“فيليكس باومغارتنر”.. الرجل الذي قفز من حدود الفضاء ليغيّر مفهوم المغامرة

الترند العربي – متابعات

لا تزال قفزة فيليكس باومغارتنر التاريخية من حافة الفضاء، واحدة من أكثر اللحظات إثارة في تاريخ المغامرات البشرية، بعدما سجّل اسمه كأول إنسان يقفز حرًا من ارتفاع يتجاوز 39 كيلومترًا عن سطح الأرض، بسرعة تخطت سرعة الصوت.

وقد أثار ظهوره عام 2012 في مشروع “ريد بُل ستراتوس” إعجاب العالم، لما حمله من جرأة علمية ومخاطرة غير مسبوقة، جمعت بين الشجاعة البشرية والتقنية المتقدمة، لتتحول اللحظة إلى أيقونة في تاريخ الاكتشافات الحديثة.

قفزة تتحدى قوانين الفيزياء
في يوم 14 أكتوبر 2012، صعد فيليكس عبر كبسولة مثبتة بمنطاد هيليوم عملاق إلى طبقة الستراتوسفير، على ارتفاع 38,969 مترًا، مرتديًا بذلة فضائية كاملة، قبل أن يقفز في الهواء ليسجل سرعة بلغت 1,357 كم/ساعة.

وبذلك أصبح أول إنسان يكسر حاجز الصوت بجسده فقط، دون محرك أو وسيلة دفع، في لحظة تابعتها مئات الملايين حول العالم عبر البث الحي، في مشهدٍ علّق عليه الجميع بأنه “قفزة غيرت حدود الممكن”.

سنوات من التدريب والتأهب
لم تكن القفزة حدثًا مفاجئًا، بل نتاج سنوات من التدريب العلمي والنفسي، حيث خضع فيليكس لتجارب متعددة في الضغط المنخفض، وتدريبات محاكاة للهبوط، إضافة إلى إشراف مباشر من وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” وفريق طبي متكامل.

وقد أشار في أكثر من لقاء أن الخوف لم يكن غائبًا، لكنه كان دافعًا لتجاوز الحدود، موضحًا أن اللحظة الأكثر رعبًا كانت خروجه من الكبسولة إلى الفراغ الكوني لأول مرة.

إرث يلهم الأجيال
بعد القفزة، تحوّل فيليكس باومغارتنر من رياضي مظلي إلى رمز عالمي للإقدام والمغامرة العلمية، وكرّمه عدد من المؤسسات الدولية، وشارك لاحقًا في مؤتمرات وندوات عن أهمية دفع حدود الإمكانات البشرية.

كما أصبحت تجربته مرجعًا في أبحاث الطيران والفضاء، وتُدرّس في كليات الهندسة حول العالم، كواحدة من أنجح التجارب بين الرياضة والعلوم.

بهذه القفزة التي كسرت حاجز الصوت، لم يكتفِ فيليكس بإنجاز شخصي، بل فتح الباب أمام جيل جديد من المستكشفين ليؤمنوا أن المستحيل مجرد نقطة انطلاق.

لمزيد من المقالات عن فيليكس باومغارتنر