منوعات

«الظل الذكي» يحسم التحدي الأكبر عالميًا.. جامعة الملك عبدالعزيز تتصدر هاكاثون أبشر طويق وتقدّم نموذجًا جديدًا لسلامة رجال الأمن

الترند العربي – متابعات

في إنجاز تقني جديد يُضاف إلى سجل الابتكار الوطني، انتزعت جامعة الملك عبدالعزيز المركز الأول في هاكاثون أبشر طويق، أكبر هاكاثون تقني في العالم والمُسجّل رسميًا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك عبر مشروع «الظل – The Shadow»، الذي طوّره الدكتور عبدالعزيز الجهني وفريقه من كلية الحاسبات وتقنية المعلومات برابغ، وسط مشاركة قياسية تجاوزت 4,100 متسابق وأكثر من 2,100 مشروع، وتحت إشراف وتقييم أكثر من 300 محكّم من الخبراء والمتخصصين.

الفوز لم يكن مجرد تتويج لمشروع تقني متقن، بل كان إعلانًا واضحًا عن نضج التجربة السعودية في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها المنظومة الأمنية، عبر حلول ذكية تتجاوز المفهوم التقليدي للتقنية، وتدخل مباشرة في قلب الميدان.

هاكاثون أبشر طويق.. ساحة الابتكار الأكبر عالميًا

هاكاثون أبشر طويق لم يكن فعالية تقنية عادية، بل منصة عالمية ضخمة جمعت آلاف العقول الشابة والخبرات الأكاديمية والمهنية في بيئة تنافسية عالية المستوى. تسجيل الحدث في موسوعة غينيس كأكبر هاكاثون في العالم منح المنافسة بُعدًا استثنائيًا، وجعل الوصول إلى المراكز الأولى إنجازًا بحد ذاته.

في هذا السياق، برز مشروع «الظل» بوصفه أحد أكثر الحلول نضجًا وتأثيرًا، بعدما استطاع الجمع بين العمق التقني، والبعد التطبيقي، والملاءمة المباشرة لاحتياجات العمل الأمني الميداني.

«الظل الذكي» يحسم التحدي الأكبر عالميًا.. جامعة الملك عبدالعزيز تتصدر هاكاثون أبشر طويق وتقدّم نموذجًا جديدًا لسلامة رجال الأمن
«الظل الذكي» يحسم التحدي الأكبر عالميًا.. جامعة الملك عبدالعزيز تتصدر هاكاثون أبشر طويق وتقدّم نموذجًا جديدًا لسلامة رجال الأمن

مشروع «الظل».. مفهوم يتجاوز التطبيق

مشروع «الظل – The Shadow» لا يقدّم مجرد أداة تقنية، بل يطرح مفهوم «الظل الرقمي الذكي» لرجل الأمن، وهو نموذج افتراضي يعتمد على إنترنت الأشياء وتقنيات التعلّم العميق، ليعمل كامتداد ذكي للعناصر الميدانية في البيئات الخطرة.

هذا «الظل الرقمي» يتيح قراءة آنية للبيئة المحيطة، وتحليل المعطيات الميدانية لحظيًا، ودعم متخذ القرار بمعلومات دقيقة في الوقت المناسب، ما يسهم في رفع مستوى الوعي الميداني، وتقليل المخاطر، وتعزيز السلامة الشخصية أثناء أداء المهام.

كيف يعمل «الظل» على أرض الواقع؟

يعتمد المشروع على ربط مجموعة من الحساسات الذكية وتقنيات إنترنت الأشياء، مع خوارزميات تعلّم عميق قادرة على تحليل البيانات المتدفقة من الميدان. هذه البيانات تشمل معطيات الموقع، والحركة، والبيئة المحيطة، والسيناريوهات المحتملة، ليتم تحويلها إلى مؤشرات ذكية تُعرض بشكل مبسّط وسريع.

الهدف ليس استبدال العنصر البشري، بل دعمه بقدرة تحليلية فائقة، تمنحه «عينًا رقمية» إضافية تساعده على اتخاذ القرار السليم في أجزاء من الثانية، خاصة في المواقف التي لا تحتمل الخطأ.

«الظل الذكي» يحسم التحدي الأكبر عالميًا.. جامعة الملك عبدالعزيز تتصدر هاكاثون أبشر طويق وتقدّم نموذجًا جديدًا لسلامة رجال الأمن
«الظل الذكي» يحسم التحدي الأكبر عالميًا.. جامعة الملك عبدالعزيز تتصدر هاكاثون أبشر طويق وتقدّم نموذجًا جديدًا لسلامة رجال الأمن

السلامة الميدانية في قلب الفكرة

ما ميّز مشروع «الظل» في نظر المحكّمين، هو تركيزه الواضح على السلامة الميدانية، وهي إحدى أكثر القضايا حساسية في العمل الأمني. المشروع صُمم ليكون أداة وقائية بالدرجة الأولى، تقلل من تعرّض رجال الأمن للمخاطر، وتدعمهم في البيئات المعقّدة، سواء كانت مواقع مزدحمة، أو مناطق ذات طبيعة جغرافية صعبة، أو سيناريوهات تتطلب استجابة سريعة.

هذا البعد الإنساني، إلى جانب التفوق التقني، منح المشروع أفضلية واضحة في سباق المنافسة.

عبدالعزيز الجهني.. قيادة أكاديمية بروح ابتكارية

الدكتور عبدالعزيز الجهني، من كلية الحاسبات وتقنية المعلومات برابغ، لم يخفِ فخره بهذا الإنجاز، معتبرًا أن تمثيل جامعة الملك عبدالعزيز في هذا المحفل الوطني مسؤولية كبيرة واعتزازًا في الوقت ذاته.

الجهني أشار إلى أن المشاركة في هاكاثون بهذا الحجم مكّنت الفريق من إبراز إمكاناتهم الابتكارية ضمن بيئة وطنية احترافية، تعكس حجم الدعم الذي توليه المملكة للتحول الرقمي، وتشجّع على تحويل الأفكار البحثية إلى حلول عملية قابلة للتطبيق.

دعم الجامعة.. ركيزة أساسية للنجاح

أحد العوامل التي توقف عندها الجهني كان الدعم المتواصل الذي حظي به الفريق من إدارة جامعة الملك عبدالعزيز. هذا الدعم لم يكن معنويًا فقط، بل شمل توفير البيئة الأكاديمية المحفّزة، والتمكين البحثي، وتشجيع المشاركة في المنصات الوطنية الكبرى.

هذا النموذج من التكامل بين الجامعة والفعاليات الوطنية التقنية يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تحويل الجامعات إلى حاضنات ابتكار حقيقية، لا تكتفي بالتدريس، بل تسهم بفاعلية في حل التحديات الوطنية.

من هاكاثون إلى منظومة تطبيقية

الفوز بالمركز الأول لا يعني نهاية الرحلة بالنسبة لمشروع «الظل»، بل بدايتها. الجهني أكد أن هذا الإنجاز يشكّل حافزًا قويًا لمواصلة تطوير المشروع والعمل على تبنيه مستقبلًا، بما يسهم في دعم المنظومة الأمنية بشكل عملي.

التحول من نموذج أولي إلى تطبيق ميداني متكامل يتطلب شراكات، واختبارات موسعة، وتطويرًا مستمرًا، وهي مراحل تبدو متاحة في ظل الاهتمام الرسمي المتزايد بالحلول الذكية.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن

مشروع «الظل» يأتي في سياق أوسع تشهده المملكة، حيث بات الذكاء الاصطناعي عنصرًا محوريًا في تطوير القطاعات الحيوية، ومن بينها الأمن. الاعتماد على البيانات، والتحليل التنبؤي، والأنظمة الذكية، لم يعد ترفًا تقنيًا، بل ضرورة لمواجهة التحديات المعاصرة.

في هذا الإطار، يمثّل «الظل» نموذجًا عمليًا لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة، تضع الإنسان في مركز العملية، وتستخدم التقنية لتعزيز قدراته لا لاستبداله.

هاكاثونات الابتكار.. من التنافس إلى التأثير

ما يميز هاكاثون أبشر طويق هو انتقاله من فكرة المنافسة السريعة إلى صناعة التأثير طويل المدى. المشاريع المتوّجة ليست مجرد أفكار لامعة، بل حلول قابلة للتطوير والتبني، وهو ما يمنح هذه الفعاليات قيمة استراتيجية تتجاوز أيام انعقادها.

فوز جامعة الملك عبدالعزيز يؤكد أن الاستثمار في هذه المنصات يثمر عن حلول حقيقية، ويكشف عن طاقات وطنية قادرة على الابتكار في أعلى المستويات.

رؤية 2030.. الابتكار كخيار استراتيجي

الإنجاز الذي حققه مشروع «الظل» يتقاطع بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع التحول الرقمي، والابتكار، وتوطين التقنية في صميم أولوياتها.

دعم المشاريع التي تخدم الأمن، وترفع كفاءة الأداء، وتعزز السلامة، يعكس فهمًا عميقًا لدور التقنية في بناء مجتمع آمن ومستدام، وهو ما يجعل هذا الفوز أكثر من مجرد نجاح أكاديمي.

رسالة إلى طلاب الجامعات

قصة «الظل» تحمل رسالة واضحة لطلاب الجامعات السعودية: الأفكار البحثية يمكن أن تتحول إلى حلول وطنية مؤثرة، إذا ما وُجدت البيئة الداعمة، والجرأة على المشاركة، والاستعداد للعمل ضمن فرق متعددة التخصصات.

الهاكاثونات لم تعد فعاليات جانبية، بل منصات حقيقية لاكتشاف المواهب، وربطها مباشرة باحتياجات الدولة.

جامعة الملك عبدالعزيز.. حضور متجدد في المشهد التقني

بهذا الفوز، تعزز جامعة الملك عبدالعزيز موقعها كإحدى أبرز الجامعات السعودية في مجال الابتكار التقني، مؤكدة أن حضورها لا يقتصر على التصنيفات الأكاديمية، بل يمتد إلى ساحات المنافسة الوطنية والعالمية.

المشاركة الفاعلة في هاكاثونات بهذا الحجم تعكس تطور المناهج، ونضج البيئة البحثية، وقدرتها على مواكبة التحولات التقنية المتسارعة.

الظل.. اسم يحمل دلالة عميقة

اختيار اسم «الظل» لم يكن عشوائيًا. الظل هو ما يرافقك دائمًا دون أن يعيقك، يحميك دون أن يفرض حضوره. هذه الفلسفة تنسجم تمامًا مع فكرة المشروع، الذي يسعى لأن يكون دعمًا ذكيًا غير مرئي، يرافق رجل الأمن في الميدان، ويمنحه أمانًا إضافيًا دون أن يثقله بتعقيد تقني.

منصة وطنية بعقول سعودية

ما يلفت في هذا الإنجاز أنه ثمرة عقول سعودية، عملت ضمن منصة وطنية، لحل تحديات وطنية. هذا التكامل بين العقول والمنصات والأهداف يعكس مرحلة جديدة من العمل التقني في المملكة، عنوانها الثقة بالكفاءات المحلية.

ما بعد الفوز.. التحدي الحقيقي

التحدي الحقيقي أمام فريق «الظل» يبدأ بعد الفوز. الحفاظ على الزخم، وتطوير المشروع، وإقناع الجهات المعنية بتبنيه، وتحويله إلى أداة فاعلة على الأرض، كلها مراحل تحتاج إلى دعم مستمر، وإدارة دقيقة، ورؤية واضحة.

لكن المؤشرات الأولية توحي بأن المشروع يمتلك المقومات التي تؤهله للانتقال من فكرة فائزة إلى حل وطني معتمد.

ما هو مشروع «الظل»؟
هو نموذج تقني يعتمد على إنترنت الأشياء والتعلّم العميق لبناء «ظل رقمي ذكي» يدعم رجال الأمن ميدانيًا ويعزز السلامة واتخاذ القرار.

من طوّر المشروع؟
الدكتور عبدالعزيز الجهني وفريقه من كلية الحاسبات وتقنية المعلومات برابغ بجامعة الملك عبدالعزيز.

في أي فعالية فاز المشروع؟
في هاكاثون أبشر طويق، أكبر هاكاثون تقني في العالم والمسجّل في موسوعة غينيس.

كم بلغ عدد المشاركين في الهاكاثون؟
أكثر من 4,100 متسابق و2,100 مشروع، مع تقييم من أكثر من 300 محكّم.

ما أهمية هذا الفوز؟
يعكس نضج الابتكار التقني الوطني، وقدرة الجامعات السعودية على تقديم حلول ذكية تخدم الأمن وتتماشى مع رؤية المملكة 2030.

اقرأ أيضًا: «محمد صلاح جديد» يشعل أنفيلد.. لماذا فجّر فيديريكو كييزا غضب جماهير ليفربول من سلوت؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى