“يسري نصر الله”.. عاشق تيار “سينما المؤلف”
الترند العربي – متابعات
تميزت مسيرة المخرج السينمائي والكاتب المصري “يسري نصر الله”، الذي عشق السينما منذ نعومة أظافره، بأعمال ذات طابع خاص تأثر بها جمهور الفن السابع لحد بعيد، ولقب بالتلميذ النجيب لـ”يوسف شاهين”. وكان قد تلقى دراسته في مدارس ألمانية، ثم التحق بالمعهد العالي للسينما في عام 1973؛ لكن ما لبث أن تركه وقرر الالتحاق بجامعة القاهرة كلية الاقتصاد وعلوم سياسية، وهو أول سينمائي مصري يتولى رئاسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بمهرجان كان السينمائي الدولي.
وقد أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن منحه جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، خلال فعاليات دورته الـ45، المقررة إقامتها في الفترة من 15 حتى 24 نوفمبر المقبل، وذلك تقديرًا لما قدمه طوال مسيرته الفنية الحافلة.
بدايته في السينما
عمل «نصر الله»، ناقدًا سينمائيًا في صحيفة السفير اللبنانية مدة أربع سنوات خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، ومساعد مخرج في بيروت مع المخرج اﻷلماني «فولكر شلوندورف» في فيلم «المزيف»، والمخرج السوري «عمر أميرالاي»، في الفيلم الوثائقي «مصائب قوم»، وعاد إلى مصر ليعمل مساعد مخرج مع «يوسف شاهين»، وشارك أيضًا يوسف شاهين في كتابة سيناريو «إسكندرية كمان وكمان» 1990، ثم خاض التجربة الإخراجية في نفس العام فأخرج فيلمه الروائي الطويل الأول «سرقات صيفية»، والذي عرض أولًا في افتتاح تظاهرة «نصف شهر المخرجين» في مهرجان كان الدولي 1988. واشتهر «نصر الله» بحرصه على إخراج معظم أعماله بعد كتابتها؛ فهو ينتمي إلى تيار سينما المؤلف.
أشهر أعماله
كشف المخرج يسري نصر الله، خلال تصريح إعلامي سابق له خلال أحد اللقاءات التلفزيونية، عن أسباب عدم غزارة أعماله الفنية في مسيرته؛ موضحًا أنه يشعر بالفخر بما قدمه قائلاً: «ليست غزيرًا في الإنتاج لأني عاوز سيناريو حلو وبأخذ وقت عشان ألاقي ده ووقت أكبر في التنفيذ والإخراج الذي يحتاجه الفيلم، وعاوز أعمل الفيلم زي اللي أنا عايزه وزي مالازم يتعمل وأدور على المنتج المناسب».
وكانت مشاركة المخرج السينمائي المصري أول مرة مع المخرج الراحل يوسف شاهين؛ إذ عمل كمساعد مخرج في فيلمي “وداعًا يا بونابرت” وأخرج وألَّف خلال مشواره الفني مجموعة من الأعمال التي تركت بصمة لدى الجمهور برغم قلة عددها. واشتهر بحرصه على إخراج معظم أعماله بعد كتابتها، ومنها: “سرقات صيفية” 1988، و”مرسيدس” 1993، و”صبيان وبنات” 1995، و”المدينة” 2000، و”باب الشمس” 2004، و”جنينة الأسماك” 2008، و”احكي يا شهرزاد” 2009، و”بعد الموقعة” 2012. كما قدم لعالم السينما فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن”، الذي أنتجه أحمد السبكي، في عام 2016. وقدم كذلك المخرج والناقد السينمائي في الدراما التلفزيونية مسلسل “نمرة اتنين”، ومسلسل “منورة بأهلها”.
تكريمات وجوائز
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي عن تكريم يسري نصر الله، في الدورة المقبلة من المهرجان بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، خلال فعاليات دورته الـ45، المقرر إقامتها في الفترة من 15 حتى 24 نوفمبر المقبل، وذلك تقديرًا لما قدمه طوال مسيرته الفنية الحافلة. وأعرب المخرج المصري، عن سعادته بهذا التكريم؛ إذ أكد خلال تصريحات إعلامية له، أن هذا التكريم ليس له فقط، وإنما للأفلام وصناعها والمشاركين بها. ويرى نصر الله، أن تكريم المخرجين يؤكد أننا متمسكين بصناعة السينما وأهميتها، رغم الظروف الصعبة التي تحيط بها.
وكان قد حصل المخرج المصري على العديد من الجوائز والتكريمات الهامة، ومنها: الجائزة الفضية، وجائزة أحسن فيلم عن فيلمه الثاني، الذي قام بتأليفه وإخراجه «مرسيدس» عام 1994. كما حاز فيلم «المدينة» جائزة لجنة التحكيم في مهرجان لوكارنو. وهو يعد من أوائل تجارب السينما الرقمية في مصر، وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات منها مهرجان شيكاغو وتورنتو وقرطاج.
ونال «نصر الله»، وسام فارس في الثقافة والفنون من عمدة مدينة باريس تكريمًا له، وهو من أرفع الأوسمة الفرنسية. وحصل أيضًا عمله الأشهر ثنائية «باب الشمس»، الذي شارك في كتابة السيناريو مع يسري والمخرج اللبناني محمد سويد، على المرتبة 42 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما العربية، بحسب استفتاء لنقاد سينمائيين قام به مهرجان دبي السينمائي الدولي في 2013 في الدورة العاشرة للمهرجان.