الجاني شابة.. جريمة ابتزاز إلكتروني جديدة في مصر
الترند العربي ـ القاهرة
من جديد تعرض مواطنون في مصر للابتزاز الإلكتروني، إلا أن المفاجأة هذه المرة أتت شابة، كما ذكرت جريدة العربية.
فقد بدأت القصة قبل سنوات، حين تعرض عدد من العائلات، من رجال وسيدات وأطفال، لابتزاز إلكتروني من قبل شخص مجهول، ظل يلاحقهم برسائل وصور وفيديوهات، لتشويه سمعتهم وإفساد علاقاتهم الزوجية، وتهديدهم، حتى رضخ البعض منهم لطلبات المبتز، التي تبين لاحقا أنها شابة.
فبعد أن كانت الشابة علياء المقيمة في قرية كفر بدماص بمدينة شربين بالدقهلية، تمارس “هوايتها” في إرسال طلبات صداقة على فيسبوك لرجال وسيدات وأطفال، أصبحت تعلم الكثير عنهم. فبدأت لاحقا تستغل صورهم في المناسبات الاجتماعية، وكذلك الرسائل والمحادثات الخاصة بينهم وبينها لابتزازهم .
كما كانت تقوم بإرسال تلك المحادثات للزوجات والرجال على السواء لتخريب وإفساد العلاقة الزوجية، ثم بدأت تطلب مبالغ مالية وصلت إلى مليون جنيه مقابل التوقف عن أفعالها.
ونظراً للطبيعة الريفية في تلك المنطقة وخوف العائلات على السمعة، رضخ البعض ونفذ طلبات الشابة، ما دفعها لتكرار المحاولات وممارسة عملياتها على نطاق واسع.
حتى بدأت المواجهة الفعلية مع مواطن مصري يعمل في الخارج، ويدعى محمد عبد العاطي. فبعد أن علم بما تتعرض له زوجته وأطفاله من ابتزاز، لاسيما بعد أن أرسلت علياء رسائل إلكترونية على مواقع التواصل لأولياء الأمور في إحدى المدارس تخبرهم فيها أن نجل هذه العائلة مريض بالإيدز، عاد مسرعا إلى مصر. وقرر مواجهة الشابة قضائياً وقانونياً.
ونجح بمساعدة أجهزة الأمن في التوصل لهويتها ومقر إقامتها، حيث تبين أنها تدعى علياء وتبلغ من العمر 35 عاماً.
وخلال التحقيقات معها، كشفت هوية بعض ضحاياها، إذ تبين أنها تقوم بفبركة روايات عن عدد من الأشخاص وإرسالها لأصدقائهم عبر فيسبوك. واستمر ذلك لسنوات عديدة إلى أن قامت بمساومة أحد ضحاياها بدفع مبلغ 600 ألف جنيه، كما اتهمت رجالاً آخرين بتعاطي المخدرات.
يشار إلى أن محكمة في محافظة الدقهلية كانت شهدت، الاثنين، نظر وقائع جريمة الابتزاز الإلكتروني هذه. وفي أولى جلسات محاكمة علياء، فوجئت المحكمة بتوافد عدد من الضحايا، حيث كشفوا ما تعرضوا له من ابتزاز والمبالغ التي طلبتها منهم الشابة، وطلبوا إشراكهم في الدعوى.
كما قالت مي محمد، إحدى الضحايا، لـ”العربية.نت”، إن الشابة كانت تتحدث معها منذ عامين عبر صفحات حسابات وهمية وتقوم بإرسال قصص وروايات مختلقة، تسيء وتشوه حياتها الخاصة ولم تستطع الوصول إليها، لافتة إلى أنها فوجئت بخبر القبض عليها ولذلك توجهت إلى المحكمة لتروي ما تعرضت له.
بدوره، كشف أشرف وجدي، وهو ضحية أخرى، أن علياء أرسلت له رسائل سب وقذف، مؤكداً أنه فوجئ بأن هناك أكثر من 11 شخصاً من ضحاياها. وأضاف أن طريقة الابتزاز كانت عبارة عن تأليف قصص وهمية وجنسية وتجارة مخدرات وغيرها، ثم تقوم بإرسالها لقائمة أصدقاء الضحايا، وبعدها تقوم بالتفاوض من أجل الحصول على مبالغ مالية مقابل التوقف.
من جهتها، طالبت هايدي سمير إحدى الضحايا أيضاً بتطبيق أقصى عقوبة على المتهمة، قائلة إنها تسببت في مشاكل أسرية كبيرة للضحايا.
يذكر أن مصر كانت شهدت خلال الآونة الأخيرة وقائع ابتزاز إلكتروني عدة، كان أشهرها ما حدث للطفلتين بست خالد وهايدي شحتة اللتين انتحرتا بحبة الغلال السامة بسبب هذه الجرائم.