آراء

“ونكا” يُبهج عالمًا مليئًا بالصراعات

تيسير قوايد

يميل أغلب المنتجين للعب على الأوتار المضمونة والقصص التي تحظى بجمهور مسبق، ومحاولة كسب جمهور جديد من جيل مختلف. ومن هنا، يلعبون على إعادة تقديم أفلام قديمة برؤية جديدة، ومن ثم تثير الجدل والمقارنات بين القديم والجديد لمعرفة أيهما أفضل.

هذا الجدال من شأنه ضمان نجاح الفيلم وضمان التفاف الجمهور حول النسخة الجديد لمعرفة الفارق بينه وبين السابق، وهو أمر يضمن نجاحًا جماهيريًا حتى ولو اختلف النقاد.

هذه المرة اختار المخرج “باول كينج” صاحب فيلمي “بادينجتون”، إعادة تقديم رواية “ونكا ومصنع الشكولاتة” لتصبح هذه ثالث معالجة للرواية من بطولة “تيموثي شالاميت”، التي أطلق عليه الجمهور “ونكا الصغير”، فقد اعتمد المخرج تقديم قصة ونكا هذه المرة في بداية رحلته مع الشكولاتة وهو شاب وكيف تحول لأعظم مخترع وساحر وصانع شكولاتة في العالم.

اتسم عام 2023 بعام الحروب وتأجج الصراعات في كل مكان، فتحت شعار “صانعو الأفلام لا يصنعون ما تطلبه، بل يصنعون ما يحتاجه الجمهور”، هنا صناع الفيلم فضلوا إنتاج الفيلم بنكهة كوميدية موسيقية ساحرة تخفف من حدة التوتر التي تسود العالم ليختم العام بشيء يبعث على البهجة.

فالفيلم مليء باللوحات الموسيقية الحالمة والألوان والصور البراقة، وأداء تيموثي الغنائية البريء والحالم كان جذابًا للجمهور، خاصة الشباب، عكس الأداء السابق لـ”جين وايلدر” في النسخة الأولى الذي وصفه الجمهور بصانع الحلوى الغاضب غريب الأطوار، بينما اتسم أداء “جوني ديب” بالحزن وغرابة الأطوار، وفي كثير من الأوقات كان مخيفًا وغريب الأطوار، وهي النسخة الأكثر قتامة رغم نجاحها الكبير حين تقديمها أول مرة في 2005.

المرة الأولى لإنتاج “ونكا”، كان بعنوان “ويلي ونكا ومصنع الشكولاتة” عام 1971 من بطولة جين وانلدر، ورغم إشادة الجمهور لم يحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا في صالات السينما، بينما تم تعويضه عندما وصل إلى نوادي الفيديو وشاشات التلفزيون في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وهو ما دفع صانعي الأفلام لإعادة إنتاجه بنسخة أكثر إبهارًا في التصوير والإخراج، وأداء مميز للفنان “جوني ديب” عام 2005 بعنوان “تشارلي ومصنع الشوكولاتة” ليصبح من الصعب بعد ذلك إعادة تقديمه مرة أخرى نظرًا للنجاح الجماهيري الكبير الذي حققه.

أنصار النسختين الأولى والثانية غير متحمسين للتجربة الثالثة، ولكن الأخيرة جدير بالمشاهدة. ولكن نظرًا للتقنيات الحديثة التي يقدمها الفيلم مع بهجة الموسيقى والاستعراضات، استطاع أن يتصدر قائمة البوكس أوفيس في أميركا ومعظم دور العرض في دول العالم محققًا 49 مليون دولار في أميركا فقط، ما يؤكد نجاحه الجماهيري.

وهنا، لا يمكن مقارنة أداء وايلدر وديب بأداء تيموثي الذي وصفه البعض بالطفولي، ولكنه يتناسب مع الفترة العمرية التي تمثلها الشخصية، وفكرة الفيلم كنسخة موسيقية مبهجة.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى