قصة الشاب الذي أنقذ فتاة من الانتحار ثم مات
الترند العربي – القاهرة
وسط تواجد المئات من الأشخاص في عزاء الشاب «أحمد»، ضحية إنقاذ فتاة من الغرق، بعدما ألقت بنفسها في مياه ترعة الإسماعيلية بمنطقة مسطرد في مصر، أطلقت والدته الزغاريد داخل المنزل، في حالة هستيرية وحزن، مُردِّدة: «عريس الجنة.. مات شهيد» على ما قدمه من شهامة يتحاكى بها الجميع في المنطقة، كما أوضحت جريدة البيان.
الشاب أحمد هاني، عمره لا يتجاوز 18 عامًا، أطلق عليه الأهالي «شهيد الشهامة» بعد وفاته غرقًا، فيما شهد عزاؤه المقام أمام منزل الأسرة بمنطقة مسطرد حكايات عن بطولته، بعدما أنقذ فتاة ألقت بنفسها في مياه ترعة الإسماعيلية بمسطرد، محاولة الانتحار، بينما هو لقي مصرعه.
وسط المئات الذين حضروا لتقديم واجب العزاء، جلس «يوسف»، شقيق الضحية، يحكى للجميع قائلًا: «أخويا عاش راجل ومات شهيد.. كنّا بنفطر مع بعض قدام الكافيه اللي شغالين فيه، فلمح فتاة رمت نفسها في الترعة وسط الميّه، والناس كلها كانت واقفة بتتفرج وتضرب كف بكف».
(أحمد) ما فكرش ثواني، خد قراره فورًا.. وقف على مركب صيد، وأخد دفعته، ورمى نفسه وسط الميّه، وأنقذ البنت لبر أمان بحيث الناس تعرف تشدها، لكن حدث ما لم يتوقعه الجميع وانقلب الموقف تمامًا.. (أحمد) فضل يضرب على المَيّه بإيديه وغرق ومات».. يضيف «يوسف».
تدمع عينا «يوسف» حين يسرد تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة أخيه، ويتابع: «بعد خروج الفتاة من المياه، صرخ الأهالي مرددين: (مش دي البنت اللي رمت نفسها برضه الأسبوع اللي فات، وكانت مقطّعة شرايين إيديها؟!)».
محمد رمضان، صديق الضحية، يروى لحظات ما قبل الحادث بقوله: «(أحمد) اتصل بي وقالي: تعالى لازم تفطر معايا كأنه يودعني، وبالفعل ذهبت إلى الكافيه الذي يعمل به، وأول ما قطمت لقمة من الأكل (أحمد) شاف البنت رمت نفسها في الميّه، وبدون تفكير رمى نفسه وراها وسط الميّه وطلّعها، لكن بقى ماسك فيها لأنه مكانش قادر يتحرك، وجاله زي شدّ في رجليه، وواحد من الشباب جاب حبل وشد البنت وطلعت برة، بس جه يشد (أحمد) لقى الميّة عمالة تسحب فيه وماقدرش يقاوم معاها».
وأضاف: «الغواصون وصلوا بعد نحو الساعتين وانتشلوا جثمان (أحمد)، وصرحت النيابة العامة بدفن الجثمان، ونُقلت الفتاة إلى المستشفى، وتحفظت عليها أجهزة الأمن».
والدة «أحمد» تقول بحزن بالغ: «كان ينوى الارتباط من فتاة، وعشان كده قلت عليه: عريس الجنة، وكان فيه أنوار ملونة قدام بيتنا رفضت إن الناس تشيلها يوم الوفاة، وقلت لهم: ابني عريس والنهارده زفافه».
تفخر الأم ببطولة ابنها، وتقول: «إبنى نزل في الميّه بهدومه، وسبحان الله الميّه خدته وسابت البنت وهي عايشة دلوقتي كويس، أنا ببكي على حنيّته اللي مش هتتعوض، كان مخصص لي مصروف كل أسبوع من شغله وما بيبخلش علىَّ بشيء، قلبي وربى راضيين عنه».