الهلال السوداني يهزم مولودية الجزائر خارج الديار رغم النقص العددي ويبدأ مشواره الأفريقي بانتصار ثمين

الترند العربي – متابعات

افتتح الهلال السوداني مشواره في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا بفوز مهم على مولودية الجزائر بنتيجة 2-1 في المباراة التي احتضنتها رواندا مساء الجمعة، ليحقق الفريق أول ثلاث نقاط في المجموعة الثالثة ويبدأ مشواره القاري بثقة رغم الظروف الصعبة التي يمر بها النادي والكرة السودانية عمومًا، إضافة إلى خوض المباراة خارج أرضه بسبب الأوضاع في السودان التي أجبرته على اعتماد ملاعب مؤقتة للمنافسات الأفريقية.

وجاء الفوز في مباراة اتسمت بالإيقاع البدني المرتفع، والندية بين الفريقين، قبل أن يحسم الهلال اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد لاعبه صلاح عادل في الدقائق الأخيرة، ليظهر الفريق شخصية قوية مكنته من الحفاظ على تقدمه رغم الضغط الجزائري.

بداية متوازنة وشراسة هجومية قبل نهاية الشوط الأول

شهد الشوط الأول حضورًا هجوميًا للهلال، مع اعتماد مولودية الجزائر على التحولات السريعة ومحاولة الضغط على دفاعات الهلال في مناطق متقدمة. ومع اقتراب نهاية الشوط، نجح الهلال في استغلال تراجع دفاعات المولودية، ليحرز عبد الرازق عمر الهدف الأول في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع بعد هجمة منظمة أنهاها بتسديدة مركزة من داخل منطقة الجزاء، مانحًا فريقه أفضلية معنوية قبل دخول غرف الملابس.

هدف عكسي يعيد المباراة إلى نقطة الصفر

في الشوط الثاني، دخل مولودية الجزائر بصورة أكثر جرأة بحثًا عن التعادل، ونجح بالفعل في الدقيقة 53 بعد كرة عرضية تسببت في ارتباك دفاعي، ليحوّل مصطفى كرشوم الكرة بالخطأ في مرماه، معلنًا تعديل النتيجة لصالح الفريق الجزائري بشكل غير متعمد.

هذا الهدف شكّل نقطة تحول في رتم المباراة، حيث عاد الهلال للبحث عن التقدم بدل الاكتفاء بالدفاع، خصوصًا مع رغبة الفريق في ضمان بداية قوية في المجموعة.

الغربال يظهر من جديد ويعيد التقدم للهلال

بعد تبادل الفرص بين الطرفين، نجح محمد عبد الرحمن “الغربال” في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 75، بعد سلسلة تمريرات انتهت بكرة داخل منطقة الجزاء استلمها المهاجم السوداني وحولها بإتقان في شباك المولودية، مؤكدًا مكانته كأحد الأوراق الهجومية المؤثرة في الهلال والكرة السودانية عمومًا.

طرد متأخر واختبار دفاعي صعب

شهدت الدقائق الأخيرة توترًا واضحًا بعد طرد صلاح عادل في الدقيقة 87 نتيجة حصوله على إنذارين، ما دفع الهلال للعودة إلى الدفاع والاعتماد على إغلاق المساحات واللعب على المرتدات. وتمكن الفريق من الصمود حتى نهاية اللقاء، وسط محاولات جزائرية للوصول للتعادل دون نجاح، بفضل صلابة دفاعية وهدوء في إدارة الدقائق الحاسمة رغم الضغط.

فوز ثمين في ظروف معقدة

تأتي نتيجة المباراة في ظل ظروف غير اعتيادية يعيشها الهلال الذي يخوض مبارياته الأفريقية في رواندا بعد موافقة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، نتيجة الأوضاع الأمنية والحرب في السودان. ورغم ذلك، ظهر الفريق بإصرار كبير على تقديم أداء تنافسي قادر على الصمود أمام فرق قوية في مجموعته.

ويمثل هذا الفوز خطوة مهمة نحو المنافسة على بطاقتي التأهل في مجموعة تضم مولودية الجزائر، ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي، وسانت لوبوبو الكونغولي، وهي مجموعة ذات طابع تنافسي مرتفع بالنظر لقوة الأندية المشاركة.

ردود فعل جماهيرية وإعلامية

لاقى الفوز صدى واسعًا بين جماهير النادي السوداني التي تتابع الفريق من الخارج في ظل الظروف الحالية. وتفاعل عدد من المحللين مع المباراة معتبرين أن الهلال قدم أداءً يعكس شخصية الفريق القاري، خصوصًا بأن الفوز جاء أمام خصم تاريخي في البطولة ويتمتع بخبرة قارية كبيرة.

كما أشاد البعض بالجاهزية البدنية للفريق رغم غياب الاستقرار المحلي بسبب توقف النشاط الكروي داخل السودان، معتبرين أن الفريق قادر على صنع مسار مفاجئ في البطولة إن حافظ على اتحاده وانضباطه التكتيكي.

قراءة فنية في أداء الهلال

تميز الهلال في المباراة بالتركيز على الانتشار في العمق الدفاعي، وتنويع الهجمات عبر الجناحين، إضافة إلى اعتماد الكرات العمودية في التحول الهجومي بعيدًا عن البناء البطيء. كما لعب خط الوسط دورًا مهمًا في امتصاص ضغط الخصم بعد الهدف الثاني، بينما تميز الغربال باستغلال المساحات خلف المدافعين.

ومع ذلك، شهد الفريق بعض الأخطاء في التمرير الأرضي داخل مناطقه، الأمر الذي ساهم في خلق فرص خطرة للمولودية كادت أن تنتهي بتعديل النتيجة، ما يجعل الجانب الدفاعي أبرز نقاط التحسين قبل الجولات المقبلة.

ماذا بعد الفوز؟

سيكون الهلال مطالبًا بتثبيت حضوره في الجولتين المقبلتين لمواصلة المنافسة على صدارة المجموعة، خصوصًا أمام ماميلودي صنداونز، أحد أبرز المرشحين في البطولة. وتعتمد فرص الفريق بشكل أساسي على قدرته في الحفاظ على الانضباط الدفاعي وتجنب الطرد في المباريات الحساسة، إلى جانب استثمار لحظات الحسم كما فعل اليوم.

أين أقيمت المباراة ولماذا؟
أقيمت في رواندا بعد حصول الهلال على موافقة للعب خارج السودان بسبب الظروف التي تمنع إقامة المباريات على ملاعبه المحلية.

من سجل أهداف الهلال؟
عبد الرازق عمر سجل الهدف الأول، ومحمد عبد الرحمن “الغربال” أحرز هدف الفوز.

كيف تلقى مولودية الجزائر هدفه الوحيد؟
جاء من هدف عكسي سجله لاعب الهلال مصطفى كرشوم بالخطأ في مرماه.

ما أثر الطرد على المباراة؟
أجبر الهلال على التراجع الدفاعي في آخر الدقائق، لكنه نجح في الحفاظ على النتيجة رغم الضغط الجزائري.

اقرأ أيضًا: الهلال والمريخ أمام اختبار مرهق في الدوري الرواندي… روزنامة مكثّفة واستدعاءات دولية تربك الصفوف