رياضةرياضة سعودية

“أسامة العيد.. قصة شاب هزَم الإعاقة بحب الهلال وإرادة لا تعرف الانكسار”

الترند العربي – متابعات


شاب سعودي يلهم الجميع بقصة تحدٍ ونجاح

في مشهد إنساني مفعم بالأمل والعزيمة، جذب الشاب أسامة العيد من محافظة الأحساء الأنظار خلال حديثه في برنامج من السعودية، حين قدّم نموذجًا استثنائيًا في تجاوز الإعاقة وتحويلها إلى دافع للحياة، مؤكدًا أن حبه الكبير لنادي الهلال السعودي كان أحد أسباب تفاؤله وإصراره منذ طفولته.

قال العيد في حديثه: “وُلدت بتشوه خِلقي، لكنني تعايشت مع إعاقتي منذ الصغر، وتعلمت ألا ألتفت لكلام الناس، فالثقة بالنفس تبدأ من الداخل.”

"أسامة العيد.. قصة شاب هزَم الإعاقة بحب الهلال وإرادة لا تعرف الانكسار"
“أسامة العيد.. قصة شاب هزَم الإعاقة بحب الهلال وإرادة لا تعرف الانكسار”

دعم الأسرة وبداية الحكاية

روى أسامة كيف لعبت أسرته الدور الأكبر في تمكينه من مواجهة التحديات اليومية، إذ لم تسمح له بأن يشعر بالنقص أو العزلة، بل دعموه ليعيش حياة طبيعية مليئة بالتفاعل الاجتماعي والمبادرات الإيجابية.
ويقول: “كنت أخرج دائمًا وأتعامل مع الناس بثقة، لأن والدي ووالدتي ربّياني على أن أرى نفسي مثل أي شخص آخر.”

ذلك الدعم الأسري كان حجر الأساس في بناء شخصيته القوية، التي جمعت بين الابتسامة الدائمة والإيمان العميق بقضاء الله وقدره، لتتحول الإعاقة إلى مصدر فخر وقوة داخلية.

"أسامة العيد.. قصة شاب هزَم الإعاقة بحب الهلال وإرادة لا تعرف الانكسار"
“أسامة العيد.. قصة شاب هزَم الإعاقة بحب الهلال وإرادة لا تعرف الانكسار”

عشق الهلال.. وقود الإرادة

لم يكن حب أسامة لنادي الهلال مجرّد تشجيع لفريق كرة قدم، بل كان رمزًا للإصرار والنجاح بالنسبة له، إذ يؤكد أنه ورث هذا الحب عن والده، وأن العائلة بأكملها تنتمي لـ”البيت الأزرق”.
ويضيف: “الهلال بالنسبة لي ليس ناديًا فقط، بل مدرسة في المثابرة، ومن خلاله تعلمت معنى الانتصار بعد كل سقوط.”

يحرص العيد على متابعة جميع مباريات الهلال داخل المملكة وخارجها، ويروي بفخر مواقفه مع بعض لاعبي الفريق مثل ميشيل ديلغادو وعلي البليهي وكوليبالي، الذين بادلوه الاحترام والمحبة في أكثر من مناسبة.

"أسامة العيد.. قصة شاب هزَم الإعاقة بحب الهلال وإرادة لا تعرف الانكسار"
“أسامة العيد.. قصة شاب هزَم الإعاقة بحب الهلال وإرادة لا تعرف الانكسار”

تكفّل بالعلاج وبادرة إنسانية

أشار أسامة إلى أن أحد أعضاء شرف نادي الهلال تواصل معه مؤخرًا لتقديم الدعم الكامل لحالته الصحية والتكفل بمصاريف العلاج، موضحًا أنه سيخضع لتحاليل دقيقة لمعرفة إمكانية إجراء عملية جراحية تساعده على تحسين حالته البدنية.

وقال: “تلقيت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور بعد ظهوري في البرنامج، وكنت ممتنًا حين تواصل أحد أعضاء الشرف معي، وهو أمر جعلني أشعر بأن الإنسانية ما زالت بخير.”

هذه المبادرة الإنسانية تعكس ما يُعرف عن روح العائلة الهلالية، التي لا تتوقف عند حدود الملعب بل تمتد إلى كل من يحمل حب الفريق في قلبه.


رسالة ملهمة للمجتمع

في حديثه، وجّه العيد رسالة مؤثرة إلى كل شخص يواجه تحديًا صحيًا أو نفسيًا، داعيًا إلى النظر لما يملكه الإنسان باعتباره نعمة لا نقمة.
وقال: “كل إنسان فينا عنده شيء يميّزه، وأنا أعتبر إعاقتي نعمة من الله، لأنها جعلتني قويًا وواثقًا وأقرب للناس.”

وأضاف أن العزلة والانطواء لا يصنعان التوازن النفسي، وأن التجارب الصعبة هي التي تصنع القادة الحقيقيين، مشددًا على أهمية التفاؤل والتفاعل الإيجابي مع المجتمع.


القهوة.. شغف جديد ومسار حياة

بعيدًا عن قصته الصحية، كشف أسامة عن اهتمامه المتزايد بعالم القهوة، مؤكدًا أنه التحق مؤخرًا بدورة تدريبية في مجال إعداد القهوة “الباريستا”، سعيًا لتحويل هذا الشغف إلى مشروع عملي مستقبلي.
وقال بابتسامة: “القهوة بالنسبة لي ليست مشروبًا، بل لغة للتواصل والراحة. أطمح أن أفتتح مقهى يحمل اسمي، ويكون ملاذًا لكل من يبحث عن لحظة سكينة.”

هذا الشغف الجديد يعكس روح أسامة الطموحة التي لا تكتفي بما تحقق، بل تبحث دائمًا عن مسار جديد للإبداع والتميز.


من الأحساء إلى قلوب الملايين

تفاعل السعوديون والعرب مع قصة أسامة العيد بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر اسمه قائمة الوسوم الأكثر تداولًا خلال ساعات قليلة من عرض الحلقة.
وأشاد المغرّدون بإصراره وموقفه الإيجابي، مؤكدين أن شخصيته تمثل جيلًا جديدًا يؤمن بأن الإعاقة لا تحدد مصير الإنسان.

وكتب أحد المتابعين: “أسامة مثال يُحتذى به.. الإعاقة ليست في الجسد بل في النظرة السلبية للحياة.”
بينما علق آخر قائلاً: “الهلال يربّي على الانتصار، وأسامة جسّد هذه المعاني في حياته.”


نموذج سعودي يحتذى به

تُعد قصة أسامة العيد تجسيدًا لرؤية المملكة في تمكين الأفراد ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع، ضمن برامج وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة التي تعمل على فتح آفاق جديدة أمام هذه الفئة لتحقيق طموحاتهم.

كما تمثل قصته دليلاً حيًا على أن الإرادة أقوى من القيود، وأن الشغف والالتزام بالقيم الإيجابية يمكن أن يحوّلا التحدي إلى نجاح يُلهم الآخرين.


الإعلام السعودي ودور القصص الملهمة

أشاد متابعون بدور الإعلام المحلي في إبراز هذه النماذج الملهمة، معتبرين أن قصة أسامة العيد تؤكد أهمية تسليط الضوء على قصص النجاح في المجتمع، بدلًا من التركيز على القضايا السطحية أو السلبية.

وبرنامج من السعودية، الذي يُعرض على قناة السعودية الرسمية، يواصل تقديم نماذج شبابية حققت نجاحات رغم الظروف الصعبة، ما يجعله منصة حقيقية لتجسيد روح الأمل والعمل في المجتمع.


من هو أسامة العيد؟
شاب سعودي من محافظة الأحساء وُلد بتشوه خِلقي، تمكّن من التعايش مع إعاقته وتحويلها إلى مصدر إلهام للمجتمع.

ما علاقته بنادي الهلال؟
أسامة من عشاق نادي الهلال منذ طفولته، وقد صرّح أن والده هو من غرس فيه حب “الزعيم”، وأنه تابع كل بطولات الفريق منذ الصغر.

هل يتلقى دعمًا طبيًا؟
نعم، أحد أعضاء شرف نادي الهلال تواصل معه للتكفل بعلاجه وإجراء التحاليل اللازمة تمهيدًا لعملية جراحية محتملة.

ما هدفه في المستقبل؟
يسعى أسامة إلى احتراف مجال إعداد القهوة (الباريستا) وافتتاح مشروعه الخاص الذي يعبر عن حبه للحياة والإبداع.


تُثبت قصة أسامة العيد أن الإصرار والإيمان بالذات هما الطريق الحقيقي للنجاح، وأن الإنسان قادر على تحويل ضعفه إلى قوة متى ما امتلك الشغف والعزيمة، لتبقى قصته مثالاً سعوديًا يُلهم كل من يؤمن بأن الحياة لا تتوقف عند أي تحدٍّ.

اقرأ أيضًا: رحيل “فهد بن نافل” عن رئاسة الهلال.. من هو “نواف بن سعد” ملف كامل عن المرشح الأبرز لرئاسة الهلال السعودي 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى