العالمي في عزّ تألقه.. النصر يكتسح الفتح بخماسية ويعتلي القمة بثقة

العالمي في عزّ تألقه.. النصر يكتسح الفتح بخماسية ويعتلي القمة بثقة
الترند العربي – متابعات
بأداء كروي مبهر يؤكد مكانته كأحد أعمدة كرة القدم السعودية والآسيوية، واصل نادي النصر السعودي تألقه اللافت في دوري روشن للمحترفين موسم 2025-2026، بعدما اكتسح ضيفه الفتح بخماسية مقابل هدف واحد، في مباراة حملت كل تفاصيل المتعة الكروية والإبداع الفني على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، وسط حضور جماهيري كبير تجاوز الـ50 ألف مشجع.
الفوز الكبير لم يكن مجرد ثلاث نقاط جديدة تضاف إلى رصيد “العالمي”، بل رسالة واضحة إلى منافسيه: النصر عاد ليبقى في الصدارة، ويواصل مشواره بثقة نحو اللقب المحلي الذي يسعى لاستعادته بقوة.

خماسية العزف الجماعي.. كيف لعب النصر؟
دخل المدرب البرتغالي جورجي جيسوس اللقاء بتشكيلة هجومية بحتة، اعتمد فيها على القوة الضاربة بقيادة الثلاثي كريستيانو رونالدو وساديو ماني وجواو فيليكس.
منذ الدقائق الأولى، فرض النصر سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، مستحوذًا على الكرة بنسبة تجاوزت 65% خلال النصف الأول، بفضل التنظيم المثالي في الوسط بقيادة البرازيلي بروزوفيتش.
وفي الدقيقة 13، افتتح جواو فيليكس التسجيل بعد تمريرة رائعة من ماني، ليتنفس جمهور النصر الصعداء. ولم تمر عشر دقائق حتى أضاف فيليكس الهدف الثاني بتسديدة يسارية ذكية سكنت شباك حارس الفتح الذي بدا عاجزًا عن التصدي لها.
أما كريستيانو رونالدو، فقدّم عرضًا فرديًا لافتًا، وواصل صناعة الفارق بتحركاته الدقيقة وتمريراته البينية المميزة، قبل أن يوقع على هدف عالمي في الدقيقة 54 بتسديدة مقوسة من خارج المنطقة.
المدرب جيسوس ظهر بثقة كبيرة من خارج الخطوط، وهو يوجّه لاعبيه للضغط العالي السريع في الثلث الأخير، وهو ما أثمر عن هدف رابع حمل توقيع فيليكس مجددًا ليكمل الـ«هاتريك» الشخصي. وفي الدقائق الأخيرة، اختتم البديل عبدالرحمن غريب الخماسية بعد تمريرة حاسمة من رونالدو، لتشتعل مدرجات الأول بارك بالهتاف والفرح.

تحليل فني شامل: القوة التكتيكية والانسجام الميداني
النصر في هذه المباراة قدم نموذجًا متكاملًا لفريق يعرف كيف ينتصر، لا بالمهارة الفردية فقط بل بالعمل الجماعي.
اعتمد جيسوس على رسم تكتيكي 4-3-3 مرن، يتحول عند امتلاك الكرة إلى 3-4-3، بحيث يتقدم الظهير الأيمن سلطان الغنام للمساندة الهجومية، فيما يلتزم الظهير الآخر بالثبات لتأمين التحولات الدفاعية.
كما أظهر فيليكس قدرته على التوغل بين خطوط الخصم، بينما تحرك ماني بحرية خلف المهاجمين. هذا التنوع في الأدوار الهجومية أربك دفاع الفتح، وجعل النصر يسجل خمسة أهداف من أصل عشر تسديدات على المرمى بنسبة دقة بلغت 80%.
أما من الناحية الدفاعية، فقد أبدع الحارس نواف العقيدي في التصدي لهجمتين خطيرتين، ليحافظ على استقرار الفريق ويدعم الثقة بين الخطوط الخلفية.
رونالدو: القائد الذي لا يشيخ
في سن الأربعين تقريبًا، ما زال كريستيانو رونالدو يثبت أنه أيقونة كروية لا تعرف التراجع.
في مباراة الفتح، لم يكن مجرد هداف، بل قائد يوزع الطاقة والحماس على زملائه.
احتفل بطريقة مميزة بعد هدفه، مشيرًا إلى الجماهير التي رددت اسمه على مدى 90 دقيقة.
أرقامه هذا الموسم تتحدث عنه بوضوح:
- سجل 9 أهداف في خمس مباريات.
- صنع 4 تمريرات حاسمة.
- شارك في أكثر من 50 فرصة هجومية مباشرة.
هذا الأداء جعل جماهير النصر تؤكد عبر المنصات أن “الدون” يعيش أفضل فتراته منذ وصوله إلى الدوري السعودي.
جيسوس.. عقل فني يقرأ المباريات
المدرب جورجي جيسوس لم يكتفِ بتحقيق الانتصار، بل قدم درسًا في كيفية إدارة المباريات الكبيرة.
استغل نقاط ضعف الفتح في الأطراف، وطلب من لاعبيه التسديد المباشر على المرمى عند أول فرصة، في ظل التكتل الدفاعي للخصم.
كما استخدم أسلوب الضغط العالي لإجبار الفتح على ارتكاب الأخطاء، وهو ما نتج عنه ثلاثة أهداف من كرات مرتدة.
المدرب البرتغالي بدا أكثر نضجًا وهدوءًا من ذي قبل، وصرّح عقب المباراة بأن “الفريق لم يصل بعد إلى ذروته، وما زال يملك الكثير ليقدمه”.
كلماته اختصرت فلسفته: الانتصار ليس غاية، بل وسيلة لبناء منظومة فائزة.
الفتح.. اجتهاد بلا فاعلية
على الجانب الآخر، حاول الفتح تقديم مباراة متوازنة، لكنه اصطدم بفريق لا يرحم.
هدفه الوحيد جاء في الدقيقة 72 عبر تسديدة قوية من خارج المنطقة، لكن الأداء الهجومي ظل محدودًا.
افتقد الفريق إلى التركيز في منطقة الوسط، وظهر واضحًا أن الدفاع لم يكن جاهزًا لمجاراة السرعة العالية للاعبي النصر.
المدرب طالب لاعبيه بعد اللقاء بنسيان النتيجة والتركيز على الجولة المقبلة، معتبرًا أن الخسارة أمام فريق بهذا الحجم “جزء من التطور”.

جماهير “العالمي”.. الفرحة تملأ المدرجات
لم تكن الجماهير مجرّد متفرج، بل كانت لاعبًا إضافيًا في الميدان.
منذ الدقائق الأولى، تفاعلت المدرجات مع كل لمسة من رونالدو أو فيليكس، وارتفعت الهتافات “نصراوي وبس” مع كل هدف.
وسجّلت المباراة واحدة من أعلى نسب الحضور الجماهيري هذا الموسم في الدوري السعودي، مما يعكس الشعبية الطاغية للنادي العريق.
أحد المشجعين عبّر عن فرحته قائلًا: “هذا هو النصر الذي نعرفه، روح، أداء، وأهداف لا تُنسى”.
كانت الليلة بالفعل مهرجانًا أصفر بامتياز.
منظومة النصر: من إدارة ذكية إلى مشروع بطولي
النجاح لا يصنعه المدرب واللاعبون وحدهم. إدارة النصر برئاسة مسلي آل معمر قدمت مثالًا في الاستقرار الإداري والاحترافية في التعاقدات.
صفقات الصيف الأخيرة أثبتت نجاحها الكبير، خاصة بعد دمج الخبرة الأوروبية بالروح المحلية.
فقد تم استقطاب لاعبين مثل فيليكس وماني لتعزيز العمق الهجومي، إلى جانب استمرار العناصر السعودية الشابة التي تقدم مستويات واعدة.
كما أطلقت الإدارة خطة تطويرية تهدف إلى جعل الفريق مركز جذب عالمي للنجوم والناشئين، ضمن استراتيجية تتسق مع رؤية المملكة 2030 في تعزيز الرياضة كقطاع حيوي واقتصادي.
الإعلام الدولي يحتفي بالعرض السعودي
الصحف العالمية لم تتجاهل ما قدمه النصر، فقد تصدرت صور فيليكس ورونالدو الصفحات الرياضية في أوروبا.
وصفت صحيفة ماركا الإسبانية المباراة بأنها “ليلة سعودية بلون أصفر”، بينما قالت لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية إن “النصر يلعب بأسلوب أوروبي بلمسة عربية”.
الاهتمام الإعلامي المتزايد يبرز المكانة الجديدة للدوري السعودي كواحد من أبرز الدوريات الصاعدة في العالم من حيث النجوم والبنية التحتية والإثارة التنافسية.
التأثير الفني والمعنوي للفوز
هذا الفوز الكبير لا ينعكس على جدول الترتيب فحسب، بل على الحالة النفسية للفريق بأكمله.
اللاعبون يعيشون الآن أجواء ثقة عالية تجعلهم يدخلون أي مباراة بروح البطل.
كما أن هذا الأداء يعزز من قيمة الدوري كمنصة لاستقطاب المواهب العالمية، ويُبرز الوجه التطويري لكرة القدم السعودية.
الفوز بنتيجة 5-1 أمام منافس محترم مثل الفتح هو مؤشر على عمق التكتيك وتكامل الأداء، وليس مجرد صدفة.
الأرقام لا تكذب: لغة الإحصاء تثبت التفوق
- الاستحواذ: النصر 67% مقابل 33% للفتح.
- التسديدات: النصر 18، منها 10 على المرمى.
- دقة التمرير: 91%.
- عدد الفرص المحققة: 9، منها 5 تحولت إلى أهداف.
- الركلات الركنية: 7 لصالح النصر.
- الأخطاء المرتكبة: 6 فقط طوال المباراة.
هذه الأرقام تبيّن أن الفريق الأصفر لا يعتمد على الأسماء فقط، بل على منظومة متكاملة من التنظيم والانضباط.
التحديات المقبلة
رغم الفوز العريض، يدرك الجهاز الفني أن المشوار لا يزال طويلاً.
الفريق مقبل على مواجهات قوية في دوري أبطال آسيا، إلى جانب ضغط المباريات المحلية.
التحدي الأكبر سيكون في الحفاظ على اللياقة الذهنية والبدنية للاعبين، خصوصًا مع ازدحام جدول المنافسات.
لكن وفق المعطيات الحالية، يبدو النصر جاهزًا لرفع سقف التوقعات، وربما تحقيق موسم تاريخي يجمع بين الألقاب المحلية والقارية.
ما نتيجة مباراة النصر والفتح في دوري روشن 2025-2026؟
انتهت بفوز النصر بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، ضمن الجولة الخامسة من البطولة.
من سجل أهداف النصر؟
جواو فيليكس سجل ثلاثة أهداف «هاتريك»، فيما أحرز كريستيانو رونالدو هدفًا رائعًا وسجل عبدالرحمن غريب الهدف الخامس.
كيف كان أداء رونالدو في المباراة؟
قدّم عرضًا مميزًا، سجّل هدفًا وصنع آخر، وأظهر روح القيادة داخل الملعب.
ما أبرز ملامح خطة المدرب جورجي جيسوس؟
اعتمد على الضغط العالي والتحولات السريعة بين الدفاع والهجوم، مع تنويع الجبهات الهجومية واستغلال الأطراف.
هل شهدت المباراة حضورًا جماهيريًا كبيرًا؟
نعم، تجاوز عدد الحضور 50 ألف مشجع في استاد الملك فهد الدولي.
ما تأثير الفوز على ترتيب النصر؟
عزّز النصر صدارته لجدول الترتيب بخمس انتصارات متتالية، مبتعدًا بفارق ثلاث نقاط عن أقرب منافسيه.
هل تحدث جيسوس بعد المباراة؟
نعم، أكد أن الفوز نتيجة عمل جماعي مستمر، وأن الفريق لم يصل بعد إلى أقصى طاقته.
ما رأي الصحافة العالمية في المباراة؟
الصحف الأوروبية وصفت الأداء بأنه عرض “أوروبي الهوية سعودي الروح”، وأشادت بانسجام الفريق.
هل النصر مرشح قوي للقب هذا الموسم؟
بحسب المراقبين الفنيين، يُعتبر النصر أبرز المرشحين للقب الدوري وربما دوري الأبطال أيضًا، بالنظر إلى جاهزيته التكتيكية والعناصرية.
ما الدرس الأهم من المباراة؟
أن الاستقرار الفني والإداري يصنع الفارق، وأن كرة القدم السعودية تمضي بثقة نحو مستقبل أكثر احترافية.
خاتمة
خماسية النصر أمام الفتح لم تكن مجرد فوز في سجل النتائج، بل لوحة فنية جسّدت روح الفريق، وإشارة إلى أن الكرة السعودية تدخل مرحلة النضج الكامل.
من المدرجات الصفراء إلى الشاشات العالمية، كان المشهد واحدًا: العالمي لا يرحم، والنصر اليوم أقرب إلى الحلم الذي طال انتظاره.
بهذه الروح، يستمر النادي العريق في رسم فصول جديدة من مجده الكروي، ويُعيد تعريف مفهوم “العالمية” على أرض السعودية.
اقرأ أيضًا: النصر يحسم القمة في بغداد: ثنائية الخيبري وفيليكس تُحلّق بالعالمي إلى صدارة مجموعته الآسيوية