دفء قاتل في الشتاء.. تحذير صحي عاجل من إشعال الحطب داخل الأماكن المغلقة
الترند العربي – متابعات
مع دخول فصل الشتاء وتراجع درجات الحرارة في عدد من مناطق المملكة، تعود مشاهد الجلسات الشتوية إلى الواجهة، ويتزايد الإقبال على إشعال الحطب بوصفه أحد أبرز مظاهر الدفء والأجواء التقليدية، إلا أن هذا المشهد الذي يبدو آمنًا ومألوفًا يخفي خلفه مخاطر صحية جسيمة، دفعت تجمع القصيم الصحي إلى إطلاق تحذير عاجل من إشعال الحطب داخل الأماكن المغلقة، مؤكدًا أن هذه الممارسة قد تهدد السلامة الصحية وتعرض الأرواح للخطر.
تحذير صحي في توقيت حساس
جاء تحذير تجمع القصيم الصحي في توقيت يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في استخدام وسائل التدفئة التقليدية، سواء داخل المنازل أو المجالس أو الخيام، مع سعي كثيرين للهروب من برودة الطقس، وهو ما يجعل الرسالة الصحية أكثر إلحاحًا، خاصة في ظل تسجيل حالات اختناق وتسمم خلال مواسم الشتاء السابقة بسبب سوء التهوية أو الاعتماد على مصادر تدفئة غير آمنة.

الدخان ليس مجرد إزعاج مؤقت
أوضح التجمع أن الدخان الناتج عن احتراق الحطب لا يقتصر تأثيره على التسبب في رائحة غير مرغوبة أو تهيج بسيط في العينين، بل يحتوي على جسيمات دقيقة ومواد ضارة تدخل مباشرة إلى الجهاز التنفسي، وتؤثر على الرئتين بطرق قد تكون تراكمية وخطيرة، خصوصًا عند التعرض المستمر داخل أماكن مغلقة أو سيئة التهوية.
أول أكسيد الكربون الخطر الصامت
من أخطر ما ينتج عن إشعال الحطب في الأماكن المغلقة انبعاث غاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز عديم اللون والرائحة، ما يجعله غير قابل للاكتشاف بالحواس البشرية، ويزيد من خطورته أنه قد يتراكم في الهواء دون أن يشعر به الموجودون، حتى يصل إلى مستويات سامة تهدد الحياة خلال فترة قصيرة.

كيف يؤثر الغاز على جسم الإنسان؟
عند استنشاق أول أكسيد الكربون، يرتبط الغاز بخلايا الدم المسؤولة عن نقل الأكسجين، ما يؤدي إلى تقليل كمية الأكسجين التي تصل إلى الأعضاء الحيوية، ومع استمرار التعرض يبدأ الجسم في إظهار أعراض مثل الصداع والدوخة والغثيان والإجهاد، وقد تتطور الحالة إلى فقدان الوعي أو الاختناق في الحالات الشديدة.
الأطفال في دائرة الخطر
يُعد الأطفال من أكثر الفئات عرضة لمخاطر الدخان وغازات الاحتراق، نظرًا لصغر حجم رئاتهم وسرعة معدل تنفسهم مقارنة بالبالغين، ما يعني أنهم يستنشقون كمية أكبر نسبيًا من الهواء الملوث خلال نفس الفترة الزمنية، وهو ما قد يسبب لهم مشكلات تنفسية حادة أو مضاعفات صحية مفاجئة.

مرضى الربو والحساسية
بالنسبة لمرضى الربو والحساسية الصدرية، فإن التعرض لدخان الحطب قد يكون كافيًا لإثارة نوبة حادة، إذ يؤدي الدخان إلى تهيج الشعب الهوائية وزيادة الالتهاب، ما يسبب ضيقًا في التنفس وسعالًا متكررًا، وقد يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا في بعض الحالات.
كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة
لا تقل المخاطر على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، خاصة أمراض القلب والرئة، حيث إن نقص الأكسجين الناتج عن استنشاق أول أكسيد الكربون يضع عبئًا إضافيًا على القلب، وقد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية أو حدوث مضاعفات خطيرة يصعب تداركها.

