منوعات

تلخيص كتاب قطط وافدة للكاتب عمر غازي

بقلم: روضة السعيد

يتناول هذا الكتاب قضية الغربة، وتفاقم الخلاف بين الوافدين والمواطنين وتفاقم هذه القضية وكيفية حلها من كلا الطرفين.

قسم المؤلف الكتاب إلى أربعة فصول رئيسية فى نهاية كل مقال دروس وعبر معبرة عن المقال.

المقدمة

أراد الكاتب أن يعرض مبررات القضية من وجهة نظر كل طرف.

الوجه الأول: سخط الوافدين وعدم تقبل الحال والبؤس، والظروف المعيشية التي يتطلعوا لها، ومعاداة المواطنين، والسخط على قوانين البلد المستقبِلة.

وبالطبع توجد جوانب سلبية ولكن ليس لدرجة تحميل الواقع السيئ على المواطن والدولة المستقبلة.

الوجه الثاني:

كره المواطن للوافد، وجود التعليقات المسيئة والكارهة، والمطالبة بالرجوع إلى البلد الأم.

وبالطبع الكاتب على دراية ويكتب بحيادية تامة وغير منحاز لأي طرف من الأطراف.

الفصل الأول: ملاحظات لابد منها

معظم تجارب الغربة بالنسبة للوافدين تكون صعبة، والتي أدت إلى تكوين هذا الفكر الساخط من خلال المرور بتجارب سيئة، ودخول مجتمع وثقافة جديدة متخلفة تماما عن البلد الأم.

أو من خلال التعلق الشديد بالبلد الأم سواء بظروف البلد أو بشعبها.

أو من خلال المكوث سنوات طويلة في البلد المستقبِل.

الفصل الثاني: سخط الوافدين

لكل سبب مسبب، السخط له المسببات أيضا.

التجربة للوافد تمر بالعديد من الصعوبات خصوصا في التأقلم مع البلد، وظروف العمل وأفراد الشعب فيخرج منها غالبا بالضيق وعدم الارتياح.

و للأسف تخلق هذه التجارب السيئة الصورة النمطية الجاهلة عن الشعب وأحوال البلد كلها وتكون ناتجة من شدة سوء التجارب والمشاعر التي مر بها.

لذا الكاتب تجنب التعميم وتحدث في إطار التجربة الشخصية فقط.

رفع سقف التوقعات عن الأحوال والظروف المعيشية التي سيصل إليها الوافد لكن الصدمة بالأحوال الأقل بقليل أو بكثير تطغى على هذه التوقعات المستقبلية فيصاب بالشؤم والسخط على الخوض في تجربة الغربة.

عدم الدراية الكافية بتبدل الأحوال، والمتغيرات، والقوانين التي تخص الوافدين خاصة عند صدور القرارات التي لا تكون في صالحهم ولا يدرون أنها مسجلة من ضمن قوانين البلد.

القناعات والأفكار السلبية في اللاوعي من خلال أفكار المجتمع عن الغربة السلبية والصورة النمطية المتصدرة من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة.

الاختيار الخاطئ للبلد المستقبل من خلال العروض الخادعة التي تكون أسوأ حالا من التي يصبح عليها في بلده الأم وهذا يكون نتاج التسرع في اتخاذ القرارات.

الرهاب الاجتماعي، ومن أحكام الآخرين وعدم الوئام في العلاقات خاصة إن كانت سيئة أو مرت فيها بتعامل سيئ تشكل صورة نمطية خاطئة عن الشعب بأكمله بتلك الصفة المتشكلة في العقل الباطن.

قد ترجع أيضا إلى أسباب شخصية من خلال انسلاخ الهوية، والتقليد الأعمى لأفراد الشعب متظاهرا بأنه منهم، الغياب الطويل الذي أدى إلى الانقطاع التمام عن العادات والتقاليد والأهل والخوف من فقدان الرفاهية والراحة التي افتقدها في بلده الأم.

أهم العبر:

_ لا تفسر الأمور على محمل شخصي.

_ليس كل ما تراه في الإعلام حقيقيا.

_ لا تقطع صلتك بوطنك الأم، ولا ثقافتها ولا عداتها، ما دمت مقيما، بعلاقة عمل مؤقتة مهما طال نهارها وتحول لعقود من الزمان.

_ اتبع عواطفك وقناعاتك، لا تجعل الآخرين سلطانا عليك.

_الغربة مدرسة، بل جامعة يتعلم منها الإنسان ثقافات جديدة ودروسا حياتية من الصعب أن يتحصل عليها في مكان آخر، فلا تكن تلميذا فاشلا.

_لا تستعجل في القرارات التي تتعلق بالمستقبل.

_ثقف نفسك ذاتيا، واقرأ وشاهد واسأل قبل أن تقدم على أي جديد.

_حكم عقلك قبل أن تترد، أو تستقبل أمثالا أو مقولات.

_ كن واثقا من نفسك، وتعامل بشكل طبيعي، ولا تتكلف لتحاول إثبات شيء للآخرين، فأنت لست متهما.

الفصل الثالث: سخط مضاد

هنا الوجه الآخر للسخط المضاد من المواطن.

الذي يكون من خلال ظاهرة رهاب الأجانب، والكره غير المبرر لهم وعدم التعامل معهم على الإطلاق وقد يؤدى إلى ظهور العدوانية كالقتل على سبيل المثال.

الصورة النمطية من خلال بضع تعاملات قليلة مع الوافدين، والتي تشكل حالة تعميم كارهة غير مبررة في العقل الباطن على الوافد.

السخط على الواقع الشخصي، والغيرة من الوافدين نظرا للحصول على درجة وظيفية أفضل منه أو النظرة بأنهم يستولون على سوق العمل الذي أدى إلى ضياع حقه، والشعور بالتهميش ينتج عنها الشعور الدائم بأنه الضحية، وذلك تعليقا على أي حدث أو صدام يحدث بين الطرفين بنظرة المحتل لسوق عمله.

تقليل الشأن، والنزاعات العرقية على الأفضلية والتعالي على الوافدين ومناداتهم بألقاب معينة أو المطالبة بطردهم.

عدم القدرة على مجاراة الوافدين في ظروف العمل نظرا لاختلاف الأهداف والظروف التعليمية والتطلعات المستقبلية.

التماهي السياسي والانجراف مع القطيع إن لم تكن وجهة النظر الشخصية مجارية للحالة العامة للمجتمع الذي يقيمون فيه.

 

الخوف من الأثار السلبية لوجود الوافدين والتي قد تتمثل في:

الخلل السكاني والخوف من ضياع الهوية نتيجة زيادة الأعداد الوافدة خاصة أنها قد تصل إلى 90 في المائة في بعض الدول كالكويت أي نسبة المواطنين هي الأقلية مما قد يؤدى إلى ضياع الهوية بين الجنسيات العديدة كما تؤدى إلى شعور المواطنين أنهم غرباء في وطنهم.

العمالة السائبة التي تؤدى إلى نتائج سلبية وتدفع إلى ظهور الأنشطة الغير قانونية كالاتجار في التراخيص والتأشيرات وغيرها.

اختلال ميزان عرض وطلب العمالة الوافدة، ففي البلدان التي تكون العمالة مؤقتة كالسعودية تكون لغرض شغل الوظائف الشاغرة ولكنها تؤدى إلى تفاقم الأعداد والتي تؤثر على أعداد الوافدين في بعض الدول المستقبلة كالسعودية، لكنها لا تؤثر على بعض الدول المستقبلة الأخرى كالإمارات على سبيل المثال.

من أخطر الممارسات في المجتمع التستر التجاري، والتحويلات الضخمة والأنشطة الغير قانونية والغير المشروعة والتهرب الضريبي والغش التجاري، وتنامى البطالة في المتجمع المستقبل التي تؤدى لضياع الفرص على المواطنين.

أهم العبر:

_ تقليلك من شأن الآخرين لن يعلو بك ولن يمنحك أفضلية عليهم.

_ لا تواجه الكراهية بالكراهية، ولا العداء بالعداء، فدائرة البغض لا تجلب سوى السلبية وهدر الوقت والجهد، والخسارات المتتالية للجميع.

_ فكر بعقلية الوفرة لا الندرة، من منطلق الإيمان بوجود فرص تتسع للجميع.

_ قبل أن تحكم على الآخرين، أو مواقفهم، ضع نفسك مكانهم، ثم فكر في الموقف.

_ الأمن الوطني أو القومي له محدداته، والأجهزة المعنية هي الأقدر على تحديده

الفصل الرابع: نحو فهم سليم متبادل

هنا الكاتب يسرد حلول لجميع الأطراف المعنيين بهذه القضية الجدلية.

أولا: للطرفين.

لابد من التساوي في الحقوق والواجبات لكلا الطرفين، وأن القانون فوق الجميع، ولابد من الالتزام بها وتقبل الاختلاف في الثقافات وعدم التنازع على الأفضلية في العرقية والبلد والجنسية لأن كل هذه النقاشات تؤدى إلى هاوية الضياع والصدام ويجب التخلى عن الصورة النمطية المقتبسة من الوسائل الإعلامية.

ثانيا: للمواطنين.

إدراك احتمالية الخطأ عند الوافدين وأنهم قوى ناعمة وعماد أساسي في الدولة معهم وتفهم وجهة نظر وطبيعة الآخر.

ثالثا: الوافدين

نقل الصورة الحسنة للبلد الأم والتعامل بالود والاحترام وتثقيف النفس حول البلد المستقبل وعدم السخرية من العادات والتقاليد وتقبل تجربة الغربة لأن الحياة ما هي إلا سفر وترحال.

لذا لكل عقدة حلها، وبعد كل عتمة بصيص الأمل والنور، النزاعات العرقية والعراك على الأفضلية ما هي سوى مضيعة للوقت، إذا وحدت الأهداف أصبحنا كبنيان مرصوص لا يهوى عليه سيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى