سماء الرياض تتلألأ بالإبداع.. معرض الطيران العام 2025 يودّع زواره برقم قياسي عالمي واستعراض جوي غير مسبوق
الترند العربي – متابعات
في مشهد يعكس صعود المملكة القوي في قطاع الطيران والترفيه والفعاليات الدولية، اختتم معرض الطيران العام 2025 “ساند آند فن” فعالياته في مطار الثمامة بالرياض بعد خمسة أيام ازدانت خلالها السماء بأكثر من 90 عرضًا جويًا احترافيًا، وشهد خلالها الجمهور أحد أكبر التجمعات الجوية في المنطقة، وانطلاقة جديدة لمستوى نوعي من المعارض التي تجمع بين التقنية، الابتكار، الاستثمار، والخيال.
وبحضور جماهيري تجاوز 200 ألف زائر، شكّل المعرض لوحة عالمية متكاملة امتزج فيها عبق الطيران التاريخي مع أحدث منجزات عالم الطيران العام، وقدّم تجربة ترفيهية ومعرفية جعلت منه واحدة من أهم فعاليات الطيران على المستوى الإقليمي والدولي خلال العام 2025.

إنجاز سعودي يدخل موسوعة غينيس
نجح نادي الطيران السعودي، الجهة المنظمة للمعرض، في تسجيل رقم قياسي عالمي جديد بعد تنفيذ أكبر تجربة إطلاق للألعاب النارية أثناء التحليق، عبر طائرات مروحية مجهزة بمنصات إطلاق مخصصة ومبتكرة تقنيًا. وتم هذا الإنجاز بالتعاون مع جهات دولية متخصصة في العروض الجوية منها Aeropact وFlash Art، ليُضاف إلى سجل الإنجازات الوطنية التي تعزز مكانة المملكة في استضافة وتنظيم الفعاليات الدولية ذات الطابع الاستعراضي والتقني المتقدم.
ويُعد الرقم القياسي شاهدًا على مستوى الاحترافية العالية وهندسة الإبهار التي قدّمها فريق العمل الفني والهندسي، ما جعل الحدث أحد أبرز عروض الطيران الليلية في العالم خلال 2025.

منصة عالمية للابتكار وصناعة الطيران العام
مثّل معرض “ساند آند فن” مساحة واسعة للقاء الخبراء، الشركات، الهواة، المستثمرين، ورواد الأعمال في قطاع الطيران، حيث شاركت فيه أكثر من 150 جهة عارضة قدّمت أحدث التقنيات في صناعة الطيران العام، من طائرات خفيفة، أنظمة ملاحة، تقنيات محاكاة، حلول طيران مستدامة، ومنتجات مبتكرة موجهة للمستقبل.
كما يواصل المعرض ترسيخ مكانته كمنصة أعمال حيوية تربط الشركات الناشئة بالمستثمرين، وتفتح آفاقًا جديدة للصناعات المتقدمة في المملكة، بما يتوافق مع توجهات الاستراتيجية الوطنية للطيران المدني ورؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تعزيز البنية الجوية وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للطيران.

عروض جوية بمقاييس عالمية
أبهرت العروض الجوية المتنوعة الزوار طوال أيام المعرض، سواء العروض النهارية التي شملت مناورات احترافية، استعراضات للتشكيلات الجوية، عروض الطائرات الرياضية، والطائرات القديمة، أو العروض الليلية التي جمعت بين الإضاءة والابتكار والمؤثرات البصرية.
ووصف خبراء دوليون حضوروا الحدث مستوى العروض بأنه من الأفضل عالميًا خلال السنوات الأخيرة، نظراً لتنوعه ومزجه بين الأداء الفني والابتكارات التقنية، خصوصًا العروض التي شملت الإضاءة الجوية المتقدمة والتفاعل المباشر مع الجمهور.

مساحة “تيرمنال إكس”.. التجربة تتجاوز الطيران
تميّزت فعالية “تيرمنال إكس” بزواياها الحديثة التي جمعت بين الترفيه والتقنية وثقافة الطيران العام، عبر سلسلة من التجارب التفاعلية التي مكنت الزوار من استكشاف مستقبل الطيران من منظور شبابي مبتكر. وشملت الفعالية عروضًا رقمية، تجارب واقع افتراضي، عروضًا ضوئية، ومنصات لعرض أفكار مبتكرة لمستقبل الطيران والمساحات الترفيهية المتخصصة في الطيران العام.

هانقر توكس.. ملتقى الخبراء ورواد الفضاء
شكّلت فعالية “هانقر توكس” إحدى أبرز الفعاليات الفكرية في المعرض، إذ جمعت بين خبراء الطيران ورواد الفضاء السعوديين للتحدث عن مستقبل الطيران المستدام، التحديات الحالية للصناعة، وتأثير التقنيات الحديثة مثل الطائرات الكهربائية، الوقود المستدام للطيران (SAF)، والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في إدارة الرحلات والتحليل الميداني.
وأكد المتحدثون أن المملكة تتجه بسرعة نحو تعزيز حضورها العالمي في قطاع الطيران المدني، عبر بنية تحتية قوية، مشروعات توسعية ضخمة، واهتمام متزايد بالاستثمار في الصناعات الجوية.

منطقة الأطفال.. جيل جديد يكتشف السماء
وفرت إدارة المعرض مساحة واسعة مخصصة للأطفال، جاءت بمثابة مدينة طيران مصغّرة تتيح للصغار التعرّف على عالم الطيران عبر ألعاب تعليمية، تجارب محاكاة، ورش عمل، وإمكانية ارتداء زيّ الطيار أو المهندس والتقاط الصور التفاعلية. وقد لاقت هذه المنطقة إقبالًا كبيرًا بسبب الدمج بين الخيال والعلوم بطريقة مبسّطة وسلسة.
كما هدفت هذه المساحة إلى تعزيز الوعي بالطيران والفضاء لدى الجيل الجديد، وربطهم بمستقبل الطيران في المملكة، الذي يشهد توسعًا كبيرًا على جميع المستويات.

حضور جماهيري ضخم واستفادة اقتصادية واسعة
شهد المعرض تدفّقًا كبيرًا من الزوار خلال أيامه الخمسة، مع ارتفاع واضح في عدد العائلات، المهتمين بالطيران، والطلاب، ومحبي العروض الجوية. وقد أدى هذا الحضور إلى تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة المحيطة بمطار الثمامة، سواء عبر خدمات النقل، الضيافة، المبيعات، أو الشركات المشاركة.
ويُتوقع أن يسهم النجاح الباهر للحدث في تعزيز ملف المملكة لاستضافة فعاليات جوية عالمية أكبر، خصوصًا أن قطاع الطيران بات أحد المحاور الرئيسة في الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
الطيران العام في المملكة.. رؤية تتجاوز الترفيه
يتماشى المعرض مع خطط المملكة المستقبلية لتطوير الطيران العام كمسار اقتصادي وسياحي جديد، إذ يشهد القطاع نموًا ملحوظًا في الطلب على الطائرات الخفيفة، التدريب الجوي، السياحة الجوية، وتأسيس أندية الطيران في عدد من المناطق.
ويؤكد النشاط المتسارع في هذا القطاع توجه المملكة نحو خلق اقتصاد متنوع، يدعم الابتكار ويوفر فرصًا وظيفية جديدة، خصوصًا للشباب المهتمين بهندسة الطيران وإدارة العمليات الجوية.
مستقبل “ساند آند فن”.. نسخة أكبر في 2026
يقف معرض الطيران العام على أعتاب مستقبل أكثر توسعًا، حيث أعلنت الجهات المنظمة عن نيتها تطوير نسخة 2026 لتكون الأكبر في تاريخ المعرض، سواء من حيث عدد العارضين الدوليين، مستوى العروض الجوية، أو التوسع في المساحات الترفيهية والتفاعلية.
ويتوقع أن يشهد الحدث المقبل مشاركات أوسع من شركات الطيران الأوروبية والآسيوية، إضافة إلى تبني تقنيات جديدة مثل الطائرات الكهربائية بالكامل، الطائرات ذاتية القيادة، والأنظمة المتقدمة للملاحة الجوية.
تأثير دولي ورسالة سعودية للعالم
يحمل المعرض رسالة واضحة إلى العالم: المملكة أصبحت لاعبًا دوليًا في قطاع الطيران العام والفعاليات الجوية الحديثة.
فمع الجودة التنظيمية، الإبهار التقني، التنوع الترفيهي، والرقم القياسي العالمي في غينيس، أصبحت الرياض محطة رئيسية على خارطة معارض الطيران في العالم.
ما هو أبرز إنجاز المعرض هذا العام؟
تسجيل رقم قياسي عالمي في موسوعة غينيس لأكبر إطلاق للألعاب النارية أثناء التحليق.
كم عدد العروض الجوية المقدمة؟
أكثر من 90 عرضًا جويًا احترافيًا، نهاريًا وليليًا.
كم عدد الجهات العارضة؟
أكثر من 150 جهة دولية ومحلية.
ما عدد الزوار؟
تجاوز 200 ألف زائر خلال خمسة أيام.
هل سيقام المعرض سنويًا؟
نعم، ويجري التخطيط لجعله حدثًا عالميًا أكبر في السنوات المقبلة.
اقرأ أيضًا: إنذار قنبلة يشلّ بث التلفزيون الفرنسي في باريس.. دقائق توتر في قلب العاصمة



