الترند العربي – متابعات

ليلة آسيوية مشتعلة عاشتها الدوحة بعدما حقق الدحيل القطري واحدة من أهم انتصاراته في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا للنخبة، إثر فوزه الكبير على الاتحاد السعودي بنتيجة 4–2 في المواجهة التي جمعتهما على ملعب عبدالله بن خليفة، ضمن الجولة الخامسة من دور المجموعات.
مباراة حملت الكثير من الندّية والتقلبات، وبرز فيها النجم الجزائري عادل بولبينة بتسجيله “هاتريك” استثنائي جعل الدحيل يفرض إيقاعه منذ الدقائق الأولى، ويعيد ترتيب مشهد المنافسة داخل المجموعة.

الاتحاد، رغم الخسارة، أظهر ردة فعل قوية في الربع الأخير من المباراة بفضل ثنائية الفرنسي كريم بنزيما، لكنه لم ينجح في تدارك الأخطاء الدفاعية التي كلفته نقاط المباراة وقلّصت من حظوظه في بلوغ المرحلة المقبلة.
ويُعد هذا الفوز خطوة مهمة للدحيل الذي رفع رصيده إلى 7 نقاط، مقابل 6 نقاط فقط للاتحاد الذي بات مطالبًا بالحسم في الجولة الأخيرة للحفاظ على آماله القارية.

مباراة عالية الإيقاع منذ البداية

دخل الفريقان اللقاء بشخصيتين مختلفتين؛ الدحيل لعب من أجل البقاء في دائرة المنافسة، بينما دخل الاتحاد بهدف تأمين عبوره. الفريق القطري بدأ بضغط عالٍ وسرعات واضحة عبر الأطراف، في حين فضّل الاتحاد التدرج بالكرة والاعتماد على الكرات الطويلة نحو بنزيما والمهاجمين.

هذا التناقض الفني خلق مباراة مفتوحة منذ الدقيقة الأولى، خصوصًا مع دخول الدحيل بأريحية هجومية وعدم تردد لاعبيه في استغلال المساحات خلف دفاع الاتحاد.

هدف مبكر أشعل المواجهة

لم يحتج الدحيل سوى خمس دقائق فقط ليعلن تقدمه، بعدما نجح عادل بولبينة في تسجيل الهدف الأول من كرة مرتدة منظمة أربكت دفاع الاتحاد. الهدف المبكر منح أصحاب الأرض دفعة معنوية كبيرة، بينما بدا الاتحاد متفاجئًا من الاندفاع القطري.

بعد الهدف، حاول الاتحاد استعادة التوازن عبر السيطرة الوسطية، لكن الدحيل كان أكثر تنظيمًا في التحولات السريعة التي أربكت دفاعات الفريق السعودي.

بولبينة يواصل التألق ويصنع الفارق

في الدقيقة 33، عاد النجم الجزائري ليُعمّق جراح الاتحاد بالهدف الثاني، مستغلًا خطأ دفاعيًا في التمركز سمح له بالانفراد بالمرمى.
واستمرت معاناة الاتحاد دفاعيًا في الشوط الأول، رغم محاولات بنزيما وملانياً وزملائه للتقدم، لكن الدحيل كان أكثر صلابة في الخط الخلفي.

بداية الشوط الثاني.. الدحيل لا يرحم

مع بداية الشوط الثاني، ظنّ المتابعون أن الاتحاد سيضغط بقوة بحثًا عن العودة، إلا أن الدحيل باغت الجميع من جديد بهدف ثالث عبر بولبينة عند الدقيقة 53، ليكمل “الهاتريك” وليضع فريقه في وضعية ممتازة قبل الدخول في الثلث الأخير من اللقاء.

هذا الهدف جعل الاتحاد يدخل في حالة من الارتباك، قبل أن يبدأ المدرب في إجراء تغييرات هجومية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الضربة الرابعة.. بياتيك يؤكد التفوق

استمر الدحيل في استغلال المساحات خلف الدفاع الاتحادي، ومع الدقيقة 74، أضاف البولندي كريستوف بياتيك الهدف الرابع بعد هجمة منظمة انتهت بتسديدة مركزة، لتصبح النتيجة 4–0 في واحدة من أثقل النتائج التي يتعرض لها الاتحاد خلال هذا الموسم القاري.

صحوة اتحادية متأخرة

رغم التأخر الكبير، لم يستسلم الاتحاد، وبدأ بالضغط الهجومي المكثف مع دخول عناصر إضافية في الوسط والهجوم.
وفي الدقيقة 76، نجح كريم بنزيما في تسجيل هدف أول بعد متابعة رائعة داخل منطقة الجزاء، ثم عاد اللاعب نفسه ليقلص الفارق مجددًا عند الدقيقة 83 بهدف ثانٍ أعاد الروح للفريق، لكنه لم يكن كافيًا لقلب النتيجة.

ورغم الهجوم المكثف في الدقائق الأخيرة، حافظ الدحيل على تقدمه، مستفيدًا من تراجعه المنظم ومن إجهاد لاعبي الاتحاد.

تراجع دفاع الاتحاد.. أبرز ملامح الخسارة

من أبرز النقاط التي ميزت المباراة هو الأداء الدفاعي غير المتوازن للاتحاد. الفريق ظهر بمساحات كبيرة بين الخطوط، مع بطء واضح في الارتداد الدفاعي وعدم قدرة الوسط على حماية العمق.
كما واجه الاتحاد صعوبة كبيرة في التعامل مع التحولات السريعة التي اعتمد عليها الدحيل، وافتقر للضغط الفعال في الثلث الأول من ملعبه.

هذه الثغرات استغلها لاعبو الدحيل بذكاء، خصوصًا بولبينة الذي تحرك بحرية كبيرة وسجل من زوايا متنوعة.

الدحيل يستعيد ثقته.. والاتحاد في موقف حساس

فوز الدحيل أعاد للفريق آماله في المنافسة على بطاقة التأهل، خاصة بعد تحقيقه واحدة من أقوى نتائجه في البطولة.
أما الاتحاد، فرغم امتلاكه عناصر هجومية قوية، إلا أنه بات مطالبًا بتصحيح وضعه في الجولة الأخيرة، إذ لم يعد يملك رفاهية التعثر، خصوصًا في ظل نتائج المجموعة المتقاربة.

الفريق السعودي، بقيادة مدربه، سيحتاج لمعالجة الأخطاء الدفاعية واستعادة الانضباط الفني الذي ظهر به في مبارياته السابقة.

تحليل فني
– الدحيل تفوق في سرعة الانتقال الهجومي والتدرج بالكرة.
– الاتحاد دفع ثمن الأخطاء الدفاعية الفردية والجماعية.
– بولبينة كان رجل المباراة دون منافس.
– بنزيما أكد قيمته الهجومية رغم الخسارة.
– التغييرات المتأخرة من الاتحاد ساهمت في تقليص النتيجة لكنها لم تغير مسار المباراة.

ماذا تعني هذه الهزيمة للاتحاد؟

رغم أنها ليست نهاية المشوار، إلا أن الخسارة تضع الفريق في موقف صعب، خصوصًا أن الجولة الأخيرة ستكون حاسمة.
الاتحاد يحتاج للفوز بدون حسابات، مع انتظار نتائج الفرق الأخرى في المجموعة إذا تعقّدت الصورة.

انعكاسات الفوز على الدحيل

الفوز منح الدحيل:
– فرصة ذهبية لدخول المنافسة بقوة
– دفعة معنوية قبل الجولة الأخيرة
– مؤشرًا عمليًا على قدرته على مواجهة الفرق الكبرى
– زخمًا جماهيريًا وإعلاميًا قد يلعب دورًا في المرحلة المقبلة

ردود الفعل الجماهيرية

عقب نهاية المباراة، شهدت منصات التواصل موجة واسعة من النقاشات بين جماهير الفريقين؛ جماهير الاتحاد أبدت استياءها من الأخطاء الدفاعية المتكررة، بينما احتفل جمهور الدحيل بالأداء الهجومي القوي والهاتريك التاريخي لبولبينة.

الترتيب بعد المباراة

الدحيل – 7 نقاط
الاتحاد – 6 نقاط

المجموعة تشتعل قبل جولة واحدة فقط من النهاية.

ما سبب تفوق الدحيل في المباراة؟
السرعة في التحولات، استغلال المساحات، والأداء الاستثنائي لبولبينة.

هل ما زالت حظوظ الاتحاد قائمة؟
نعم، لكنها أصبحت أصعب، إذ يحتاج للفوز في الجولة الأخيرة وانتظار سيناريوهات المجموعة.

من كان رجل المباراة؟
عادل بولبينة دون منازع بعد تسجيله هاتريك وصناعة الفارق منذ البداية.

هل أخطأ الاتحاد تكتيكيًا؟
الأخطاء الدفاعية والتمركز السيئ كانا نقطة الضعف الأبرز، إضافة إلى تأخر التغييرات.

ماذا يحتاج الاتحاد للتحسن؟
انضباط دفاعي أكبر، ضغط مبكر على حامل الكرة، وبدء المباريات بتركيز أعلى.

اقرأ أيضًا: الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة