الأخضر الأولمبي يبهر دبي برباعية مبهرة أمام تونس ويعلن جاهزيته لآسيا 2026
الترند العربي – متابعات
في ليلة كروية حملت ملامح القوة والجرأة، وحملت معها إشارات واضحة إلى أن المنتخب السعودي تحت 23 عامًا يمضي بثبات نحو بناء جيل قادر على المنافسة القارية، حقق الأخضر الأولمبي فوزًا كبيرًا على نظيره التونسي بنتيجة 4-2، وذلك في المواجهة التي جمعتهما مساء الأربعاء ضمن الدورة الدولية الودية المقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتأتي هذه الدورة في إطار البرنامج الإعدادي المكثف للمشاركة في بطولة كأس آسيا تحت 23 عامًا 2026 التي تستضيفها المملكة في الرياض وجدة، والتي يهدف الأخضر من خلالها إلى كتابة فصل جديد من تاريخ إنجازاته في فئة المنتخبات السنية.
وجاء الفوز السعودي مؤكدًا على التطور الفني، والانسجام التكتيكي، وتميز الأداء الفردي والجماعي، حيث قدم الفريق واحدًا من أفضل عروضه في الفترة الأخيرة، ونجح في فرض شخصيته منذ اللحظة الأولى للمباراة، مانحًا الجهاز الفني بقيادة الإيطالي لويجي دي بياجو مزيدًا من الثقة والطمأنينة على جاهزية الفريق للمرحلة المقبلة، خاصة مع اقتراب البطولة القارية التي تنتظرها الجماهير السعودية بشغف كبير.

بداية سعودية قوية وفرض إيقاع المباراة
بدأ الأخضر الأولمبي المباراة بطريقة هجومية واضحة، وتعامل المدرب دي بياجو مع اللقاء باعتباره اختبارًا حقيقيًا للجاهزية البدنية والفنية، فاعتمد على الضغط العالي، وسرعة نقل الكرة، وتبادل المراكز بين الثلاثي الهجومي. وقد أثمرت هذه الاستراتيجية عن هدف سعودي مبكر حمل توقيع اللاعب أحمد الجليدان في الدقيقة 18 بعد هجمة منظمة أثبتت قدرة الفريق على صناعة الفرص بذكاء وسلاسة.
هذا التقدم المبكر منح المنتخب السعودي جرعة معنوية كبيرة دفعته لزيادة السيطرة على المباراة، خصوصًا في وسط الملعب الذي كان مفتاح التفوق طوال الشوط الأول، حيث ظهر الثنائي سليمان هزازي وعبدالعزيز العليوة بأداء كبير، يعكس حجم الإعداد والجاهزية.
ومع اقتراب نهاية الشوط، نجح اللاعب ماجد عبدالله في إضافة الهدف الثاني للأخضر في الدقيقة 45+4 إثر هجمة مرتدة سريعة، ليُدخل المنتخب غرف الملابس متقدمًا بهدفين دون رد، وسط تشتت واضح في صفوف المنتخب التونسي الذي لم يستطع مجاراة النسق السعودي العالي.

عودة تونسية مؤقتة وبراعة سعودية في الحسم
مع بداية الشوط الثاني، حاول المنتخب التونسي العودة إلى أجواء اللقاء وتمكن من تسجيل هدف تقليص الفارق في الدقيقة 48، ما شكل لحظة اختبار حقيقية لاستقرار المنتخب السعودي وقدرته على التعامل مع رد الفعل المنافس. لكن الأخضر الأولمبي لم يتأثر، بل عاد سريعًا للتحكم في المباراة، وعرف كيف يعيد الفارق إلى مساره الصحيح.
وفي الدقيقة 76، تمكن اللاعب ثامر الخيبري من تسجيل الهدف الثالث بعد عمل جماعي منسق، ليعيد الهيمنة السعودية إلى ساحة المباراة بشكل واضح. ورغم تسجيل المنتخب التونسي الهدف الثاني في الدقيقة 85 الذي منح اللقاء بعض الإثارة في دقائقه الأخيرة، فإن الأخضر الأولمبي رفض إلا أن يُنهي المواجهة بأفضل طريقة ممكنة.
وفي الدقيقة 90+1، أطلق عبدالله رديف رصاصة الحسم بتسجيله الهدف الرابع بعد مراوغة مميزة داخل منطقة الجزاء، مؤكدًا على جودة العناصر الهجومية وامتلاك الأخضر لبدائل قادرة على صناعة الفارق في أي لحظة.
تشكيلة مدروسة بعناية ورؤية فنية واضحة
دخل المدرب الإيطالي لويجي دي بياجو المباراة بتشكيلة مزجت بين عناصر الخبرة في الفئة العمرية وبين المواهب الصاعدة، وكان هدفه الأساسي اختبار أكبر عدد من اللاعبين في مواجهة قوية، خاصة مع قرب موعد البطولة الآسيوية. وقد ضمت التشكيلة الأساسية كلًا من:
– حامد يوسف في حراسة المرمى
– مبارك الراجح
– محمد الدوسري
– أحمد الجليدان
– عبدالعزيز الفرج
– عباس الحسن
– سليمان هزازي
– عبدالعزيز العليوة
– عبدالملك العييري
– ماجد عبدالله
– طلال حاجي
وأظهر اللاعبون خلال المواجهة انسجامًا واضحًا في التحركات الدفاعية والهجومية، كما نجح الجهاز الفني في توظيف القدرات الفردية بشكل مثالي، ما ساهم في تقديم مباراة نموذجية تؤكد أن الفريق في مسار فني صاعد.
تركيز سعودي على البطولة الآسيوية وتنظيم محكم على أرض المملكة
يستعد المنتخب السعودي تحت 23 عامًا لخوض بطولة كأس آسيا 2026، والتي تستضيفها المملكة في مدينتي الرياض وجدة. وقد وضع الأخضر نصب عينيه هدفًا واضحًا: المنافسة على اللقب، مستفيدًا من عاملي الأرض والجمهور، والدعم الكبير الذي تقدمه وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم.
ويقع المنتخب السعودي في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات فيتنام، الأردن، وقيرغيزستان، وهي مجموعة تتطلب إعدادًا فنيًا عاليًا، ما يفسر البرنامج المكثف الذي يخوض الفريق جزءًا منه في الإمارات حاليًا.
مكاسب فنية كبيرة ومعنويات مرتفعة
يمكن القول إن الرباعية أمام تونس ليست مجرد فوز ودي، بل هي رسالة فنية واضحة تعكس مستوى الجاهزية، وتؤكد أن الأخضر يمتلك جيلاً قادرًا على المنافسة، ولديه شخصية فنية قوية ظهرت في التعامل مع اللحظات الصعبة داخل المباراة.
وقد أثبت اللاعبون قدرتهم على اللعب تحت ضغط، وعلى استعادة السيطرة سريعًا بعد أي ارتباك، وهي من أهم مؤشرات النضج التي يسعى الجهاز الفني إلى ترسيخها قبل الدخول في البطولة القارية.
ختام: خطوة جديدة في طريق الجيل الواعد
يستمر المنتخب السعودي تحت 23 عامًا في تقديم صورة مشرّفة لكرة القدم الوطنية، وبات واضحًا أن الأخضر يسير بخطى ثابتة نحو صناعة منتخب قادر على تمثيل المملكة بالشكل الذي يليق بتاريخها الكروي وطموحاتها المستقبلية.
وتمثل رباعية دبي أمام تونس إحدى العلامات المضيئة التي تعزز ثقة الجماهير، وتمنح اللاعبين والجهاز الفني دفعة جديدة مع اقتراب البطولة الأكبر في يناير المقبل.
س: ما أهمية الفوز على تونس رغم أنها مباراة ودية؟
ج: تأتي أهمية الفوز من كونه اختبارًا مهمًا للجاهزية الفنية والبدنية، ورسالة قوية للمجموعة قبل كأس آسيا.
س: من أبرز نجوم المباراة؟
ج: الجليدان، ماجد عبدالله، وثامر الخيبري كانوا الأبرز، إضافة إلى عبدالله رديف الذي أكد جودته التهديفية.
س: هل المنتخب السعودي قادر على المنافسة في كأس آسيا تحت 23؟
ج: بناء على مستوى الجاهزية الحالية، يملك الأخضر كل المقومات ليكون أحد أبرز المرشحين.
س: متى تنطلق بطولة كأس آسيا تحت 23 عامًا 2026؟
ج: من المقرر أن تنطلق في يناير المقبل في الرياض وجدة.
اقرأ أيضًا: الأخضر الأولمبي يكتسح كوريا الجنوبية برباعية استعدادًا لكأس آسيا 2026


