فاطمة العدلاني
لا أؤمن بتواريخ مواليد البشر
لا أعتقد أنه من المفترض أن يَحسب الأشخاص أعمار بعضهم البعض بتاريخ مُقيد بالبطاقة.
لا يستطع أيّاً مِنّا الحُكم علي الآخر كم تبلغ خبرته أو كم بلغ نضجه لأن الأمر وببساطة، ربما تعرض ذو العشر سنوات لتجارب وقست أيام الدنيا عليه بما لم يمر بها ذو الخمسين!!
وربما يملك ذو الستين من خفة الروح والحديث وحب الحياه والإقدام ما لا يملكه ذو العشرين!!
ما علاقة الألوان بعمر ورقة ميلاد في سجل المواليد، من الذي قيّد العمر بالألوان؟
ومن الذي حكم أنه بعد مرور عمر معين يعيب ارتداء ألوان البهجة!
الروح إذا كانت منطفئة لا يليق بها ارتداء السرور، وإن عزمت لا تقبل، وإن قبلت لا تليق “الروح المهمومة تُطفيء الزي وإن كان منير”
تعابير الوجه الحزين شاحبة وإن حاولت الإختباء لن تستطيع!
والروح السعيدة والمبتهجة الراضية تملأ الكوكب بسعادتها وتضفي للوجه ملامح وضحكات لن تتكرر في أي وقت، ولمعة العين وقت السرور لا تستطع الكاميرا التقاطها مجددا.
إن شعرت الروح بالبهجة لا تستطع ارتداء ثوب السكون أبدا.
وقت الحصول على حلم نسرع بنشر البهجة والضحك في كل مكان وتنشر طاقة ايجابية تظهر في حديثنا ونظراتنا وروحنا وصمتنا.
لا أدري حقا ما علاقة هذا كله بالتواريخ التي نقيد بها ألوان ملابسنا؟! ونحكم على عقولنا من أرقام في البطاقة لا تعني شيئا سوى أنها إجراءات روتينية معتادة!
وما علاقة خبرات البشر بسجل المواليد لا أدري!
أؤمن أنه ربما أضافت طيلة السنين الخبرات لا جدال لكنه ليس بشرط أن من مرت عليه السنين مر بخبرات ولا يشترط أن من صَغُر سِنه لا يدري شيئا فربما مر عليه في الخمسة عشر ما لم يره الآخر في الخمسين!
فكم من ستيني طفلا بعقله
وذو عشرينا قد بلغ من العقل أَشُدّه وذا جاه بالترف منعم لم ير في عمره مثقال حِمل يُذكَرُ
ومن تأخر عنه بالسنين كادح قابل من الدنيا كَد يذكر
عاشوا جميعا قدرهم
قِسمة اللهِ في أرضهِ وما مِن مُعرِض
وكم من روح أنارت طريقا من بهجة
طمأنت ذو الخوف والحزن وآنست همه ولم يكن ناسيا
لقطت له الصورة لقطة وقت فرحه
فرآها وقت حزنه فسأل عنه
لم يدر نفسه بنفسه وتسائل أين أنا إن كانت ذاك ملامحي!