الهلال يبدأ الإعداد لمواجهة البوليس الكيني في إياب الأبطال

الهلال يبدأ الإعداد لمواجهة البوليس الكيني في إياب الأبطال
الصفوة – تقرير
بدأ نادي الهلال السوداني صباح اليوم تحضيراته الجادة لمباراة الإياب أمام البوليس الكيني في دور الـ32 من دوري أبطال إفريقيا، والمقرّر أن تُقام على ملعب شهداء بنينا بمدينة بنغازي الليبية، في مواجهة تُعدّ مفصلية في مشوار الفريق نحو مرحلة المجموعات، بعد الفوز الذي حققه ذهابًا في العاصمة الكينية نيروبي بهدف نظيف منح الأزرق أفضلية مهمة قبل موقعة الإياب.

تحضيرات فنية مكثفة بقيادة ريجيكامب
يُشرف المدير الفني للفريق، الروماني لورينت ريجيكامب، على برنامج تدريبي مكثف يمتد لعدة أيام، يركّز من خلاله على تصحيح الأخطاء الدفاعية والهجومية التي ظهرت في مباراة الذهاب، مع رفع الجاهزية البدنية والفنية للاعبين قبل المواجهة المرتقبة.
وركّز الطاقم الفني خلال الحصة الأولى على تمارين الاستحواذ والانتشار في منتصف الملعب، إضافة إلى تطبيق بعض الجمل التكتيكية الخاصة بالتحولات السريعة من الدفاع للهجوم، وهو الأسلوب الذي اعتمد عليه الفريق في لقاء نيروبي وحقق من خلاله التفوق.
وأظهرت الحصة التدريبية الأولى روحًا معنوية مرتفعة بين اللاعبين الذين بدوا أكثر تصميمًا على تحقيق التأهل، خاصة أن الفريق يسعى هذا الموسم إلى بلوغ مراحل متقدمة في البطولة بعد خروجه المبكر الموسم الماضي.

استراتيجية المدرب: الضغط العالي والإنهاء المبكر
من خلال التوجيهات الفنية التي قدّمها ريجيكامب، يبدو واضحًا أن الهلال سيلعب مباراة الإياب بطابع هجومي حذر، إذ يسعى المدرب إلى تسجيل هدف مبكر يضمن للفريق السيطرة على المباراة منذ بدايتها ويمنح اللاعبين الثقة لتسيير اللقاء وفقًا للخطة الموضوعة.
المدرب شدد على أهمية الضغط العالي على حامل الكرة، واستغلال المساحات خلف دفاع الفريق الكيني الذي يعتمد على التمريرات الطويلة والكرات العرضية، مع التركيز على الكرات الثابتة التي كانت أحد مصادر الخطورة في لقاء الذهاب.
كما طالب ريجيكامب لاعبيه بالتركيز الكامل طوال زمن المباراة، محذرًا من التهاون أمام خصم يمتاز بالقوة البدنية والسرعة في المرتدات، مشيرًا إلى أن الفوز بهدف في الذهاب لا يعني الاطمئنان، بل يستدعي مضاعفة الجهد لحسم بطاقة التأهل رسميًا.
تحديات أمام الهلال في بنغازي
رغم الفوز ذهابًا، إلا أن مواجهة الإياب لا تبدو سهلة على الهلال، خصوصًا في ظل ضيق فترة الإعداد بعد العودة من كينيا، وصعوبة التنقلات بين الدول الإفريقية، بالإضافة إلى التغير المناخي بين نيروبي وبنغازي، حيث درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة التي تتطلب إعدادًا بدنيًا خاصًا.
كما يُتوقع أن يعتمد الفريق الكيني على الضغط المبكر ومحاولة التسجيل في الدقائق الأولى لتعويض خسارته، وهو ما يدفع الهلال للعب بحذر مع الحفاظ على التوازن بين الدفاع والهجوم.
ولن تكون الجماهير الليبية غائبة عن المشهد، إذ يُنتظر حضور جماهيري كبير من الجالية السودانية في بنغازي، لدعم الفريق الأزرق وتشجيعه في واحدة من أهم محطات الموسم.

الهلال بين الطموح والواقعية
يعيش الهلال هذا الموسم مرحلة جديدة من البناء بعد تعزيز صفوفه بعدد من اللاعبين المحليين والأجانب المميزين، الذين يُنتظر أن يشكلوا الفارق في البطولة القارية.
وقد عبّر عدد من نجوم الفريق عن ثقتهم في التأهل، مؤكدين أن الانتصار خارج الأرض يجب أن يُترجم بفوزٍ آخر داخل الملعب المحايد ليؤكد قوة الفريق واستقراره الفني.
ويأمل أنصار النادي أن تكون هذه النسخة من دوري الأبطال بداية لعودة الهلال إلى الواجهة الإفريقية، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى نصف النهائي في نسخ سابقة، قبل أن تتسبب الظروف الفنية والإدارية في تراجع الحظوظ.
الفوز ذهابًا.. مكسب يجب استثماره
الفوز الذي حققه الهلال في نيروبي منح الفريق دفعة معنوية كبيرة، لكنه في الوقت ذاته يفرض مسؤولية مضاعفة على اللاعبين والجهاز الفني في لقاء الإياب.
فالمدرب ريجيكامب أشار إلى أن “النتائج الإيجابية خارج الأرض لا تكتمل قيمتها إلا عندما تُعزّز بانتصار داخل الميدان”، مؤكدًا أن الفريق لن يعتمد على التعادل بل سيدخل المباراة بهدف تأمين الصعود من الباب الكبير.
ويُتوقع أن يُجري المدرب تعديلات طفيفة على التشكيلة بإشراك بعض العناصر التي غابت في مباراة الذهاب، خاصة في خط الوسط والهجوم، لتعزيز الأداء الهجومي دون الإخلال بالمنظومة الدفاعية.
تجهيز خاص للثنائي الأجنبي
من المنتظر أن يعتمد الهلال على لاعبيه الأجنبيين في الخط الأمامي، حيث خضع الثنائي المهاجم الغاني كوامي ولاعب الوسط الكونغولي فيفيان ماكوزا لتدريبات خاصة تركز على التناغم في بناء الهجمة وإنهاء الكرات أمام المرمى.
المدرب أشاد بالمستوى المتطور للثنائي خلال التدريبات الأخيرة، مشيرًا إلى أنه يعول عليهما في ترجمة الفرص إلى أهداف مبكرة تحسم اللقاء منذ البداية.
كما حرص الطاقم الفني على إخضاع الحارس أبوعشرين لتدريبات مكثفة على الكرات العرضية والانفرادات، بعد ملاحظات الجهاز الفني في لقاء الذهاب حول سوء التمركز في بعض الكرات الهوائية.
تكامل إداري ودعم جماهيري متواصل
إدارة نادي الهلال أكدت جاهزيتها لتقديم كل التسهيلات الممكنة للفريق، حيث وفّرت سفرًا مريحًا وإقامة مثالية في ليبيا، إلى جانب ترتيبات أمنية وتنظيمية تضمن تركيز اللاعبين على المباراة فقط.
كما أشاد رئيس النادي بجهود اللاعبين والجهاز الفني، مطالبًا بمواصلة العمل بنفس الروح القتالية من أجل إسعاد الجماهير الهلالية في السودان وخارجه.
وفي الوقت نفسه، أطلقت روابط المشجعين في ليبيا والسودان حملات تشجيعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “نحو المجموعات”، في إشارة إلى الدعم اللامحدود للفريق قبل اللقاء المرتقب.
أهمية المباراة في مشوار الهلال القاري
تأتي مواجهة الإياب أمام البوليس الكيني في توقيت حاسم بالنسبة للهلال، إذ يُعد التأهل إلى دور المجموعات مفتاح الموسم القاري، حيث يمنح الفريق الفرصة لمواجهة أندية النخبة في القارة الإفريقية، ويعزز تصنيفه في البطولات المقبلة.
كما أن بلوغ المجموعات يمثل دفعة مالية ومعنوية كبيرة للنادي، خاصة في ظل المنافسة القوية بين الأندية السودانية على التمثيل الخارجي.
ويرى المتابعون أن الهلال يمتلك كل المقومات لعبور هذه المرحلة، شريطة أن يحافظ على تركيزه ويبتعد عن الأخطاء الدفاعية التي كادت أن تكلفه الكثير في مباراة الذهاب.
تاريخ الهلال في مواجهات شرق إفريقيا
يمتلك الهلال سجلًا لافتًا أمام الأندية القادمة من شرق إفريقيا، إذ سبق له التفوق على فرق كينية وأوغندية وتنزانية في أكثر من مناسبة، سواء داخل السودان أو خارجه.
وكان الفريق قد واجه أندية مثل غور ماهيا وتوسكر الكيني وخرج منتصرًا في أغلب اللقاءات، ما يمنحه تفوقًا نفسيًا أمام خصمه البوليس الكيني الذي يشارك للمرة الأولى في الأدوار المتقدمة من البطولة.
نظرة فنية على الفريق الكيني
من جهته، يدخل فريق البوليس الكيني المباراة تحت ضغط النتيجة، بعد خسارته على أرضه، ما يجعله مطالبًا بالفوز بهدفين على الأقل.
ويُتوقع أن يعتمد الفريق على أسلوب اللعب المباشر، مع الاعتماد على الأطراف والكرات الطويلة نحو منطقة جزاء الهلال.
وقد أظهر الفريق في لقاء الذهاب بعض نقاط القوة في الجانب الهجومي، لكنه افتقد للدقة في الإنهاء أمام المرمى، وهي الثغرة التي يسعى الهلال لاستغلالها عبر الهجمات المرتدة السريعة.
متى تُقام مباراة الهلال والبوليس الكيني؟
تُقام مباراة الإياب خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر 2025 على ملعب شهداء بنينا في بنغازي.
ما نتيجة مباراة الذهاب؟
فاز الهلال بهدف نظيف في العاصمة الكينية نيروبي.
من هو مدرب الهلال الحالي؟
الروماني لورينت ريجيكامب، الذي يقود الفريق منذ بداية الموسم الحالي.
ما الهدف الرئيسي للهلال من هذه المواجهة؟
بلوغ دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا والتقدم نحو المراحل النهائية.
هل سيلعب الهلال على أرضه في السودان؟
لا، نظرًا للظروف الراهنة تُقام مباريات الفريق الإفريقية في ليبيا كأرضٍ محايدة.
ما أبرز نقاط القوة في الهلال؟
تنظيم دفاعي متماسك، سرعة في التحول من الدفاع للهجوم، واستقرار فني ملحوظ.
من أبرز لاعبي الهلال المتوقع تألقهم في المباراة؟
المهاجم كوامي، الحارس أبوعشرين، ولاعب الوسط فيفيان ماكوزا.
ما توقعات الجماهير؟
تفاؤل كبير بتكرار الفوز وضمان التأهل إلى المجموعات بثقة وأداء مميز.
خاتمة
يخوض الهلال السوداني اختبارًا جديدًا في طريق المجد الإفريقي، واضعًا أمامه هدفًا واحدًا: العودة إلى المجموعات بثوب جديد وروح قتالية تعيد للأزرق هيبته التاريخية في القارة السمراء.
وما بين العزيمة الفنية والإصرار الجماهيري، تبدو ملامح التفاؤل واضحة في معسكر الفريق، في انتظار مباراة الإياب التي قد تُشكل منعطفًا مهمًا في موسم الهلال، وتفتح له الباب من جديد نحو أمجاد دوري الأبطال الإفريقي.
اقرأ أيضًا: المريخ يستعيد ذاكرة الفوز ويكسب تجربة التحدي الليبي