رياضة

طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي

الترند العربي – متابعات

لم يعد المشهد التحكيمي في الدوري الإسباني مجرد جزء من تفاصيل المباريات، بل تحول أحيانًا إلى قصة درامية كاملة الأركان، تجمع بين الماضي والحاضر وتعيد رسم حدود العلاقة بين الحكام داخل المستطيل الأخضر. هذا ما حدث تحديدًا في الجولة الرابعة عشرة من “الليغا”، حين شهدت مباراة خيتافي وإلتشي واقعة غير مألوفة، أثارت دهشة المتابعين ودفعت وسائل الإعلام الإسبانية إلى تناولها بوصفها واحدة من “أغرب لحظات الموسم”. ففي لحظة مثيرة، أشهر الحكم الدولي أليخاندرو هيرنانديز البطاقة الحمراء في وجه زميله السابق، الحكم الدولي المعتزل إنريكي ميخوتو غونزاليس، في مشهد بدت فيه المفارقة أكبر من مجرد قرار تأديبي. وعلى الرغم من أن النقاش الأولي كان حول سبب الطرد ومن المستهدف به، فإن التقارير الرسمية كشفت قصة أكثر تعقيدًا مما ظهر على شاشة التلفزيون.

طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي
طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي

البداية: لحظة ارتباك على دكة خيتافي

مع اقتراب المباراة من نهايتها على ملعب “كوليسيوم”، ارتفعت حدة التوتر بين لاعبي خيتافي وإلتشي، وبدأت الاعتراضات تتزايد على دكة البدلاء، ما دفع الحكم إلى توجيه أنظاره نحو المنطقة الفنية. ظن كثيرون في اللحظة الأولى أن الطرد موجّه إلى مدرب خيتافي، خوسيه بوردالاس، لاحتجاجه المتكرر على القرارات، وهو أمر مألوف في المباريات الحامية. لكن المفاجأة جاءت في التقرير الرسمي للمباراة، الذي أكد أن البطاقة الحمراء كانت بحق إنريكي ميخوتو غونزاليس، المفوض الإداري للمباريات في نادي خيتافي، وهو منصب يشغله منذ سنوات بعد اعتزاله التحكيم.

طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي
طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي

السبب الحقيقي: تأخير اللعب وسلوك جامعي الكرات

وفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، فإن سبب الطرد يعود إلى “المسؤولية الإدارية” لغونزاليس، باعتباره المشرف على الطاقم الفني والإداري خلال مباريات النادي، ومن ضمن مهامه تنظيم عمل جامعي الكرات. وقد لاحظ الحكم خلال الشوط الثاني أن جامعي الكرات يؤخرون بشكل متكرر إعادة الكرة إلى الملعب، في محاولة لقتل الوقت والحفاظ على نتيجة المباراة، وهو ما وثّقه الحكم بدقة في تقريره. وبصفته المسؤول المباشر، حمّل هيرنانديز غونزاليس مسؤولية هذا السلوك، ليصبح بذلك أول مفوض مباريات — وربما أول حكم سابق — يتلقى بطاقة حمراء في الدوري الإسباني لهذا السبب.

طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي
طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي

غونزاليس: مسيرة تحكيمية طويلة تنتهي بمشهد غير متوقع

تقرير “آس” أعاد تسليط الضوء على المسار الطويل لإنريكي ميخوتو غونزاليس، الذي يعد من أبرز حكام إسبانيا خلال العقدين الماضيين. بدأ مسيرته في الليغا عام 1995، وأدار أكثر من 263 مباراة قبل اعتزاله في العام 2010، بعد قيادته لنهائي كأس الملك بين إشبيلية وأتلتيكو مدريد. لم يقتصر حضوره على الملاعب المحلية، بل كان حكمًا دوليًا منذ عام 1999، وقاد مباريات بارزة في البطولات الأوروبية، كان أهمها مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005 في إسطنبول، بين ليفربول وميلان، والتي دخلت التاريخ بوصفها أعظم عودة كروية في نهائي المسابقة.

طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي
طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي

العودة في منصب إداري… ثم بطاقة حمراء!

بعد اعتزاله، لم يبتعد غونزاليس عن كرة القدم، إذ شغل منذ 2019 منصب مفوض المباريات في نادي خيتافي، وهو دور يتطلب إدارة الجوانب التنظيمية خلف الكواليس، وضمان سير العمل وفق قوانين الاتحاد الإسباني لكرة القدم. لكن في الجولة الرابعة عشرة، وجد نفسه في موقف لم يسبق أن واجهه، حين رفع زميله السابق البطاقة الحمراء في وجهه — ليس لخطأ تحكيمي هذه المرة، بل بسبب تأخير اللعب من جانب جامعي الكرات. هذا الطرد يُعد من أغرب الحالات المسجلة في الليغا، بالنظر إلى أن المستهدف به ليس لاعبًا ولا مدربًا، بل مسؤولًا إداريًا سبق أن قضى سنوات طويلة داخل المنظومة التحكيمية نفسها.

ردود فعل في الإعلام الإسباني… بين الطرافة والدهشة

وسائل الإعلام الرياضية في إسبانيا تناولت الحادثة بكثير من الطرافة، واعتبرتها “لحظة نادرة تجمع الماضي بالحاضر”، فيما وصف محللون القرار بأنه “تطبيق صارم للقوانين حتى على أصدقاء الأمس”. وأشارت تقارير إلى أن العلاقة بين هيرنانديز وغونزاليس كانت دائمًا ودية، بحكم سنوات العمل الطويلة بينهما في سلك التحكيم، ما جعل الواقعة أكثر غرابة ودرامية في آن واحد.

ماذا تقول قوانين كرة القدم؟

قانون اللعبة يمنح الحكم حق إخراج أي فرد من الطاقم الفني أو الإداري للنادي إذا ارتكب مخالفة تؤثر على سير المباراة أو على الروح الرياضية. وتشمل هذه المخالفات سوء السلوك، الاعتراض المفرط، أو التسبب في تعطيل المباراة، سواء بشكل مباشر أو عبر عناصر تحت مسؤوليته — كما حدث في هذه الحالة. وبذلك يكون القرار منسجمًا تمامًا مع الإطار القانوني، رغم أنه نادر التطبيق في سياق كرة القدم الاحترافية.

أبعاد أوسع: لماذا أصبحت إدارة الوقت حساسة في الليغا؟

شهدت الدوريات الأوروبية في السنوات الأخيرة تشديدًا كبيرًا بشأن الوقت الضائع، بعد انتقادات واسعة من جماهيرية وإعلامية للحالات التي تُهدر فيها الدقائق عبر التباطؤ أو التمثيل أو التعامل غير الرياضي مع رميات التماس وركلات المرمى. لذلك أصبحت الدوريات، ومنها الليغا، أكثر صرامة تجاه أي محاولة لتعطيل اللعب، سواء كانت من اللاعبين أو من الطاقم الفني أو حتى جامعي الكرات. ويأتي هذا الطرد في سياق “سياسة حماية وقت اللعب الفعلي”، التي تسعى رابطة الليغا إلى تعزيزها لضمان عدالة المنافسة وتحسين جودة التجربة الجماهيرية.

لماذا طُرد إنريكي ميخوتو غونزاليس رغم أنه ليس لاعبًا أو مدربًا؟
لأنه المسؤول الإداري عن جامعي الكرات الذين تسببوا في تعطيل اللعب، والحكم يملك حق معاقبة أي فرد من الطاقم الفني أو الإداري.

هل يُعد هذا القرار الأول من نوعه في الليغا؟
يُعتبر من الحالات النادرة جدًا، خاصة أن المستهدف به حكم سابق ذو تاريخ طويل في التحكيم.

هل يؤثر الطرد على منصب غونزاليس في النادي؟
الطرد بحد ذاته لا يغير منصبه، لكن قد تعالج إدارة النادي الأمر داخليًا وفقًا للوائح.

لماذا يتم التشدد في تأخر اللعب حاليًا؟
لأن الدوريات تسعى لزيادة وقت اللعب الفعلي وتقليل الممارسات التي تهدر الوقت.

اقرأ أيضًا: موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى