فاطمة العدلانيكُتاب الترند العربي

سراب

فاطمة العدلاني

الأمسُ بالأمسِ لا يَعيق
اليومُ باليومِ لا يَعيق
الأمسُ باليومِ يَعيق
عِش بالأمسِ اليوم إن طلبت التَندم
وعِش بالغدِ اليوم إن طلبت التَمني
وعِش باليوم اليوم إن طلبت التَقدُم
ظُن في السَعي مَطلبا واطلبهُ
تَجدك ساعيا وإن لم تصل، لَك الشرف
ولا تَظُن في الكسل راحة وتملكهُ فلا تصل.
صِراع دائم دون راحة أو توقف
تُصارع من أجل الحلم الذي بدأته منذُ أعوام وأعوام ظناً مِنك أن السعادة لا تكمن إلا به.
يأتي الحلم بين يديك فتزهد به دون تفسير أين ذهبت السعادة!
تُخبرك أحلامك التي اختلفت عن الماضِي أنك لم تعد الشخص الذي انتظر ذلك الحلم فقد نضج عقلك وتغيرت مفاهيم ومعايير رؤيتك للأشياء… كما أن عُمرك تقدم بِكَ رُبَما قليلا لكن ثِمة أشياء اختلفت كثيراً..
فتعود ثقتك أن السعادة فقط ذهبت حيث تغيرت أحلامك وتسعي جاهداً مرة أخرى وراء طموحك الجديد الذي يظل يكمن به لون السعادة بِفكرك حتى تحصل عليه ويصبح بين يديك ثم للتو تزهد به وتراه أقل قيمة من أن يُسعى إليه كذلك!
ثم ترى أن السعادة ليست في هذا ولا ذاك وتفكر أنك إذا وفقط حصلت على كذا فهي السعادة الحقيقة الكاملة التي لا تأبه بعدها لشيء وتظل ساعياً تجاه تلك الأمنية المفقودة تتعس حياتك تكدر صفوها إن لم تحصل عليها وتعتقد أنك مسلوب الإرادة إن سعيت ولم تَنل ومقصود الظلم من اليوم والناس إن فقدت طاقتك ووقفت في منتصف الطريق ناظراً لغيرك فقد حصل فلان على كذا وحصلت فلانه علي كذا ورُزق فلان كذا وسعيد وهو ما تمنيته ولم يكن لي!
ولا نُدرك أن السعادة الحقيقية في الرضا.
مصابون بهيستريا الحصول على الأشياء المفقودة ظنا أن السعادة دائما فيها كما لو أن نفوسنا سُلِطَّت علينا تسعى وراء سراب وتعود جاهدة مرهقة دون جدوى.
نُكَّدِر صفو أيامنا بالانتظار والغد بشعور الحرمان ولعل في فقدان تلك الأشياء رحمة بنا في عدم الحصول عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى