الأخضر الأولمبي يكتسح كوريا الجنوبية برباعية استعدادًا لكأس آسيا 2026

الأخضر الأولمبي يكتسح كوريا الجنوبية برباعية استعدادًا لكأس آسيا 2026
الترند العربي – متابعات
في أمسية كروية حافلة بالحماس والإصرار، واصل المنتخب السعودي تحت 23 عامًا تقديم عروضه المميزة، بعد أن قدّم أداءً لافتًا أمام نظيره الكوري الجنوبي، ونجح في تحقيق فوزٍ كبير بنتيجة 4-0، في المباراة الودية التي جمعت الفريقين مساء الجمعة على استاد الأمير عبدالله بن جلوي بمدينة الأحساء، ضمن تحضيراته لبطولة كأس آسيا تحت 23 عامًا 2026 التي تستضيفها المملكة في مدينتي الرياض وجدة.
هذا الانتصار الواسع جاء ليؤكد جاهزية الجيل السعودي الصاعد، ويمنح الجهاز الفني بقيادة الإيطالي لويجي دي بياجو ثقة إضافية في قدرة الفريق على المنافسة القارية، وسط تطلعات جماهيرية واسعة لرؤية منتخب المستقبل وهو يعتلي منصات التتويج في البطولة الآسيوية المقبلة.

بداية قوية تؤكد الجاهزية الذهنية
دخل الأخضر الأولمبي اللقاء بتشكيلة متوازنة جمعت بين عناصر الخبرة والمواهب الشابة، حيث شارك في التشكيلة الأساسية كل من: تركي بالجوش في حراسة المرمى، وأحمد الجليدان، محمد الدوسري، مبارك الراجح، سليمان هزازي في خط الدفاع، فيما تولى قيادة الوسط الثلاثي عبدالملك العييري، عباس الحسن، وهمام الهمامي، وفي الهجوم اعتمد المدرب على عبدالعزيز العليوة، مشاري النمر، وعبدالله رديف.
منذ الدقائق الأولى، بدا واضحًا أن المنتخب السعودي فرض أسلوبه على مجريات اللقاء، مستفيدًا من الانضباط التكتيكي والسرعة في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم.
وأثمر هذا التفوق الميداني عن أولى الأهداف في الدقيقة 40 عبر اللاعب عبدالعزيز العليوة الذي استغل تمريرة ذكية من مشاري النمر وسددها قوية في الزاوية البعيدة، معلنًا تقدم الأخضر بهدفٍ جميل عكس الروح القتالية والمهارة العالية.

شوط ثاني.. هجوم سعودي لا يرحم
دخل الأخضر الشوط الثاني بروح هجومية متجددة، وكأنه يرفض الاكتفاء بهدفٍ وحيد، ليبدأ مهرجان الأهداف مع الدقيقة 49 حين أضاف أحمد الجليدان الهدف الثاني بعد متابعة رائعة لتسديدة مرتدة من الحارس الكوري.
ولم تمضِ سوى عشر دقائق حتى عاد العليوة ليعزز تفوق المنتخب بهدفٍ ثالث في الدقيقة 61 بعد جملة فنية مميزة بدأت من منتصف الملعب بتمريرات قصيرة انتهت بتسديدة متقنة سكنت الشباك.
وفي الدقيقة 64 اختتم فيصل الصبياني رباعية الأخضر بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة، ليؤكد التفوق الفني والبدني للمنتخب السعودي، ويضع الفريق على طريقٍ واضح نحو الجاهزية الكاملة قبل انطلاق بطولة آسيا.
دي بياجو.. بصمة إيطالية تتضح ملامحها
المدير الفني الإيطالي لويجي دي بياجو، الذي يقود المنتخب منذ منتصف العام الجاري، بدأ في فرض بصمته التكتيكية الواضحة على الأداء العام للفريق.
فخلال المباريات الأخيرة، نجح في تطوير جوانب عدة، أهمها الضغط العالي، السرعة في بناء الهجمة، وتفعيل الأظهرة في صناعة الفرص، وهي سمات تتماشى مع أسلوب المدرسة الإيطالية الحديثة في كرة القدم.
وأشار دي بياجو في تصريح بعد المباراة إلى أن “النتيجة ليست الأهم بقدر الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي”، مؤكدًا أن الفريق “يسير بخطى ثابتة نحو الجاهزية الفنية والبدنية للبطولة القارية”.
وأضاف:
“لدينا مجموعة من اللاعبين الموهوبين الذين يمكنهم تقديم كرة قدم تليق باسم السعودية، وما زال أمامنا وقتٌ للعمل والتحسين قبل انطلاق البطولة”.
الجيل الذهبي القادم.. مزيج من المهارة والانضباط
يُجمع المراقبون الرياضيون على أن هذا الجيل من المنتخب الأولمبي هو من أكثر الأجيال تكاملًا من حيث التوازن بين الدفاع والهجوم.
فاللاعبون يتمتعون بخبرة في المشاركات الدولية مع أنديتهم، إضافةً إلى الطموح الكبير لإثبات الذات أمام أعين الجماهير والمدربين في المنتخبات الأولى.
اللاعب عبدالله رديف، الذي شارك في أكثر من لقاء مع المنتخب الأول، أظهر نضجًا تكتيكيًا كبيرًا، فيما قدّم عباس الحسن أداءً مميزًا في خط الوسط بفضل رؤيته الواسعة للملعب وقدرته على إدارة إيقاع اللعب.
كما كان العليوة نجم المباراة دون منازع بتسجيله هدفين وصناعته فرصًا خطيرة، ما جعل النقاد يشيدون بقدراته التهديفية والبدنية.

تحليل فني للمباراة
يُظهر تحليل الأداء الفني أن المنتخب السعودي اعتمد خطة 4-3-3 تتحول إلى 4-2-3-1 عند فقدان الكرة، ما سمح له بالسيطرة على وسط الميدان وإغلاق المساحات أمام الهجوم الكوري السريع.
كما ركّز الفريق على استغلال الأجنحة من خلال تحركات أحمد الجليدان وسليمان هزازي، ما أربك الدفاع الكوري وأجبره على ارتكاب أخطاء متكررة في التمركز.
في المقابل، لم يتمكن المنتخب الكوري من مجاراة النسق السريع للأخضر، خاصة في الشوط الثاني، حين فقد السيطرة على الكرة في أكثر من مناسبة بسبب الضغط السعودي المنظّم.
استعداد مثالي للبطولة القارية
يأتي هذا الفوز الكبير في إطار المرحلة الثانية من برنامج الإعداد لكأس آسيا تحت 23 عامًا، وهي البطولة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في يناير 2026 بمشاركة 16 منتخبًا آسيويًا.
ويقع الأخضر في المجموعة الأولى إلى جانب فيتنام، الأردن، وقيرغيزستان، وهي مجموعة متوازنة تمنح المنتخب السعودي فرصة قوية للعبور إلى الأدوار النهائية.
وتُعد البطولة محطة مهمة في طريق المنتخب نحو أولمبياد لوس أنجلوس 2028، إذ تمنح بطاقات التأهل للقارة الآسيوية، ما يجعل الجهاز الفني حريصًا على تجهيز اللاعبين مبكرًا لتحقيق الحلم الأولمبي مجددًا بعد إنجاز طوكيو 2021.
دعم جماهيري ورسمي كبير
شهدت المباراة حضورًا جماهيريًا لافتًا في مدرجات ملعب الأمير عبدالله بن جلوي، حيث احتشدت الجماهير الأحسائية لدعم الجيل الجديد من “الأخضر”.
كما حضر عدد من مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم يتقدمهم ياسر المسحل رئيس الاتحاد، الذي أشاد بالمستوى المميز الذي قدمه اللاعبون، مؤكدًا أن “هذا الفريق يمثل مستقبل الكرة السعودية، ونتائج اليوم تبشّر بجيلٍ قادرٍ على تحقيق إنجازاتٍ جديدة.”
ووجّه المسحل الشكر للجهاز الفني بقيادة دي بياجو على العمل المنظّم والروح العالية التي أظهرها اللاعبون، مشيرًا إلى أن “التحضير المبكر هو المفتاح نحو التفوق الآسيوي”.
تكامل الخطط بين المنتخبات السعودية
ما يميّز المنتخب الأولمبي اليوم هو اتساق خططه مع رؤية الاتحاد السعودي لكرة القدم، التي تضع التناغم بين المنتخبات السنية هدفًا استراتيجيًا.
فالتكامل بين المنتخب الأول والأولمبي والشباب يعني أن فلسفة اللعب واحدة، وهو ما يسهل عملية انتقال اللاعبين بين المراحل المختلفة دون فقدان للهوية التكتيكية.
وقد أشار المدير الفني للمنتخبات السعودية لورينزو برونيتا إلى أن “الأداء الذي ظهر به الأولمبي أمام كوريا هو انعكاس لبرنامج إعداد طويل بدأ منذ عامين بهدف توحيد أساليب التدريب والتكتيك”، مؤكدًا أن “الكرة السعودية اليوم تسير نحو مرحلة احترافية متقدمة في كل الفئات.”
رؤية 2030 والرياضة السعودية.. قصة نجاح مستمرة
يربط محللون فنيون بين نجاح المنتخب الأولمبي والطفرة الشاملة التي تشهدها الرياضة السعودية ضمن رؤية 2030، التي جعلت من تطوير قطاع الرياضة أولوية وطنية.
فمن استضافة الأحداث الكبرى مثل كأس آسيا وكأس السوبر الإسباني، إلى تطوير الأكاديميات الرياضية، باتت المملكة مركزًا إقليميًا لصناعة الرياضيين.
ويؤكد الخبراء أن ما تحقق اليوم في الكرة السعودية لم يكن صدفة، بل نتيجة استثمار طويل الأمد في البنية التحتية والمواهب الشابة، وأن الجيل الحالي من اللاعبين يمثل أول ثمرة حقيقية لهذا الاستثمار.
إشادات آسيوية بأداء الأخضر
لم تمر المباراة دون اهتمام إعلامي خارجي، إذ أشادت الصحف الكورية والآسيوية بالمستوى القوي الذي قدمه الأخضر الأولمبي.
وكتبت صحيفة كوريا تايمز أن “المنتخب السعودي أظهر نضجًا تكتيكيًا واضحًا وقدرة كبيرة على السيطرة على مجريات اللعب”، بينما وصفت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عبر موقعه الرسمي اللقاء بأنه “عرض مثالي لفريقٍ جاهز لخوض التحدي الآسيوي على أرضه”.
معنويات مرتفعة وطموح لا يتوقف
مع نهاية المباراة، احتفل اللاعبون مع الجهاز الفني بطريقة جماعية عكست روح الفريق الواحد، وأكد قائد الفريق محمد الدوسري أن “الفوز ليس سوى بداية الطريق نحو البطولة”، مضيفًا أن “اللاعبين تعاهدوا على تقديم أداء يُسعد الجماهير في كل مباراة”.
فيما قال المهاجم عبدالعزيز العليوة، صاحب الثنائية في اللقاء:
“نحن لا نلعب لمجرد الفوز، بل نلعب لنبني جيلًا يحمل راية الكرة السعودية في المستقبل.”
الجدول الزمني للمعسكر والمباريات القادمة
يواصل المنتخب الأولمبي معسكره الإعدادي في الأحساء حتى الأسبوع المقبل، حيث يخوض مباراة ودية ثانية أمام منتخب أوزبكستان يوم الاثنين، قبل أن ينتقل إلى الدمام لإقامة المرحلة الثالثة من التحضير، التي تتضمن مباريات تجريبية مع منتخبات آسيوية مختلفة.
وستُختتم المرحلة الرابعة في ديسمبر المقبل بمعسكر مغلق في جدة، استعدادًا لانطلاق البطولة رسميًا في يناير 2026.
من سجل أهداف المنتخب السعودي الأولمبي أمام كوريا الجنوبية؟
عبدالعزيز العليوة هدفان (د 40 و61)، أحمد الجليدان (د 49)، فيصل الصبياني (د 64).
من هو مدرب المنتخب السعودي الأولمبي؟
الإيطالي لويجي دي بياجو، الذي تولّى تدريب الفريق في منتصف 2025.
متى تُقام بطولة كأس آسيا تحت 23 عامًا؟
من المقرر انطلاقها في يناير 2026 في مدينتي الرياض وجدة.
ما المنتخبات التي تقع مع السعودية في المجموعة الأولى؟
فيتنام، الأردن، وقيرغيزستان.
ما الهدف من المباريات الودية الحالية؟
رفع الجاهزية البدنية والتكتيكية قبل المشاركة الرسمية في البطولة القارية، واختبار الانسجام بين العناصر الشابة.
📍 الأحساء – 9 أكتوبر 2025
برباعية نظيفة وأداءٍ مقنع، يؤكد الأخضر الأولمبي أن المستقبل قد بدأ الآن، وأن الجيل السعودي الجديد يسير بخطى واثقة نحو كتابة فصلٍ جديد من أمجاد الكرة السعودية في القارة الآسيوية.
اقرأ أيضًا: السعودية تهزم إندونيسيا (3-2).. الأخضر يقترب من مونديال 2026 بثنائية البريكان وروح الإصرار