كوْنٌ بنا انطوى
فاطمة العدلاني
كون انطوى العالم بأَكمله داخلي..
لا اشبه أحدا ولا أحد يشبهني.. أشعر وكأنها مزحه حين قالوا إن لي تسعة وثلاثين شبيها على الكوكب!
كأن شيئا داخلي يتسائل من يشبهني وأنا كوكب بمفردي …كَوْن بطرقه ووديانه وبحاره وجباله.. كَوْن بأكمله لا أدري أتائها بي أم تائهه به.
يقضي الانسان عمره بأكمله تائها إذا لم يتجرأ على أخذ خطوة ما وإذا اتخذها قضى باقي عمره نادما وكأنه حتم عليه خوض التجربة ليعيش.
وكيف يدر بتوهتك أحدهم وكوكبه غير كوكبك! سماؤه وأرضه لا تشبه سماؤك وأرضك! وما بينهما عمرا وأحلاما وأماني ويأسا وضجرا وصدى صوت أبيك ونصائح أمك وبكاؤك بمفردك وقوتك أمامهم طريقا سلكته بإرادتك فكان عُمرا لك وطريقا جُبرت عليه فكان صخبا. عليك
كيف يدر أَحدنا بالأَخر!
تُرى أيدر الهواء العابر بالنار من الخارج سوى التأذي بحرارة الجو! هكذا تبدو لهم عند حزنك!
ثق بنفسك ثقة تكفي لهدم اراء من يريد هزمها..
افعل ما تفخر به ليكفي بك غرورا إن استطعت..
لا تلهو يوما في شبابك فتظن في شيبتك فوات فرصة منك..
لا تقدم خطوة في أمرا لست مقتنعا به وان أجمع عليه من حولك.. ولا تقف عن أمرا يجدي بك رضا داخليا ولو رفضه العالم ما دمت لا تؤذي أحدًا..
أقف طويلا عند قولهم “لم تكن الأول ولن تكون الأخير”!
عن اقتناع تام أنني لن أكون الأخير بالطبع وكيف وهو احتمال بعيد للغاية ولكن ولم لا أن أكون الأول!
هل يستحيل أن أصل لمن لم يصل اليه أحد!
هل يصعب أن أتفرد بصميم مختلف في الفكر والرأي في القوة في البحث في التقصي في السلوك في القناعة وفي الحياة! مقولة لو سلم بها كل البشر ما هَمّ أَحدهم بفعل جديد!
أتسائلت من قبل كيف وصل الأول؟! سأخبرك.. هو فقط علم أنه سيستطيع فاستطاع.. وثق بنفسه ورأَي بها خيرًا..
صدق نفسك وارفع سقف قدراتها واعمل عليها..
قف بمفردك..
لا تنتظر متكئا..
أنر ما انطفا بك دون منيرا…
لا تعش بالأمس وقد ذهب..
وتترك اليوم وقد أتى..
لا تنتظر الغد وفي قبضة يدك اليوم..
لا تفعل لثناء ولا تترك لذم..
لا تكن لتكون ارضائا..
أنت كوْن بمفردك وفيك انطوى العالم الأكبر.
ابحث به ستجد نفسك الحقيقية..
ستجد دعما وثناءً ورضًا عن نفسك..
تعلم أن تبقى أنت كما أنت..
صفق بيد واحدة.. أنت كَوْن وبك انطوى العالم الأَكبر.