الأماكن المغلقة بيئة مثالية للخطر
تزداد خطورة إشعال الحطب داخل الأماكن المغلقة بسبب ضعف التهوية، إذ يمنع غياب تدفق الهواء تجديد الأكسجين وطرد الغازات السامة، ومع إغلاق النوافذ والأبواب بهدف الاحتفاظ بالدفء، تتحول الغرفة أو المجلس إلى بيئة خانقة ترتفع فيها نسبة الملوثات بسرعة.
الخيام والمجالس الشتوية
في كثير من الجلسات الشتوية، خاصة داخل الخيام أو الاستراحات، يُغلق المكان بالكامل لتوفير الدفء، ويتم إشعال الحطب في المنتصف، دون مراعاة كافية للتهوية، وهو سيناريو وصفه مختصون بأنه من أخطر أنماط الاستخدام، نظرًا لاحتمالية تراكم الغازات بشكل سريع وغير ملحوظ.
الخطر أثناء النوم
من أخطر الممارسات إشعال الحطب داخل مكان مغلق أثناء النوم، إذ يكون الإنسان أقل قدرة على ملاحظة الأعراض التحذيرية المبكرة، وقد يفقد الوعي دون أن يشعر بالخطر، وهو ما يجعل هذه الممارسة سببًا رئيسيًا في حوادث الاختناق والتسمم خلال فصل الشتاء.
أعراض لا يجب تجاهلها
شدّد تجمع القصيم الصحي على أن ظهور أعراض مثل الصداع المفاجئ، أو الدوخة، أو الغثيان، أو ضيق التنفس داخل مجلس أو غرفة يوجد بها حطب مشتعل، يجب التعامل معه كحالة طارئة، والخروج فورًا إلى الهواء الطلق، وعدم الاستهانة بهذه العلامات.
التهوية خط الدفاع الأول
أكد التجمع أن التهوية الجيدة تُعد العامل الأهم في تقليل المخاطر، إذ يساعد تجديد الهواء على خفض تركيز الدخان والغازات السامة، ومع ذلك شدد على أن التهوية وحدها لا تجعل إشعال الحطب داخل الأماكن المغلقة آمنًا، بل تقلل فقط من مستوى الخطر.
أجهزة كشف أول أكسيد الكربون
من بين أبرز التوصيات التي شدد عليها تجمع القصيم الصحي، أهمية تركيب أجهزة كشف أول أكسيد الكربون داخل المنازل والمجالس، إذ تعمل هذه الأجهزة على إطلاق إنذار مبكر عند ارتفاع مستوى الغاز، ما يتيح فرصة التدخل السريع قبل حدوث مضاعفات خطيرة.
التصرف السريع ينقذ الأرواح
في حال الاشتباه بوجود تسمم أو اختناق، يجب إطفاء مصدر النار فورًا، وفتح النوافذ والأبواب، وإخراج جميع الموجودين إلى مكان مفتوح، مع طلب المساعدة الطبية عند ظهور أي أعراض، فالتأخير قد يؤدي إلى تدهور سريع في الحالة الصحية.
مفاهيم خاطئة حول أمان الحطب
لا يزال بعض الأشخاص يعتقدون أن الحطب أقل خطورة من غيره لكونه مادة طبيعية، إلا أن المختصين يؤكدون أن الخطر لا يكمن في نوع الوقود، بل في نواتج الاحتراق وظروف الاستخدام، فكل عملية احتراق في مكان مغلق قد تنتج غازات سامة تهدد الصحة.
بدائل أكثر أمانًا للتدفئة
دعا تجمع القصيم الصحي إلى استخدام وسائل تدفئة أكثر أمانًا ومعتمدة، مع الالتزام بإرشادات السلامة الخاصة بها، مشيرًا إلى أن الوقاية تبدأ من اختيار الوسيلة المناسبة، وعدم المجازفة باستخدام مصادر تدفئة تقليدية داخل أماكن غير مهيأة.
التوازن بين الدفء والسلامة
أكد التجمع أن الاستمتاع بأجواء الشتاء لا يعني تجاهل معايير السلامة، بل يتطلب وعيًا أكبر بالمخاطر المحتملة، واتخاذ خطوات بسيطة تحمي الأرواح، مثل اختيار المكان المناسب، وضمان التهوية، ومراقبة الفئات الأكثر عرضة للخطر.
مسؤولية مجتمعية مشتركة
حمّل تجمع القصيم الصحي أفراد المجتمع مسؤولية الالتزام بالإرشادات الوقائية، معتبرًا أن نشر الوعي وتبادل المعلومات الصحيحة بين أفراد الأسرة والمجتمع يسهم في تقليل الحوادث المرتبطة بسوء استخدام وسائل التدفئة خلال موسم الشتاء.
رسالة أخيرة مع اشتداد البرد
مع اشتداد موجات البرد، تتجدد الدعوة لعدم الاستهانة بتحذيرات الجهات الصحية، فالدقائق التي يوفرها إشعال الحطب داخل مكان مغلق قد تتحول إلى خطر داهم، بينما الالتزام بإجراءات السلامة يضمن شتاءً دافئًا وآمنًا للجميع.
هل إشعال الحطب داخل غرفة مع فتح نافذة آمن؟
لا، يظل الخطر قائمًا حتى مع فتح النوافذ، لأن التهوية قد لا تكون كافية لطرد الغازات السامة بالكامل.
ما أخطر غاز ينتج عن احتراق الحطب؟
غاز أول أكسيد الكربون، لكونه عديم اللون والرائحة وقد يسبب تسممًا يهدد الحياة.
من أكثر الفئات عرضة للخطر؟
الأطفال، ومرضى الربو، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.
ما أول إجراء عند الشعور بالدوخة أو ضيق التنفس؟
الخروج فورًا إلى الهواء الطلق وإطفاء مصدر الاحتراق وطلب المساعدة الطبية عند الحاجة.
هل تركيب أجهزة كشف أول أكسيد الكربون ضروري؟
نعم، لأنها توفر إنذارًا مبكرًا يساعد على التدخل السريع وحماية الأرواح.
اقرأ أيضًا: الفضة تكسر حاجز التاريخ.. قفزة غير مسبوقة فوق 80 دولارًا تعيد رسم خريطة المعادن النفيسة


