رياضةمنوعات

“ليالي الدرعية” و”سوق الموسم” يعيدان صياغة المشهد الثقافي في “موسم الدرعية” 2025 – 2026

الترند العربي – متابعات

يُعد موسم الدرعية احتفالًا سنويًا يضع الدرعية التاريخية في قلب المشهد الثقافي والاجتماعي والإبداعي، بوصفه منصة شاملة تعكس مكانتها باعتبارها مهد الدولة السعودية الأولى، ويعيد تقديم إرثها العريق للجمهور من خلال برامج وعروض وتجارب عالمية المستوى، تُبرز العمق التاريخي للمنطقة وتواكب في الوقت ذاته تطلعات الجمهور المعاصر.

ويرتكز موسم الدرعية 2025 – 2026 على البرامج الثقافية باعتبارها محورًا رئيسيًا، حيث يُقدم أكثر من عشرة برامج وفعاليات متنوعة تشمل معارض تاريخية، وبرامج تفاعلية، وتجارب طعام مبتكرة، وعروضًا حيّة، وورش عمل، جميعها تعكس قيم الدرعية التاريخية ورؤيتها الثقافية.

ويجسّد شعار الموسم هذا العام “عزك وملفاك” المكانة التي تحتلها الدرعية في وجدان السعوديين، إذ يعبّر “العز” عن الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية، بينما يشير “الملفى” إلى المكان الجامع الذي يحتضن الجميع ويرحب بهم، في انعكاس مباشر لقيم الحفاوة والضيافة السعودية الأصيلة.

ليالي الدرعية… تجربة ثقافية راقية تجمع الأصالة والانفتاح

تُعد “ليالي الدرعية” من أبرز برامج موسم الدرعية 25/26، وتقام في حي المريّح التاريخي الذي شكّل أحد المراكز الزراعية والثقافية المهمة في الدولة السعودية الأولى، في أجواء تستلهم روح المكان، وتعكس مفهوم التوازن بين الأصالة والانفتاح الثقافي.

وتحتفي “ليالي الدرعية” بتاريخ المنطقة بوصفها ملتقى حضاريًا ومكانًا للتبادل الثقافي والاجتماعي، مع إعادة تصوّر هذا الإرث ليواكب تطلعات الزائر المعاصر، ويعكس عمق الروابط الاجتماعية وتقاليد الضيافة التي عُرفت بها الدرعية عبر تاريخها.

وتُقدم التجربة للزوّار مزيجًا راقيًا يجمع بين المذاقات الفاخرة، والموسيقى الحيّة، والفنون الاستعراضية، من خلال دمج فنون الطهي المحلية والعالمية بعناصر مستوحاة من تراث الدرعية، وسط حضور لعدد من أبرز العلامات التجارية في قطاع المأكولات والمشروبات.

ويستمتع الزوّار بإبداعات طهي متنوعة، ويكتشفون الحِرف اليدوية التقليدية، ويشاهدون عروضًا حيّة تعزز مشاعر الفخر والاعتزاز، وتحتفي بالتراث والثقافة الوطنية، في تجربة تُبرز البعد الثقافي للدرعية بلغة معاصرة.

وتضم “ليالي الدرعية” مجموعة من المطاعم والمقاهي التي تحضر للمرة الأولى في المملكة، من بينها مطعم “زفيرينو” بأطباقه الإيطالية الأصيلة، ومطعم “بيبي” بنكهات المطبخ الهندي المبتكرة، ومطعم “آلايا” الذي يجمع بين المطبخ الشرق أوسطي ومطبخ البحر الأبيض المتوسط.

كما تشمل التجربة مطعم “963” القادم من برلين، والذي يحتفي بتنوع الثقافات ويقدّم المذاقات بأسلوب مبتكر، إلى جانب حضور “عريش النخيل” و**”شاهنامه”** المعروف بتقديم الأطباق الفارسية التقليدية، فضلًا عن “مزرعة باركرز” بتجربتها المصممة خصيصًا لليالي الدرعية، ومقهى “بولود” المستلهم من الطراز الفرنسي الكلاسيكي القديم، إضافة إلى مجموعة من تجارب الطعام المحلية والعالمية الفريدة.

سوق الموسم… ذاكرة الدرعية التجارية بروح ثقافية معاصرة

في منطقة الطوالع التاريخية، يبرز “سوق الموسم” كأول برامج موسم الدرعية 25/26، في موقع يُعد من أهم المناطق المرتبطة بتاريخ الدرعية التجاري والثقافي عبر العصور، حيث استهل حضوره بأجواء “النِجْناج” التي أعادت للأذهان صورة الأسواق النجدية القديمة وما كانت تمثّله من حركة اجتماعية وتجارية نابضة بالحياة.

ويجذب السوق زوّاره بتنوعه الثقافي، خاصة مع الاحتفاء بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية واليابان، حيث تبرز ثقافة كيوتو اليابانية بمزيجها الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكارات الحديثة، في صورة ثقافية مشتركة تعكس عمق العلاقات بين البلدين.

وتتداخل في السوق رموز الثقافتين، من سيوف الكاتانا اليابانية إلى البشت السعودي المصنوع من أفخم الأقمشة اليابانية، في مشهد بصري وثقافي يعكس الاحترام المتبادل والتبادل الحضاري بين الشعبين.

ويُقدم “سوق الموسم” تجربة ثقافية شاملة تمزج بين الضيافة والتقاليد والفنون، حيث يخوض الزائر رحلة عبر الزمن من خلال العروض الحيّة، وورش العمل المتنوعة التي تشمل الحفر على الخشب، والرسم، وتعلّم اللغة اليابانية، إلى جانب تقديم القهوة السعودية والماتشا اليابانية في مشهد ثقافي متكامل.

ويحظى الأطفال والعائلات بحضور بارز داخل السوق، مع تخصيص منطقة واسعة للألعاب الشعبية من الثقافتين السعودية واليابانية، تتيح للصغار التعرّف على الألعاب التقليدية وأساليب لعبها، إضافة إلى ورش مبسطة لتعليم الحِرف اليدوية والمهارات الفنية المناسبة للأطفال، وأنشطة عائلية تعزز المشاركة الجماعية والتعلم بأسلوب تفاعلي.

ويُشكّل اختيار منطقة الطوالع لإقامة “سوق الموسم” عنصرًا محوريًا في إبراز هوية الدرعية التاريخية والثقافية، نظرًا لارتباطها التاريخي بالحركة التجارية والزراعية على ضفاف وادي حنيفة، ودورها كمحطة رئيسية للقوافل والمسافرين في زمن الدولة السعودية الأولى، وهو دور يستعيده الموسم اليوم بروح معاصرة تجمع بين التاريخ والأنشطة الثقافية الحديثة.

ويُتوقع أن يشهد سوق الموسم إقبالًا متزايدًا في ظل تنوع برامجه الثقافية اليومية، واتساع الاهتمام بالفعاليات المشتركة بين السعودية واليابان، ليبقى أحد أبرز وجهات الموسم للعائلات والزائرين من مختلف الثقافات، معززًا مكانة الدرعية كوجهة عالمية للتراث والتبادل الحضاري، ومتسقًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تعزيز حضور المملكة على خارطة الثقافة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى