الأسرة والمجتمعمنوعات

“عيد الأضحى” في زمن الرقمنة.. هل تغيّر شكل العيد؟

عيد الأضحى في زمن الرقمنة.. هل تغيّر شكل العيد؟

الترند العربي – خاص

مع التطورات التكنولوجية المتسارعة خلال العقد الأخير، شهدت المناسبات الدينية والاجتماعية، ومن بينها عيد الأضحى، تحوّلات ملموسة في مظاهر الاحتفال وأشكال التفاعل، خاصة مع ازدياد الاعتماد على الوسائل الرقمية. فهل غيّرت الرقمنة فعليًا شكل عيد الأضحى؟ وهل أثّرت على مضمونه الديني والاجتماعي؟

التحوّل في تقديم الأضاحي
أحد أبرز التغيرات يتمثل في الاعتماد المتزايد على المنصات الرقمية لأداء شعيرة الأضحية. ففي كثير من الدول، أطلقت وزارات الشؤون الإسلامية، والمؤسسات الخيرية، مثل الهلال الأحمر، ومؤسسة الإغاثة الإسلامية، والمنصة السعودية “تطبيق الأضحية”، خدمات إلكترونية تتيح للمستخدمين حجز أضحيتهم ودفع قيمتها عبر الإنترنت، مع اختيار البلد والمستفيدين.

وفقًا لتقرير نشرته منصة “تبرع” الرسمية التابعة لمركز التحول الوطني في السعودية، فقد تم تنفيذ أكثر من 80 ألف عملية أضحية خلال موسم حج 1444هـ عبر المنصات الرقمية، مما يعكس إقبالًا كبيرًا على الحلول الإلكترونية في هذا المجال.

بطاقات المعايدة بين الورق والشاشات
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثة مثل واتساب وتويتر، تراجع استخدام بطاقات التهنئة الورقية، وحلّت محلها المعايدات الرقمية. أصبحت بطاقات المعايدة تُرسل عبر الصور المتحركة (GIF) أو مقاطع الفيديو القصيرة، وحتى من خلال الذكاء الاصطناعي الذي ينتج تصاميم مخصصة خلال ثوانٍ.

وبحسب دراسة نشرها موقع Statista عام 2023، فإن أكثر من 72% من المستخدمين في العالم العربي يعتمدون على تطبيقات الهاتف الذكي لإرسال تهنئة العيد، مقارنة بـ26% فقط لا يزالون يفضلون الاتصال الهاتفي المباشر.

تهنئة الأهل عبر مكالمات الفيديو
فرضت جائحة كورونا تسريع التحوّل نحو الاتصال المرئي، ما جعل مكالمات الفيديو في العيد عادة شائعة لدى الأسر، خاصة في حال وجود الأقارب في الخارج أو في مدن بعيدة. واستمرت هذه العادة حتى بعد انقضاء الجائحة، حيث يسجّل تطبيق “Zoom” و”Google Meet” زيادة في استخدامهما خلال أيام العيد في عدد من الدول الخليجية، وفقًا لتقارير محلية.

التسوق لملابس وحلويات العيد… إلكترونيًا
تشير تقارير التجارة الإلكترونية في السعودية ومصر والإمارات إلى ارتفاع كبير في عمليات الشراء عبر الإنترنت خلال الأسبوع الذي يسبق عيد الأضحى. وتشمل هذه العمليات شراء الملابس، الهدايا، والحلويات الخاصة بالعيد، عبر تطبيقات مثل Amazon وNoon وShein ومواقع محلية.

كما تزايد استخدام المحافظ الرقمية وخدمات الدفع الإلكتروني مثل Apple Pay وSTC Pay في أسواق المواشي والتبرعات، ما يعكس التحوّل نحو بيئة غير نقدية، حتى في موسم شعيرة تقليدية كالأضحية.

هل أثّرت الرقمنة على روحانية العيد؟
رغم تسهيلها لكثير من المهام، إلا أن بعض الخبراء يرون أن الرقمنة قد تكون سلاحًا ذا حدين، إذ إنها تقلل من التفاعل الواقعي المباشر، وتعزز الطابع “السريع” للاحتفالات، ما يفقدها أحيانًا شيئًا من دفئها الاجتماعي.

لكن في المقابل، يرى آخرون أن الرقمنة مكّنت ملايين المسلمين حول العالم من أداء شعائرهم بيسر، وربطتهم بأقاربهم وذويهم بطرق جديدة، خاصة من يعيشون في دول الاغتراب أو مناطق يصعب فيها تطبيق الذبح اليدوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى