن يفلت واحد منهم. الآن تقدَّم شريحة ماسك باعتبارها إنقاذاً للبشرية من خطر الذكاء الاصطناعى وطوق نجاة للشفاء من أمراض تستعصى على الإنسان، خاصة أمراض العمود الفقرى والشلل والعمى، وكلها أمراض يحلم البشر بالتغلب عليها، وهو ما تقدمه لهم شريحة ماسك المنقذة للبشرية، وبالتالى سيرحب الناس بتركيب الشريحة من أجل صحتهم وتطوير قدراتهم على التعلم والاستيعاب والتواصل مع الآخرين وتبادل الخواطر بدون كلام.من المؤكد أن رجال الدين سيكون لهم رأى فى هذه الشريحة التى يمكن أن تتسبب فى قيام ملايين البشر بتغيير دينهم وعقائدهم السياسية والأخلاقية بناء على ما ستمليه عليهم الشريحة، تلك القطعة من المعدن التى ألغت الجيوش والحاجة إليها.

المصدر
الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى