من حضرموت إلى ريف دمشق… عطاء سعودي لا يتوقّف يغيّر حياة الآلاف
الترند العربي – متابعات
يمتدّ العمل الإنساني السعودي في واحدة من أكثر مراحله تأثيرًا، متجاوزًا حدود الجغرافيا ومعلَنًا حضورًا فاعلًا في اليمن وسوريا عبر مشاريع طبية وغذائية متواصلة يقودها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وفي وقت تزداد فيه التحديات الإنسانية تعقيدًا، تبرز المملكة كقوة إغاثية محورية تمنح المجتمعات المتضررة متنفسًا حقيقيًا للنجاة، وتعيد رسم ملامح الاستقرار في بيئات أرهقتها الكوارث والنزاعات.
ما بين الأطراف الصناعية في حضرموت، والتمور في حجة، والسلال الغذائية في ريف دمشق، تتشكل قصة عطاء لا يتوقف، عنوانها الإنسان، وغايتها التخفيف من المعاناة وصناعة أثر مستدام.

الدعم الطبي في حضرموت… خطوات تعيد الحياة لمن فقدوها
في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، يتجسد أحد أهم أشكال الحضور السعودي، حيث يواصل مركز الملك سلمان تشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل، وهو مشروع يُنظر إليه كأحد الأعمدة الأساسية للحياة اليومية لآلاف المصابين.
خلال نوفمبر 2025 فقط، تلقّى 533 مستفيدًا خدمات متعددة شملت تركيب الأطراف الصناعية، جلسات العلاج الطبيعي، والاستشارات التخصصية، بإجمالي 1,887 خدمة توزعت بدقة بين الاحتياجات الطبية المختلفة.
البرنامج لم يقتصر على الفئة العامة من السكان، بل شمل النازحين بنسبة 18%، ما يعكس مدى مراعاة المركز لشرائح المجتمع الأكثر هشاشة. أمّا توزيع المستفيدين بين الذكور والإناث — 62% مقابل 38% — فيظهر شمولية الخدمات وعدم اقتصارها على فئة محددة.
أهمية المشروع لا تقتصر على العلاج الجسدي، بل تشمل إعادة دمج الأفراد في حياتهم، واستعادة قدرتهم على العمل، وممارسة مهامهم اليومية، والعودة إلى دورهم الحيوي داخل المجتمع.

التغذية في اليمن… دعم يصل إلى آخر بيت يحتاجه
في محافظة حجة، يبرز نموذج آخر من نماذج العطاء السعودي، إذ وزّع المركز 3,000 كرتون تمر في مديريتي حيران وميدي، استفاد منها 18,000 فرد، ضمن مشروع دعم الأمن الغذائي لعام 2025.
التمر — وهو عنصر غذائي رئيسي في البيئات الريفية اليمنية — يمثل دعمًا نوعيًا لا مجرد طرد غذائي، إذ يساعد الأسر على توفير احتياجاتها الأساسية في ظل الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية.
وفي ظل الظروف المتدهورة التي يعيشها اليمن، يتحول هذا الدعم الغذائي إلى وسيلة لحفظ تماسك الأسرة اليمنية، والحد من معدلات سوء التغذية، وتقليل أثر الأزمة الاقتصادية على المجتمعات الريفية المحاصرة بالفقر.

الإغاثة في سوريا… حضور يلامس عمق الأزمة الإنسانية
لم تكن سوريا بعيدة عن خريطة التدخل الإنساني السعودي، إذ وزّع المركز 190 سلة غذائية على الأسر النازحة من بلدة بيت جن إلى ريف دمشق، واستفادت منها 190 أسرة، ليكون لكل سلة أثر مباشر في تأمين الغذاء وإعادة بعض الاستقرار لهذه العائلات التي تواجه ظروفًا قاسية في مناطق النزوح.
السلال الغذائية لا توفر الطعام فقط، بل تدعم القدرة النفسية والاجتماعية للأسر على الصمود في بيئة تعاني من تراجع الخدمات وصعوبة الوصول إلى الاحتياجات الأساسية.

منهجية العمل الإغاثي السعودي… احترافية تتجاوز رد الفعل
تعمل المملكة في مجال الإغاثة وفق منظومة متكاملة تجمع بين الاستجابة السريعة، والتخطيط طويل المدى، واستهداف الفئات الأكثر حاجة. ويمثل مركز الملك سلمان الذراع التنفيذية التي تعمل على تحويل السياسة الإنسانية السعودية إلى برامج ملموسة في الميدان.
ما يميز هذا النهج هو:
- استمرارية الدعم
لا تُقدّم المساعدات على شكل حملات موسمية، بل عبر برامج ثابتة تعكس التزام المملكة بملف اليمن وسوريا على المدى الطويل. - التركيز على الأثر وليس الكمية
لا تُقاس نجاحات المركز بعدد الصناديق أو السلال فقط، بل بما تحققه من تحسن في حياة الإنسان وقدرته على التعافي. - التنوع في التدخلات
من الأطراف الصناعية، إلى الغذاء، إلى الدعم النفسي والاجتماعي، تتكامل البرامج لتغطية احتياجات المجتمعات في ظروف متعددة.
الأثر المجتمعي… كيف تغيّر المساعدات حياة آلاف الأفراد؟
في حضرموت، تعني الأطراف الصناعية أن أحد المصابين سيتمكن من المشي لأول مرة منذ سنوات، أو أن شخصًا قادرًا على إعالة أسرته سيعود لمهنته.
في حجة، تعني كرتونة التمر أن أسرة لن تنام جائعة، وأن الأطفال سيجدون ما يكفي ليومهم الدراسي.
في ريف دمشق، تعني السلال الغذائية أن أسرًا نازحة ستستعيد بعض الاستقرار في محيط يفتقر إلى الخدمات الأساسية.
هذه الأمثلة ليست مجرد حالات فردية، بل تمثل جزءًا من مشهد إنساني واسع يساهم في تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود في وجه الظروف القاسية.
دلالات الامتداد الإغاثي… السعودية لاعب محوري في الاستقرار الإنساني
توضح المشاريع الثلاثة في اليمن وسوريا أن المملكة لم تعد مجرد جهة مانحة، بل أصبحت قوة إنسانية دولية ذات أثر حقيقي، تعمل ضمن إطار مؤسسي محترف يتماشى مع المعايير العالمية في العمل الإغاثي.
وتكشف هذه الأرقام عن:
- عمق الالتزام السعودي تجاه الشعوب المتضررة
- قدرة المركز على العمل في بيئات عالية الخطورة
- مرونة الاستجابة وتنوع مصادر الدعم
- إسهام المملكة في الحد من تدهور الأوضاع الإنسانية
وتتجاوز هذه الجهود بعدها الإغاثي لتؤدي دورًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومنع تفاقم الأزمات.
الإنسان أولًا… رؤية المملكة تتجسد في الميدان
البعد الإنساني في السياسة السعودية ليس شعارًا، بل ممارسة واقعية تقودها مؤسسات متخصصة وبرامج طويلة الأمد. فالسعودية — عبر مركز الملك سلمان — تنسج شبكة دعم تشمل الغذاء، والصحة، والتعليم، والحماية الاجتماعية.
وفي كل من اليمن وسوريا، يلمس المستفيدون أثر هذه الرؤية التي تجعل الإنسان محورًا لكل مشروع.
الخلاصة… عطاء لا يتوقف
من حضرموت إلى ريف دمشق، تتجسد قصة عطاء سعودي لا يتوقف، يتجاوز حدود الأزمة ليصنع أثرًا مستدامًا في حياة آلاف الأسر. ومع استمرار التحديات، تؤكد المملكة عبر مركز الملك سلمان أن اليد الممدودة للإنسان ستبقى ثابتة، وأن المساعدات ليست مجرد أرقام، بل رسالة إنسانية تُعيد كرامة الشعوب المتضررة وتمنحها فرصة جديدة للحياة.
ما أبرز الخدمات التي يقدمها مركز الأطراف الصناعية في حضرموت؟
يقدم خدمات تركيب الأطراف، والعلاج الطبيعي، والتأهيل، والاستشارات التخصصية.
كيف يساهم توزيع التمور في اليمن في تحسين الأمن الغذائي؟
يوفّر مصدرًا غذائيًا أساسيًا للأسر الفقيرة، ويساهم في الحد من تأثير الفقر على الأطفال والنساء.
ما أهمية السلال الغذائية للنازحين في ريف دمشق؟
تساعد الأسر على تلبية احتياجاتها اليومية في ظل غياب الموارد والخدمات الأساسية.
لماذا تتميز الجهود السعودية بالفاعلية في مناطق النزاعات؟
لأنها تُنفّذ عبر مؤسسات احترافية تعتمد على بيانات دقيقة وبرامج مستدامة واستجابة شاملة.
اقرأ أيضًا: حصاد التحول الصحي.. أكثر من 12 ألف ممارس جديد يرسمون مستقبل الطب في السعودية



