كُتاب الترند العربي

الصداقة أم الزمالة.. أيهما أعمق..؟!!

ماجد الحربي

الصداقة هي علاقة اجتماعية، تربط شخصَيْن أو أكثر على أساس الثقة والمودة والتعاون فيما بينهم. وفي اللغة الصداقة تُشتق من الصدق..!

والصداقة هي علاقة إنسانية مبنية على مجموعة من الأسس المتينة، كالصدق، والمحبة، والتعاون، والإخلاص، والتفاهم، والثقة… إلخ!

ويخلط بعض الناس بين الصداقة والزمالة؛ فالصداقة أعمق بكثير من الزمالة..!

كل ذلك جميل ورائع حتى لو كان كلامًا إنشائيًّا..! وإذا أردنا إسقاط ذلك على أرض الواقع سنجد أن تلك المعاني السامية لم تعد موجودة في واقعنا؛ فلم يعد الصديق صديقًا بالمعنى الحَرفي للصداقة، ولم تعد روابط الصداقة موجودة كما كانت سابقًا؛ وذلك يعيدنا دائما كي نسترجع ذكريات الماضي، ومنها الصداقة الوفية، التي يُضرب بها المثل في الصدق والتضحية والثقة، وتصل لأبعد من ذلك..!

وفي المقابل، هذا ما يجعلنا نتساءل مجددًا: لماذا في كل أمورنا الحالية نستدعي الماضي لإثبات أنه كان الأفضل والأجمل والأروع..؟!! وأن عصرنا هذا لم يعد فيه مكان للصداقة الحقيقية والوفاء كما كان سابقًا..!!

والحقيقة المُرة التي لا نريد الاعتراف بها تتمثل في كوننا لا نريد أن نعترف بأن النفوس هي التي تغيرت، وهي التي تبدلت وتلونت تبعًا للتغيرات من حولنا..! ولذلك قال الإمام الشافعي محمد بن إدريس -رحمه الله تعالى-:

نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب *** ولو نطق الزمان لنا هجانا

وختامًا.. كيف لنا أن نتعجب من ذلك والعالم من حولنا يتغيَّر ويتطوَّر تقنيًّا، علميًّا، ثقافيًّا، رياضيًّا واجتماعيًّا.؟! ونتعجب بعد ذلك من تغيُّر النفوس..؟! بل الإنسان نفسه يمرُّ بأطوار وتغيُّرات فسيولوجية في جسمه، بدءًا بما قبل الطفولة المبكرة، حينما يعتمد على أبويه في كل شؤونه، إلى الطفولة المبكرة، مرورًا بمرحلة المراهقة، التي قد تطول، ثم الشباب، فالكهولة، ثم الشيخوخة. لكن تظل روابط الصداقة واستمرارها مطلوبة بين الأصدقاء، ولا ينبغي لها أن تتأثر بعوامل التغيرات من حولنا، وإلا سنقول على الصداقة السلام. والله الموفق لكل خير سبحانه.

المصدر: سبق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى